Search
Close this search box.

قراءة في كتاب “دوائر الخوف: قراءة في خطاب المرأة” (1-3)

قراءة في كتاب “دوائر الخوف: قراءة في خطاب المرأة” (1-3)

أسامة عاشور

  • عن “نصر حامد أبوزيد”

التقيت بالدكتور نصر حامد أبو زيد مرتين الأولى في محاضرته حول الوحي في2001 والثانية في ذرورة نضج مشروعه الفكري عندما دعاه الاستاذ سمير نشار في أيار 2002 باسم منتدى الكواكبي في حلب الى منزله لإحياء ذكرى مئوية وفاة عبد الرحمن الكواكبي ورغم جميع الضغوط الأمنية ومحاولات مدير الثقافة بحلب أنذاك عبد الهادي نصري لمنعها ألقيت المحاضرة بحضور أكثر من 130 ناشط/ة وقدم فيها أبو زيد رؤية جديدة تضمنت نقداً لفكره السابق بالنظر الى القرآن “كخطاب” وليس “كنص” وطبعا تمحور النقاش بعد المحاضرة حول مواضيع شتى أهمها جدوى استلهام التراث والاسلام كأساس لمناقشة قضايانا المعاصرة وكان رأيي أنه حتى “الصراع مع القديم خضوع له” وأن مشكلتنا سياسية وليست ثقافية أي غياب الحرية وتسلط السياسة على الدين والثقافة.والاهتمام بالإصلاح الديني يريح السلطة لأنه يغطي على الاهتمام بالإصلاح المجتمعي والسياسي والاقتصادي، وكان رأي أبو زيد ان التراث ليس تاريخنا فحسب بل إنه المتحكم في واقعنا وهو ما لا نستطيع تجاوزه بل يتطلب منا تجديده و “أول التجديد قتل القديم بحثا ” لنفهمه في تطوره وننتزعه من قبضة السلفيين والاصوليين.

فمن هو نصر حامد أبو زيد ؟

يعتبر أبو زيد ابن حركة النهضة العربية وناقدها وأحد أعمدة مدرسة القاهرة الفلسفية التي تبدأ بحسن حنفي وتنتهي بعلي مبروك، التي ركزت على نقد أصول الثقافة الإسلامية، دون التخلي عن أساسها الديني ولد في تموز 1943، لأسرة ريفية ودرس التعليم الفني بسبب ظروفه المادية الصعبة، عمل بالهيئة المصرية العامة للاتصالات 1961 -1972 م تخرج من قسم اللغة العربية وآدابها جامعة القاهرة 1972م، ثم حصل على ماجستير في الدراسات الإسلامية عام 1976م، ثم دكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 1979م. تلقى منحتين للدراسة في الجامعة الامريكية في مصر 1976-1977م وفي جامعة بنسلفانيا 1979-1980م. درّس بالخرطوم خلال الفترة من (1983-1987) وكان أستاذ زائر بجامعة أوساكا باليابان 1985 – 1989م، وبجامعة ليدن بهولندا بدءا من أكتوبر 1995 وحصل على كرسي كليفرينخا Cleveringa بجامعة ليدن عام 2000م.وكرسي ابن رشد في جامعة أوترخت، هولندا عام 2002 وتوفي في تموز عام 2010

محنة نصر حامد أبو زيد

تقدم الدكتور أبو زيد للحصول على درجة أستاذ ببحث حول تجديد الفكر الديني تكونت لجنة من أساتذة جامعة القاهرة بينهم د.عبد الصبور شاهين الذي اتهمه ” بالكفر ” وانضم اليه كل من: محمد بلتاجي و أحمد هيكل وإسماعيل سالم، وأقاموا الدعوى ضده عملا بمبدأ الحسبة وأصدرت المحكمة حكمها بردة نصر حامد أبو زيد بتاريخ 27/1/1994 وان من اثار الردة التفريق بين المرتد وزوجته، وأكدت الحكم محكمة استئناف القاهرة الدائرة (14) بتاريخ 14 حزيران 1995 والزامهما بالمصاريف عن الدرجتين وعشرين جنيها مقابل اتعاب المحاماة، ورغم هذه الحملة حصل الدكتور نصر حامد أبو زيد على درجة أستاذ قبل ثلاثة أسابيع من الحكم ولكنه غادر مصر برفقة زوجته الدكتورة ابتهال يونس التي رفضت الحكم وآثاره إلى منفاه في هولندا وتم هدم بستان الزهور من الباحثين الذي كان يزرعه أبوزيد في جامعة القاهرة

تكريم نصر حامد أبو زيد :

جائزة عبد العزيز الأهواني للعلوم الإنسانية من جامعة القاهرة 1982م.

وسام الاستحقاق الثقافي من رئيس جمهورية تونس 1993 م.

جائزة اتحاد الكتاب الأردني لحقوق الإنسان، 1996.

ميدالية “حرية العبادة”، مؤسسة إليانور وتيودور روزفلت2002.

الملامح العامة لمشروع أبو زيد الفكري

عايش أبو زيد هزيمة حزيران 1967، وما تلاها من تفشي الأصولية والعنف الديني والتوظيف السياسي للدين والتعامل النفعي مع النصوص من قبل السلطة والجماعات الدينية واليسار لذلك اهتم بدراسة النصوص الأساسية في الثقافة العربية الإسلامية ومرّ مشروعه البحثي بثلاث محطات أساسية :

1- مرحلة القراءة الإيديولوجية للتراث كمعتزلي في مواجهة الأشعرية:

واستمرت طوال عقدي السبعينات والثمانينات… فتبنى مفهوم خلق القرآن المعتزلي، لمواجهة الهجمة الحنبلية الحرفية في قراءة النصوص، التي كانت تغذيها أموال البترول من جهة، ونجاح الثورة الإيرانية من جهة ثانية ورفض “أسلمة المعرفة و العلوم” و “احتكار فئة معينة العنف والقتل والتكفير باسم الله”. كما رفض التأويلات الحداثية التلفيقية التي حاولت قراءة الحداثة في النصوص وليس كأداة لفهم النصوص ذاتها

2- في نهاية الثمانينات حتى منتصف التسعينات. مرحلة الدراسة المنهجية للقرآن بأدوات التحليل اللغوي في مستوياته الأربعة (الصوتي، الصرفي، التركيبي، والدلالي) وأعتبر النص القرآني مُنتَجاً ثقافياً، أي رسالة إلهية تشكلت مفرداتها وتصوراتها من خلال لغة وثقافة البيئة التي نزلت فيها، ودخل في مرحلة نقد ذاتي لخطاب النهضة في الفكر العربي الحديث حسن حنفي والخطاب المعتزلي والخطاب الصوفي والخطاب الديني السائد في الإعلام.

3- ركز أبو زيد من منتصف التسعينات حتى وفاته على نقده الذاتي لتصور المصحف على أنه نص، واعتبر القرآن خطاباً وليس نصاً أي بنية حوارية، تتضمن المتكلم والمتلقي والرسالة والمود، فقد يكون الخطاب تهديداً أو تقريراً أو اعتراضاً أو نفياً أو إزاحة، فخطاب التهديد أو السجال لا تستخرج منه مقولات لاهوتية.. وهناك مضمون الخطاب ومستوياته، و ما يقوله الخطاب وما يسكت عنه، وتأثير الخطاب على المتلقي وردة فعله ودوره في عملية الفهم، ليصبح تأويل القرآن وفهمه عملية حيوية مرتبطة بالواقع والزمن أي صيرورة وليس معطى ثابت ونهائي.

خاص “شبكة المرأة السورية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »