هالة الحسن
سافرت المصورة البريطانية الحرة آبي ترايلر سميث، إلى العراق مع منظمة أوكسفام الخيرية، وقابلت سيدتين عادتا إلى منازلهما في قرية بشير التي تم تحريرها مما يسمى بتظيم “داعش” في وقت سابق هذا العام.
واستعرض موقع الإذاعة البريطانية “بي بي سي” وصفهن لما حدث منذ وصول “داعش”.
“يوسنيتا” زوجة وأم عراقية عانت مع دخول “داعش” إلى قريتها ولكنها عادت في النهاية إلى منزلها.
قالت يوسنيتا لـ”بي بي سي”: “قبل هذه الأزمة، كنا نعيش جيدا لدينا منزل مكون من طابقين وثروة حيوانية ومتجر. ولم نكن قلقين بشأن داعش لأننا محاطون بالجيش والشرطة. لم نهتم بذلك أبدا، فلم أفكر أبدا في أنهم سيأتون إلى بشير.”
وتابعت يوسنيتا “كان زوجي يعمل بعيدا، عندما دخل تنظيم داعش، كان الإمام يتحدث للناس في مكبر الصوت يطالبهم بعدم ترك القرية، وقال إن الذين يتركون القرية جبناء ولهذا السبب ظل العديد من الأشخاص في قريتي.”
وأشارت يوسنيتا، إلى أن ابنتها فهمت ما يحدث وكانت خائفة من أنه يجب عليهم الفرار لأنهم يطلقون النار، ولكن حاولت يوسنيتا تهدئتها وإخبارها بأن والدها سيأتي وينقذهم، ومع ذلك وبسبب الانفجارات وإطلاق النار ذهبت يوسنيتا وأطفالها إلى مدينة تازة المجاورة.
وأضافت “تركنا تازة وذهبنا إلى مسجد، أقمنا فيه لمدة سبعة أشهر وبعدها ذهبنا إلى مدرسة لمدة شهرين. وبدأ العام الدراسي وكان مطلوبا منا أن نتركها بالتالي ذهبنا للإقامة في مكان لتربية الماشية في ليلان حيث أقمنا فيها لمدة عام.”
لم تتمكن يوسنيتا، من إرسال ابنها إلى المدرسة لأنها فكرت في رجوعهم إلى منزلهم في وقت قريب، وحتى الآن من الصعب عليها إرسالهم إلى المدرسة فهم يحتاجون إلى ملابس وكتب وهي لا تمتلك المال اللازم.
قالت يوسنيتا: “كل يوم كنت اتنقل فيه من مكان لمكان، كنت أعيش على أمل العودة إلى الوطن. وعندما تم استعادة قرية بشير أخبرت زوجي بأنني أرغب في العودة،” مضيفة “عندما رأيت منزلي بكيت كثيرا وارتفع ضغطي، ولم أستطع المجئ إلى المنزل لمدة شهر وظللت أفكر نفسي بأنني على الأقل معي زوجي وأطفالي وأقارن نفسي بمن أسرن أو قتلن.”
وأشارت إلى أن زوجها كان يعمل حلاقا ولقد دمر “داعش” مكان عمله وأصبح بلا عمل، كما أنهم قضوا كل الوقت في بناء منزلهم يساعدهم بعض أبناء أخواتنا وعلى الرغم من أنه لم يكتمل بعد إلا أنها أحضرت أطفالها إلى المنزل.
وعبرت عن سعادتها بالعودة إلى منزله قائلة “أنا سعيدة لأنني عدت لمنزلي حتى لو كنت آكل خبزا، لم أتخيل أبدا أنه يمكن أن أعود إليه.”
كانت معاناة سميرة مع “داعش” أكثر قسوة من مواطنتها العراقية يوسنيتا فقد قتل التنظيم ابنها وفقدت طفلين آخرين بسبب سوء التغذية.
تقول سميرة “بدأ كل شيء بعد ذهاب زوجي لزيارة الأضرحة وكنت بمفردي في المنزل، أصنع الخبز لأسرتي وكانت الساعة حوالي الثامنة صباحا عندما سمعت إطلاق نار كثيف في الشوارع.”
وتابعت سميرة “اتصلت بابني الذي يعمل شرطيا بقوات الطوارئ في كركوك وطلبت منه أن يأتي وينقذنا.” وأشارت إلى أنهم ذهبوا إلى تازة ثم انتقلوا إلى كركوك، مضيفة “في ذلك اليوم قتل تنظيم داعش 75 شخصا وفعلوا أشياء مريعة بجثثهم وكان من القتلى ابني واثنين من أبناء أخواتي.”
وأوضحت سميرة أنهم واجهوا العديد من الصعوبات عند نزوحهم، حيث فقدت طفلين بسبب سوء التغذية لأنهم مرضوا بعد ستة أشهر من وجودهم في كركوك كما توفي حفيدها بسبب الجوع.
وقالت سميرة “أول شيء حدث عندما عدت إلى منزلي هو أن شخصا ما أراني المكان الذي توفي فيه ابني وعندما رأيت المكان مرضت ونمت لمدة سبعة أيام”، مختتمة حديثها “أنا سعيدة الآن لأننا لا نتنقل من مكان لآخر، فقد كنت امتلك متجرا صغيرا لبيع منتجات البقالة وأرغب أن تساعدني أوكسفام على إعادة افتتاحه.”
