الشاعرة المكسيكية: غابريّلا بالديراس
ترجمة: وليد السويركيّ
تمشي النسوة بقلوبٍ حافيةٍ كأقدامهنّ،
يحمل بعضهنّ على رأسه سلّةً مليئة بالنّظرات
يبعنها للمارّة؛
وكم من الأشواك أسفل العيون!
عمّ يتحدّثن يا ترى، بلغتهنّ التي لا يفهمها غير الصّبار والورد والطّين؟
يربّين أطفالهن مثل الشرانق، فهل يصيرون يوماً فراشاتٍ من يَشَب؟
وبدمعهنّ البلّوّري الأسود يصغن أطواقاً وأساورَ من ألم؛
أكبرهن سنّاً ينسجن بيوت الصّمت من جلودهنّ،
فأيّ آلهة تمنحهنّ العزيمة؟
هنّ اللواتي يبتلعن اللّيل كلّ يوم…
غرف النساء
للشاعرة الصومالية: ورسان شاير
ترجمة: محمد عيد إبراهيم
تقول الأمهات:
ثمة غُرف مغلقة
داخل النساء كافةً؛
مطبخٌ للحبّ،
غرفة نوم للحزنِ،
وحَمّام للامبالاة.
يأتي الرجال، أحياناً،
بالمفاتيحِ،
ويأتي الرجال، أحياناً،
بالمطارقِ.
العصر الحجري
للشاعرة الهندية: كامالا داس
ترجمة: محمد عيد إبراهيم
زوجٌ حَنونٌ،
مُستعمِرٌ غابرٌ في البالِ،
عنكبوتٌ عجوزٌ سمين،
ينسجُ شبكاتٍ من الحيرةِ،
كن عطوفاً.
فقد حوّلتَني طيراً من حَجرٍ،
يمامةً من جرانيتَ، وأنشأتَ
حولي غرفةَ استقبالٍ مهلهلةً،
وكنتَ تربّت وجهي المُنقَّرَ
شارداً وأنتَ تقرأُ.
تسحنُ، عندَ الفجرِ، نومي،
بضجّة كلامٍ،
وتُقحمُ إصبعاً في عيني الحالمةِ.
وفي أحلامِ اليقظةِ،
يطرح رجالٌ أشدّاءُ ظلالَهم،
يغطسونَ كشموسٍ بيضاءَ
بموجةٍ أهليةٍ من دمي،
يدفقون مصارفَهم سراً
تحتَ المدنِ القدسيةِ.
وحينما تمضي،
أسوقُ عربتي الزرقاءَ المعطوبةَ
على طولِ بحرٍ أشدّ زرقةً.
أغذّ خطواتي الأربعينَ الصاخبةَ
لأقرعَ بابَ شخصٍ آخر.
يشهدُ الجيرانُ، بنظرةٍ مختلِسةٍ،
يرونني آتي، ثم أذهبُ كالمطرِ.
فاسألوني، كلّكم، اسألوني
ماذا يري بي، اسألوني
لماذا يُسمَّى الأسدَ،
الفاجرَ، اسألوني عن طعمِ
فمهِ، اسألوني لماذا تنسلُّ
يدهُ كالثعبانِ المُقَرَّنِ
قبلَ أن تشتبكَ بشَعر عانَتي.
اسألوني لماذا يقعُ، كشجرةٍ
كبيرةٍ، جُزَّت، على ثديَيّ،
ثم ينامُ.
اسألوني لماذا الحياةُ
قصيرةٌ والحبُّ أقصرُ، اسألوني
عن الجنّةِ ومُستَحقِّها…
اللوحة للفنان السوري “محمد سيدا” بعنوان “أغنية الحياة”