احتفلت “شبكة المرأة السورية” افتراضيًا في 25 أيار/مايو 2025 بالذكرى الـ12 لتأسيسها، خلال فعالية تفاعلية جمعت بين الجد والترفيه، حيث استعرضت العضوات والأعضاء من داخل سوريا وخارجها إنجازات الشبكة وتحدياتها ورؤاها المستقبلية في مرحلة ما بعد سقوط نظام بشارالأسد، مسلطات /ين الضوء على تحوّلٍ تاريخي تمثل في عقد أنشطة فيزيائية داخل البلاد لأول مرة.
وجمعت الفعالية بين حلقات نقاش جادة حول أهداف الشبكة (كتمكين المرأة وإصلاح القوانين) وفقرات ترفيهية تفاعلية، و تضمنت ألعابًا لاختيار أسئلة عشوائية كشفت ذكريات العضوات الطريفة وتجاربهن الشخصية.
أبرز محطات الاحتفال:
1- تحوّل استثنائي:
تميزت مرحلة ما بعد سقوط النظام بتحوّلٍ نوعي في عمل الشبكة، تمثّل في تفعيل الأنشطة الميدانية من خلال تنفيذ مشروع “أولف بالما” عبر 10 جلسات حوارية داخل سوريا (دمشق، ريف دمشق، درعا، حلب، إدلب، دير الزور، حمص وريفها، اللاذقية وسلمية حماة)، ناقشت قضايا محورية منها( المواطنة، السلم الأهلي، الدستور)
وشارك عضوات / أعضاء من مناطق متفرقة لأول مرة عبر اتصال افتراضي موحد، بعد سنوات من العمل السري أو النشاط الخارجي
ومن أهم إنجازات العام الماضي إجراء أول تدقيق مالي خارجي في تاريخ الشبكة، كخطوة نحو المهنية والمحاسبة، قالت إحدى المشاركات “هذا التحوّل يُجسّد انتصارًا لصمودنا. من العمل السري إلى بناء سوريا الجديدة على الأرض”
2-إنجازات مُعززة للحضور النسوي:
استحضر العضوات والأعضاء ذكرى تأسيس الشبكة في القاهرة عام 2013 ككيان نسوي جامع لصوت المرأة السورية، وحافظت على استمراريته رغم الملاحقة الأمنية، لتصبح اليوم ركيزةً في إعادة إعمار سوريا اجتماعيًّا وسياسيًّا.
ومن أبرز محطات الشبكة دعم منصات تعبير للمرأة عبر نوادي “الحوار” و”السينما” و”القراءة” و”الدعم النفسي”، وورشة الكتابة الإبداعية، ومشاريع نوعية كحملة دعم النساء اللواتي مررن بتجربة الطلاق والنساء مريضات سرطان الثدي وكسر الوصمة المجتمعية التي تلاحقهنّ
إذ أشارت إحدى المشاركات ” إلى دور الشبكة في “ملء الفراغ بعد الثورة وتوحيد جهود النساء”.
فقرة الأسئلة المتنوعة
أجابت العضوات / الأعضاء عبر لعبة اختيار أرقام عشوائية، على أسئلة شخصية طريفة واسئلة جدية منها
(متى تأسست شبكة المرأة السورية وأين ؟/ ماهو الهدف الرئيسي لتأسيس الشبكة ؟/إذا كان بإمكانكِ السفرعبر الزمن، إلى أي فترة زمنية ستذهبين؟/ ذكرى طيبة لكِ مع الشبكة؟ وسؤال: ما هي المدينة التي تعرفتي على صديقات منها في زمن الثورة ويمكن الآن أن تزورينها؟)
شاركت /ك العضوات / الأعضاء هوايتهم الخاصة ومنها ” لعب البينغ بونغ مع زوجي وابني… وأحب المسرح الجامعي” أضافت إحدى المشاركات أمنيتها في امتلاك قوة خارقة،” سأصبح طائرًا لأطير فوق الحدود ”
من الأسئلة التاريخية كانت الإشارة إلى أنه في تاريخ ( 25 أيار / مايو عام 2013 ) انطلقت رسميًا الشبكة بالقاهرة بحضور 100 سيدة ورجل وأولى خطواتها كانت في السويد ومن أهم أهداف الشبكة كان في الانطلاقة إنشاء مساحة آمنة للتشبيك بين النساء” لسنا بديلًا للاتحاد النسائي، بل جسرًا يوحد جهود النساء”.
أضافت إحدى المشاركات أن “تمكين المرأة سياسيًا واقتصاديًا هو جوهر وجودنا ورفع الوعي بأدوات التغيير”.
رؤى مستقبلية بعد سقوط نظام الأسد
بعد 12 عاماً من العمل السري والتحديات ، تُحدّد شبكة المرأة السورية رؤيتها للمرحلة الجديدة في العمل على التركيز على المرأة الريفية والنازحات عبر برامج اقتصادية وقانونية و هندسة التمثيل السياسي عبر التحول لفرض كوتا نسائية في مراكز صنع القرار، إذ قالت إحدى المشاركات “لا مساواة دون تمثيل فعلي”.
واليوم نعمل الشبكة على الترخيص داخل سوريا بالتعاون مع اللجنة القانونية. أيضاً ناقشت المشاركات /ون تطوير الهوية البصرية والملفات التعريفية استعداداً للمؤتمر السادس 2025.
يُذكر أن التحديات المالية (كالتحويلات) لم تُثنِ العضوات عن الهدف في تحويل سنوات النضال إلى إطار مؤسسي يُعيد تعريف دور المرأة من “الهامش” إلى “مركز صنع القرار”
بختام احتفالها الـ12، أكدت “شبكة المرأة السورية” أنها لم تكن مجرد منصة احتفاء بالماضي، بل حاضنة لتطلعات مستقبل يُبنى بأيدي النساء. فبين أغاني الفرح وكلمات الأمل، رسم المشاركات والمشاركون ملامح المرحلة القادمة عبر اقتراحات ثرية لنادي الحوار، تتنوع بين العدالة الانتقالية، السلم الأهلي، اللامركزية، وأشكال الحكم.
بينما طُرحت أفلام ثقافية جريئة للنقاش في نادي السينما، هذه الرؤى المتجددة، إلى جانب الإصرار على تعميق العمل الميداني وترسيخ الكوتا النسائية، تُجسّد تحولًا جوهريًا من النضال السري إلى مؤسسية فاعلة.
ولازال حلم العضوات والأعضاء واضحًا في تحويل اللقاءات الافتراضية إلى تجمعات فيزيائية أوسع على أرض سوريا، حيث يُكرّس انتصار سقوط نظام الأسد بانتصارٍ أكبر تحويل المرأة من “هامش” الضحية إلى “مركز” صانعة القرار.