نادي الحوار – شبكة المرأة السورية

نادي الحوار – شبكة المرأة السورية

نادي الحوار في شبكة المرأة السورية يُنظّم جلسة حوارية مع الدكتورة عفراء جلبي

تحت عنوان “الحوار خيار أخلاقي وحياتي”

نظَّم نادي الحوار التابع لـ شبكة المرأة السورية جلسة حوارية افتراضية مساء الأحد الموافق 20 نيسان 2025، بعنوان “الحوار خيار أخلاقي وحياتي”، بمشاركة عدد من الناشطين/ات والأكاديميين/ات والمهتمين/ات بالشأن السوري، في خطوة تُمزج بين القيم الحوراية واحتياجات المرحلة الحالية في سوريا

استضافت الجلسة الدكتورة عفراء جلبي، الأكاديمية السورية-الكندية والخبيرة في فلسفة التأويل وقضايا اللاعنف، وأدارت الجلسة الأستاذة مي العربي التي ربطت بين رمزية عيد الفصح – الذي يصادف ذكرى القيامة في المسيحية – وأهمية الحوار كأداة لـ “إحياء المجتمع السوري من جراحاته”.

الحوار خيار أخلاقي وحياتي

اختارت الدكتورة عفراء كلمة “حوار”  بعد أن أُفرغت هذه الكلمة من معناها بسبب الاستخدام المكثف وغياب الجوهر، إذ أصبحت كلمة” حوار” في سوريا محمَّلة بدلالات سلبية، حيث ارتبطت في الثورة بجدليات مثل “الحوارمع النظام”، مشيرةً إلى مؤتمر ” الحوار الوطني السوري” الذي عقد في (24-25) شباط 2025 ، بعد أن تحول بالنسبة لبعض السوريين إلى شكلية لم تستوفِ شروط الحوارالحقيقي وفق تطلعات الشعب، وأوضحت أن الحوار الحقيقي يتطلب تفكيك الخطاب السلطوي والأعتراف بالظلم والانزياح من النقاش العقيم إلى التفاعل الهادف لفهم الآخر، مما يتطلب في  جلسات الحواروجود ميسرأو ميسرة لضمان الإنتاجية من الحوار .

الحوار تفاعل واعي للفهم المشترك

عند طرح السؤال على المشاركين/ات، تنوعت الإجابات بشكل لافت، مما يعكس ثراء المفهوم وتشعبه إذ قالت إيمان  “الحوار هو انفتاح على الآخر دون شروط مسبقة، حتى لو اختلفنا جذريًّا”،و أضافت شذى أنه  “عملية تبادل وجهات نظر بهدف الوصول إلى حل توافقي، وليس إثبات تفوُّق رأي على آخر”.

وأكدت جلبي أن “الحوار ليس مجرد كلمات؛ هو تفاعل واعي يحتاج إلى ميسرين مدربين لتحويله من جدال إلى إنتاج أفكار جديدة”

أشارت النقاشات إلى وجود لبس شائع بين “الحوار” ومفاهيم أخرى مثل:

  • المناظرة: هدفها إثبات صحة رأي وهزيمة الآخر
  • النقاش العادي: قد يتحول إلى مهاترة دون ضوابط.
  • المحادثة: تفتقر إلى عمق التفاعل الهادف.

 

       

مرجعيات تاريخية إلى العصر الحديث :

من ملحمة جلجامش إلى حوارات أفلاطون، حيث استخدم سقراط الحوار لتحدي المفاهيم السائدة في مجتمع ذكوري آمن بتعدد الآلهة. وأُعدم لدفاعه عن الحوار الداخلي كوسيلة لمواجهة الهروب من الذات.

في الأديان، سجل القرآن حوارات مثل مجادلة المرأة مع زوجها (سورة المجادلة)، بينما قدمت الكتب البوذية “سوترا الألمسية” فكرة الحوار كطريق للاستيقاظ من الأوهام.

وفي العصر الحديث انتقد الفلاسفة مثل “مارتن هايدغرالألماني “و”هانس جورج غادمرالألماني”  اختزال الحوار في الحداثة إلى أداة هيمنة، ودعوا إلى إعادة تعريفه كجزء من الوجود الإنساني، وأشارت المداخلات إلى تحديات الحوار في سوريا، مثل الاستقطاب السياسي وتغييب النساء إذ ناقشت المشاركة “سناء حويجة “تشبيه الحوار بسرديات “ألف ليلة وليلة”، حيث الصمت يعني الموت، بينما طرح المشارك “محمد ” ضرورة إعادة تأهيل التراث عبر حوار نقدي، كما فعل أفلاطون.

الحوار بين الخير والشر في فكر هانا أرندت:

قدمت أرندت الفيلسوفة السياسية الألمانية -الأمريكية مفهومًا ثوريًا للشر من خلال ملاحظتها لـ أدولف أيخمان، أحد مهندسي الهولوكوست، الذي وصفته بأنه شخص “عادي” وليس شيطانًا أو متعطشًا للدماء والشر الذي لا يحتاج إلى دوافع شريرة خارقة، بل يكفي اللامبالاة وعدم التساؤل عن العواقب الأخلاقية للأفعال

في السياق السوري، يشبه الاستقطاب الحاد (الكردي-العربي، السني-العَلَوي، إلخ) هذا النموذج إذ أن الأطراف تكرر خطاباتها كـ”تروس” في آلة الصراع، دون تساؤل عن العواقب الإنسانية.

وفي مداخلة أحد الأعضاء رأى أن الحوار كـ”شد الحبل” لتعزيز الحق والتمسك بالهوية أو الموقف دون حوار حقيقي قد يُنتج شرًا “تافهًا” عبر تكريس اللامبالاة تجاه الآخر المختلف.

السياق السوري والنقاشات الرئيسية

تحول الصراع في سوريا إلى آلة بيروقراطية تعزز الاستقطاب، حيث يكرس كل طرف هويته أو انتماءه دون مراعاةٍ للضحايا. وفي هذا الصدد، علقت رحاب منى شاكر: “الاستقطاب الكردي–العربي أو السني–العلوي أصبح أفعالاً روتينية تُجرد الآخر من إنسانيته”.

ناقش المشاركون/ات تحويل الحوار من مفهوم “التنازل” أو “الصفقة” إلى فعل مقاومة، مؤكدين على دور التعليم النقدي في تفكيك السرديات الأحادية. وأشارت سناء حويجة إلى أن “الكلمات صارت ألغاماً تُفجر الصراع، مما يستدعي لغةً جديدة تُظهر تداخل الهويات”.

في مداخلة لـعزة البحرة (ممثلة وعضوة نادي السينما في الشبكة): “العنف الإلكتروني يعكس انهيار الحوار… كيف نحمي لغتنا من التحول إلى خنادق؟ اللغة قادرة على تجريد الآخر من إنسانيته”.
أكد الحضور على دور النساء كفاعلاتٍ في المقاومة اللاعنفية، مع إعلان الشبكة عن سلسلة جلسات قادمة لتمكين النساء في الحقل العام، وتشديدها على أن “اللغة أداةٌ لبناء واقعٍ جديد، لا للهدم”.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »