مخطئ من يظن إن أهالي المعتقلين يعيشون حياة طبيعية الوصف الانسب لهم جثث حية كيف لأم ان تاكل و تشرب وتنام و وليدها لا يستطيع النوم من الازدحام لم يرى نور الشمس منذ اشهر يأكل ما تعافه الكلاب يُهان و يضرب كل لحظة مجرد ان تفكر بما يُفعل به الان سوف تقترب من حافة الجنون التفكير للحظة واحدة انها لن تراه مرة اخرى لن تستطيع لمسه و احتظانه قد يستشهد تحت التعذيب في هذه اللحظة قد يدفن في زنزانته عشرات الاعوام ولا يدري احد به تستيقظ في الليل بهلع تفتح الباب متوهمتً انه خلفه عائداً من الموت .
استغلال تجار الالم و دماء من معدومي الضمير و جواسيس النظام يستجرون فرحين مئات الاف الليرات من ذوي المعتقل فقط لاخبارهم في اي فرع هو الان ،كل هذا و زد عليه فقدان المعيل للاسرة لتترك العائلة في حالة عوز و حاجة ينتظرون فقيدهم و يترقبون الغد البعيد
ام بتول تتحدث عن اعتقال زوجها مع بداية الثورة لم تره من يومها كل ماعرفته انه في احد فرع المخابرات الجوية تقول و بغصة طفلتي هذه لم ترى ابها و لم اطلق عليها اسما بعد ،كان ابها متلهف لروئيتها هو فقط من سوف يطلق لها اسما أنا و هي بانتظاره .
تعيش ام بتول على نفقة ذوي زوجها الذين بالكاد يطعمون افواه ابنائهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة لتبقى بحالة من العوز .
مريم.م فتاة ذات العقد 3 من العمر تحدثت عن تجربتها ايضاً مع اعتقال والدها المسن و تقول : دخلت قوات الامن عنوة الى المنزل اقتادت ابي ذو 70 عاماً بقينا نسال و نترصد مكانه الى ان اخبرونا ان نذهب لاستلام جثتها اجبرونا على التوقيع انه توفي بطريقة طبيعية و اعطونا رقما لقبر في مقبرة جماعية و حذرونا من نبش القبر و استخراج رفاته .
ام محمد.ع اعتقل زوجها منذ عام تقريبا ذهبت و امه لتعرف على جثته عرضوا لها صور لشخص مشوه و علامات التنكيل و لسعات الكهرباء تملئ جسده كان هو ، فبدأت امه بصراخ هذا ليس ولدي ليس هو ولدي حي و منعتني من استلام الجثة ،الى اليوم تجلس عند الباب منزلنا في بلد اللجوء تنتظره .
كل الانظمة القمعية و الدكتاتورية التي لا تفهم سوى لغة الدمار و الدم تستخدم المرأة ابشع استخدام فهي السلاح لثني الرجال و تقويض عزيمتهم و لكسر عماد المجتمع لتركها عاجزة عن لملمة جراحة فكيف لها ان تبني جيلا واعيا ثورياً .
فان لم يحارب النظام المرأة بحريتها حاربها بحرية ذويها لتبقى مولعة القلب على احبائها و تعاني التشرد في بلاد اللجوء و العوز في غياب المعيل تضطر للعمل لتسد رمق اطفالها في ظل عجز اممي عن التكفل بضحاية غطرسة النظام .
لا تنتهي انتهاكات النظام في حق الشعب السوري عند حد و يقف المجتمع الدولي واضعاً يداه خلفه رافعا اكتافه معلنا ترك السوريين لمصيرهم و يبقى صوتنا عالياً للمطالبة بحريتهم و حريتنا .
بقلم : مها علوان