Search
Close this search box.

ترند ميدوسا والتحرش الجنسي في مصر

ترند ميدوسا والتحرش الجنسي في مصر

ترجمة وإعداد: هالة الحسن

اجتاح ترند وشم “ميدوسا” مؤخراً وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، حيث استخدمته النساء المصريات اللاتي تعرضن للاعتداء الجنسي والاغتصاب لسرد قصصهن وإيصال أصواتهن وتشجيع مثيلاتهن للتحدث.

فقد ظهرت الأوشام، التي تصور ميدوسا، إلهة الحكمة والقوة والحرب اليونانية، مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي بين ضحايا التحرش الجنسي والاغتصاب في مصر. بينما يُنظر إلى ميدوسا عمومًا على أنها وحش ذو شعر على شكل أفاعي يحول الرجال إلى حجر، فقد تبنت المرأة المصرية قصتها كرمز للبقاء على قيد الحياة في مواجهة الاعتداء الجنسي.

في الأساطير اليونانية، كانت ميدوسا امرأة جميلة جذبت انتباه بوسيدون، لكنها أقسمت على العفة، فرفضت طلبه ليغتصبها بوسيدون داخل معبد أثينا. وبدلاً من إلقاء اللوم على بوسيدون، ألقت أثينا غضبها على ميدوسا وحولتها إلى مخلوق شنيع للغاية لدرجة أن كل من يحدق بها يتحول إلى حجر. وهكذا أصبح يُنظر إلى قصتها على أنها قصة كلاسيكية عن إلقاء اللوم على الضحية.

وتشارك مئات المصريات اللواتي نجين من التحرش الجنسي أو الاغتصاب الآن قصصهن ومعاناتهن إلى جانب صورة ميدوسا، بعد أن حكم عليهن المجتمع أيضًا بسبب خطايا لم يرتكبنها.

نور علي، امرأة مصرية، كتبت على تويتر: “عندما كان عمري 12 عامًا، اغتصبني ابن عمي الذي كان يبلغ من العمر 22 عامًا. وتعرضت لمضايقات من قبل ابن الجيران، الذي كان يعيش في الحي، وفي سن الـ 15 عامًا، أخبرت أهلي بالأمر  فأخبروني أنني المخطئة لحماية شرف العائلة”.

تقول ريهام، التي طلبت استخدام اسمها الأول فقط، إن قصتها بدأت عندما كان عمرها 15 عامًا فقط عندما بدأ مدرسها في لمسها بشكل غير لائق.

“بالنسبة لي، كان مثل أي معلم آخر لدي. كان يعطيني دروساً خصوصية في منزلي. كنت طالبة هادئة وجيدة، ولهذا السبب عاملني أساتذتي بطريقة خاصة، وهو ما وجدته طبيعيًا”.

“لكن هذا المعلم كان يطلب مني دائمًا أن أحضر له شيئًا، مثل كوب من الماء، حتى يسحب كرسيه بالقرب مني أثناء غيابي. سيبدأ بعد ذلك في ملامستي. لقد حدث هذا أكثر من مرة للأسف، لكنني لم أخبر أحداً، لم أفهم حقًا ما حدث في ذلك الوقت”.

وأضافت: “لم أخبِر أحداً بهذه القصة حتى الآن، لكن أثرها لا يزال على حاله بعد مضي أكثر من 12 عامًا”.

لم تكن هذه هي المرة الوحيدة التي تتعرض فيها ريهام للمضايقة. عندما كانت في التاسعة عشرة من عمرها، وبينما كانت في طريق عودتها إلى المنزل من الجامعة، شعرت أن هناك من يداعبها من الخلف وهي تضع سماعات الأذن للتحدث مع والدتها. استدارت ووجدت شبانًا يضحكون بصوت عالٍ بينما كانوا يمشون، مما تركها في حالة صدمة. لم تكن تعرف ماذا تفعل ووجدت نفسها تبكي.

ومع ذلك، لم يقبل الجميع شجاعة هؤلاء النساء. سخر كثير من الناس من هذا الاتجاه ودعوا الضحايا إلى التزام الصمت.

ورد أحد مستخدمي تويتر على خطاب الكراهية: “إذا كانت الفتاة تتحدث عن  تجربة اغتصابها، فهي ضحية ولا يجب إجبارها على إخفاء الأمر والتزام الصمت”.

كانت الساعة حوالي العاشرة مساءً عندما كانت سلمى، 30 عامًا، عائدة إلى منزلها بعد يوم من العمل في متجر لبيع الملابس بمنطقة المقطم في القاهرة. بعد أن نزلت من الحافلة، خطفها سائق سيارة أجرة واعتدى عليها جنسياً، ثم تركها في طريق صحراوي.

تقول سلمى: “في صباح اليوم التالي، عدت إلى المنزل الذي أعيش فيه مع مجموعة من الفتيات، لأنني وافدة ولا أعيش مع عائلتي. وأخبرت زميلاتي بالسكن بما حدث، لكني لم أجد أي جدوى من اللجوء إلى الشرطة، لأنني لم أكن أعرف اسم الجاني أو رقم لوحة سيارته”.

وقد علق محمد نبيل، أستاذ علم النفس، على تأثير هذه الاعتداءات والصمت اللاحق. “سواء كانت ضحية الاغتصاب امرأة بالغة أو طفلة بريئة، فإن الأثر النفسي على شخصيتها سيبقى لعدة سنوات”.

وأشار نبيل إلى أن: “جرائم الاغتصاب تضر بأسرة الضحية بسبب حرصهم على ابنتهم وخوفهم من العواقب سواء على المستوى الاجتماعي فيما يتعلق بآفاق زواج الضحية، أو أخلاقياً بسبب نظرة المجتمع المحافظة والفكر الذكوري السائد”.

وأوضح: “للأسف، في ظل ثقافة العار والمحرمات والظلم في القضايا والمواضيع الجنسية في مجتمعنا، يتم التستر على أي معلومات عن الجنس والانحراف والتحرش الجنسي أو اللفظي والاغتصاب. ويومًا بعد يوم، تتعرض الضحايا للقمع والإحباط بشكل متزايد”.

وتعليقًا على تريند ميدوسا، قال نبيل: “مع صعود  وسائل التواصل الاجتماعي، هناك مساحة أوسع للتعبير عن الذات والحزن … أصبحت هذه المساحات منصات للتعبير عن الألم والكرب ولعرض  صورة رمزية للمغتصب أو ذكره بشكل غير مباشر أو من خلال التلميحات”.

وجد  تقرير صدر عام 2017 عن  هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية أن 40٪ إلى 60٪ من النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعرضن لشكل من أشكال سوء المعاملة. ووفقًا للتقرير،  فقد أقر 30٪ إلى 64٪ من الرجال الذين تمت مقابلتهم بارتكاب انتهاكات.

خاص بـ”شبكة المرأة السورية”

المصدر:

https://www.al-monitor.com/originals/2022/09/medusa-trend-prompts-egyptian-women-speak-out-sexual-assault#ixzz7kk6x4u2p

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »