Search
Close this search box.

ليس للحرب وجه أنثوي

ليس للحرب وجه أنثوي

ليس للحرب وجه انثوي

للكاتبة سفيتلانا الكسيفيتش

عقد نادي القراءة بتاريخ 21 شباط جلسته الخامسة عشر وبحضور 28 قارئ/ة  لمناقشة كتاب “ليس للحرب وجه انثوي”  للكاتبة سفيتلانا الكسيفيتش

المقدمة : ذكر اسامة العاشور نبذة تعريفية عن ضيفة اللقاء رزان غزاوي

 الناشطة الفلسطينية السورية المقيمة في شيكاغو، خريجة  الأدب الإنكليزي من جامعة دمشق عام 2003. عملت في وزارة الخارجية السورية وفي شركة إم تي إن للاتصالات، ثم استقالت و أصبحت محررة إعلامية في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير ونالت  شهادة الماجستير في الأدب المقارن من جامعة البلمند عام 2011. ،  وتحضر اطروحتها لنيل الدكتوراه بعنوان ” سياسات الجنسانية في الحرب السورية” .و تدرّس الإعلام في جامعة ساسكس

بدأت رزان كمدونة في ٢٠٠٥ وكتبت باسمها الحقيقي ، عن العنصرية ضد العمال السوريين في لبنان، يهود العراق، الجولان المحتل وحقوق المثلية الجنسية، ووصفتها جريدة التيليغراف البريطانية بالـ „المدوّنة الرمز ”  وقالت عنها جيليان يورك “إنها إحدى بطلاتي”

اعتقلت رزان غزاوي مرتين الاولى  في 30 تشرين الثاني عام 2011 عندما كانت متوجهة إلى الأردن لحضور مؤتمر عن حرية الصحافة والثانية . مع 13 من زملائها في المركز السوري للإعلام و حرية.التعبير في  شباط 2012 وكتبت على مدونتها  ” اعلموا بأن النظام لا يخشى من اعتقلهم، ولكنه يخشى الذين لا ينسونهم”. ، و في 8 حزيران 2012 منحتها  منظمة مدافعي الخط الأمامي في دبلن ” جائزة المدافعين عن حقوق الإنسان”  استلمها زميلها دلشاد عثمان الجائزة بالنيابة عنها بسبب منعها من السفر .

اسست  عام ٢٠١٣ باص الكرامة وهي مجموعة للتعليم البديل في كفرنبل والقرى المحيطة بها وتطورت عن المبادرة خمسة مراكز لتعليم الاطفال في ادلب. تمت ملاحقتها من قبل داعش والنصرة وداهموا مكتب الفريق وخرجت الى تركيا حيث أسست مجموعة “بنات عنتاب” ومجموعة الأرشيف النسوي بنفس العام (الحوار النسوي السوري حاليا).واستلمت مديرة المشاريع في شبكة المرأة السورية 2014  صدر لها عدة أبحاث ومقالات رأي حول سياسات الجنسانية والجندر والعلاقات الدولية، وحول الأقليات الاثنية والدينية، والعسكرة

استعرضت رزان عناوين الكتاب ومضامينه

 

 واعتبرت الكتاب جزء من اطار أدبي  اوسع وهو  الارشيف الشفوي وتكلمت عن اخلاقيات الارشفة، وكيف تكتب النساء ذاكرتهن في ظل ثنائية الخوف والتردد باعتبار الذاكرة تعسفية وكيف مارست الكاتبة سلطتها  في اختيار المقابلات 200 من اصل 800 وقارنته مع كتابي -مذكرات اكرم حوراني وكتاب عشر سنوات مع حافظ الاسد ل”بثينة شعبان” والذي تصفها رزان كنموذج لليمين النسوي في سوريا. الذي يؤرخ للسلطة ويهمل المجتمع والانسان

ثم  فتح النقاش حول الكتاب وعن ارشفة التاريخ الشفوي خلال الحروب والثورات.

ثريا حجازي : الانسانية  في الحرب لم تمت لا داخل النساء ولا داخل الرجال ولكن قد يتحول نصف الانسان  الى نصف وحش حتى ينجو ، الابطال ليسوا القادة وانما الشباب ،والناس في الحرب قاتلو للدفاع عن الوطن وليس عن ستالين ، في الجبهات الجميع كان يرسم الصليب لجوء للإله رغم ثقافتهم الالحادية في المدرسة والفضاء العام ، هذا باعتقادي يتطلب من بعضنا إعادة التفكير بتقييمه لبعض من شبابنا ممن حملوا السلاح ووصفوا بالتشدد بوقت هم أيضا لم يجدوا ملجأ لهم إلا الله بعد أن تركهم الجميع.

أرز الاسمر : ، تحمل الحرب اسما أنثويا ولكنها لا تحمل وجه الأنثى على الإطلاق، في الكتاب قصص حقيقية لشخصيات نسائية واقعية، شاركن بالخطوط الأمامية وفي كواليس المعارك بشراسة للدفاع عن أنفسهن وعوائلهن والوطن، وتطوعن في المقاومة وكتائب الأنصار كما في الجيش مخدوعين بالشعارات الوطنية الزائفة لتلك الحقبة ، وعايشن مرارة الحرب العالمية الثانية التي غيبت حوالي ٢٨ مليون قتيل على الأقل وملايين المعطوبين جسديا ونفسيا وما خلفته أيدولوجيات الفاشية والبلشفية والنازية من صراعات عرقية وقومية وتأليه السلطة والسيطرة، ، مما أنتج ديكتاتوريات حالت دون صدور العديد من الكتب التي حاولت فضح تزوير الواقع والتاريخ، ولم يرهذا الكتاب النور الا في فترة البرويسترويكا بعد إلغاء الحظر عن أعمال كثير من الكتاب والفلاسفة والفنانين المعارضين وحتى بعد نشر القصص على هيئة مقالات تم تتفيهها من قبل  المحاربين  القدامى واعتبروها مسيئة لهم ولبطولاتهم  مطالبين بإخفاء التاريخ الشفهي للنساء..

حملت  النساء الى ساحة الحرب  انسانيتهن وحب الحياة وحب الجمال  ، ولم يتورطن  بحالات لا انسانية، كون طبيعة المرأة بالعموم تتسم  بالنفور من فعل القتل، و كانت الكثير من مآثر القتل التي لا تصدق والتي يتباهى بها الرجال َتُبكي النساء، التفاصيل الأنثوية عن الحرب مغايرة لقصص الرجال ، للنساء ألوانهن وروائحهن وأضوائهن الخاصة وأصعب ما واجه النساء في الحرب هو طمس هويتهن الانثوية، وما تعرضن له من سخرية الرجال عند اضطرارهن للبس الالبسة الداخلية الرجالية والاحذية الرجالية  وقص شعورهن كالرجال كشرط لتطوعهن في القتال وتعاملن  بحب مع الجميع حتى في ساحات  المعارك. رغم بعض التشوهات كالأم التي اضطرت لإغراق رضيعتها في المستنقع لحماية باقي الفصيل، او تقبيل احداهن لجندي مجهول قبل ان يلفظ انفاسه من منطلق انساني، ، بالمقابل ترك الرجال إنسانيتهم بالمنازل و توجهوا  للحرب، ليستعيدوها بعد عودتهم من ساحات المعارك ناسين ما حصل، محولين الموت لسر رئيسي للحياة، لا الموت الطبيعي الذي هو قدر كل انسان و إنما القتل بالحرب الذي  تتغنى به الشعوب المنتصرة بفخر وهمي نتيجة استقرار الايديولوجيا الذكورية  باللاوعي الجمعي لجميع الشعوب ، فالرجال لم يحتكروا التاريخ واللغة وصناعة الحروب، بل استخدموا النساء كوسيلة لتحقيق النصر ابتداء من القتال في الصفوف الاولى على الجبهة وفي الطبابة والإنقاذ والغذاء بالإضافة للمهن الاقتصادية والادوار الاجتماعية الرعائية اليومية الضرورية لاستمرار الحياة وحين أصبحت قرى ومدن كاملة تعيش فيها النساء فقط ، ولولاهن لما كان هناك نصر أبدا – وشخصيا لست مع عبارة لولا النساء لما فلح الرجال – رغم اعتراف المشاركين بالحرب من الرجال بأهمية دور المرأة في تحقيق النصر وتعجيله ولكن بعد انتهاء الحرب احتكر الرجال  الشرف والبطولة، وتحولن بنظرهن الى عاهرات مهمتهن كانت  فقط خدمة الجنود الابطال المضحين ،  ورفض غالبية الرجال الزواج منهن بحجة ان الحرب انتقصت من أنوثتهن .

صباح السباعي : احببت التفاصيل والسرديات والتقيت  الكاتبة  في دبي 2015، عندما زرت حمص وكان العساكر قد احتلوا بيتي واخرجوا السجاد والكنبات الى الشارع وجلسوا عليها ،تذكرت مقولة احدى الشاهدات “عندما تعيش قطعة الأثاث طويلا في البيت يصبح لها روح ،موقف الرجال بعد الحرب الذين تبرؤوا من النساء بحجة انهن فقدن أنوثتهن في الحرب أو اصبحن عاهرات يماثل تماما موقف مجتمعنا السوري من الرجل الذي  يخرج من المعتقل يعامل كبطل وعندما تخرج المرأة منه ينظر اليها كعاهرة واثار اهتمامي في الرواية قصة  الرجل الذي قبع في السجن عشر سنوات بعد الحرب لأنه تساءل ” (كيف يفرح الانسان بالنصر والارض قد امتلأت بالجثث والدماء ؟” ) فكل التضحيات التي قدمها الشعب السوفييتي والنصر الذي حققه وان حرره من الاحتلال الالماني ولكنها يبدو انه لم يكن كافيا لاستعادة حريته .

نجاح سيدو : الكتاب يحكي قصة المرأة في كل حالاتها المرأة العازبة والمتزوجة والمطلقة والتي تعيش علاقة حب والتي ليس لها علاقة والتي ترفض الارتباط والتي تقبله والتي  لديها اولاد والتي ليس لديها والامية والمتعلمة والقائدة والمجندة ، الجمال كان حاضرا مع المرأة دائما حتى عندما تقتل يجب ان تكون جميلة ،  ركزت الكاتبة على الجانب المضيء للجيش الروسي وغيبت الانتهاكات التي قام بها ضد النساء الالمانيات وتساءلت لماذا تقل فرصة النساء اللواتي شاركن بالحرب بالزواج ويعدن كربات منازل، وضع النساء المحاربات من 75 عام نفس وضع المحاربة الكوردية في الوقت الراهن والتشابه كان كبير واحتمالية عودة الكورديات إلى ادوارهم النمطية وحتى إذا كان فرق التاريخ قرابة القرن من الزمن.

سحر حويجة : الدافع الأساسي لذهاب النساء الروسيات إلى الحرب نتيجة ما شاهدنه وعانينه من أعمال التدمير  و  التجويع والقتل الذي قامت به سلطات الاحتلال الألماني للمدن والمناطق الروسية  ،  فتطوعن متحمسات  وكن في الصفوف الامامية على الرغم من اعتراض القادة الذكور ،  وقتلن العديد من  الجنود الألمان  ، بعد نهاية الحرب والانتصار أطلق عليهن بنات الجبهة  وتم  تهميش السلطات لهن ومعاداة المجتمع رغم العديد من الميداليات التي حصلن عليها  نتيجة بطولاتهن في الحرب ، و خافت أحد العائلات ان لا يطلب أحد يد أي من  بناتها لان أختهن كانت من بنات الجبهة، و ترفض عائلة اخرى  ان يتزوج ابنها منهن  ،.ولكن هناك الكثير  من المحاربين الذين كانوا  يصرخون أمام الناس هذه التي  انقذتني من الموت .

مهوش شيخي : الرواية أعادت كتابة التاريخ بطريقة نسوية لأنها كتبت عن الانسان المهمش والتفاصيل والقصص الحميمة والاماكن والانتصار والخيبات “بعد ان تعلمنا الكراهية كان علينا ان نتعلم الحب من جديد ” و الرواية بتحفزنا كنساء أن ندون ونكتب قصصنا وسيرنا ، حتى لا يطولنا الغبن و حتى نكون جزء حيوي من مسار البشرية وليس هامشا

سمر المير احمد : مقطع صغير ،لم يكن من المحاور الأساسية لقصص نساء سوڤييتيات شاركن في الحرب العالمية الثانية  ضد قوات هتلر في رواية البيلاروسية (سفيتلانا اليكسييڤيتش)..والتي عرضت فيها الذاكرة النسائية عن الحرب. حربهن ..ذات الرائحة واللون والروحية الخاصة. حيث قالت اخيرا، انا لا احب الافكار العظيمة ،انا احب الإنسان الصغير، المهان والمسحوق وقد اجتاز الحطام .، هذا المقطع، مسني جدا اكثر من كل الدماء والخراب في الرواية الوثيقة. فالحروب منذ بدايات البشرية دماء وركام ، هذا المقطع مسني لأنه تعبير عن دمار الروح وخراب داخل الإنسان رجلا أو امرأة. الإنسان المحكوم من قبل حكام ألغوا فيه ..كونه انسان تعبير عن (سيكولوجيا الإنسان المقهور)

نسرين مجدل : في مواجهة الكتابة الذكورية (ناس السلطة ) الحرب قذرة ونتائجها مدمرة على الجميع

سوزان امين : مقاتلة سابقة في حركة الانصار الشيوعية في كردستان العراق ، تكلمت عن تجربتها : الحرب تخضع لنفس القوانين لكلا الجنسين . والمرأة اثبتت جدارتها في القيام بالمهام العسكرية على قدم المساواة مع الرجل .  النساء كن دائما الجنديات المجهولات . فالمرأة هي حاملة الأسرار الثورية وتحظى بالإعجاب لدى الاغلبية ، محافظة المقاتلة على انوثتها هو سؤال محير !  الانثى من اي منظور ؟ هل هو من المنظور الجندري السائد في المجتمع والذي تطبعت عليه المرأة ؟ ام الانثى بدورها البيولوجي والحرفي للمرأة بعيدا عن التصنيفات الجندرية التي فُرِضَت عليها ، الانوثة صارت شعورا مختلط . فهي تهتم بجمالها رغم تقيدها بنفس اللباس وتقلدها نفس الاسلحة . بعد الحرب تختلف نظرة المجتمع لها ويتهمش دورها مالم يظهر من يؤرشف تاريخها النضالي ومساهمتها في الحرب .

غادة باكير: يعكس الكتاب صراع الانثى والحرب نطرة المجتمع الى الرجال  والنساء بعد الحرب مثل نطرته الى المعتقلين والمعتقلات بعد الخروج من المعتقل الرجل بطل والانثى آثمة

نضال جوجك : بعد قراءتي للكتاب وجدت أن للحرب وجه أنثوي أيضًا و للمقاتلات و أمهاتهن قلوب و أحاسيس نسوية لم تستطع الآلة العسكرية القاسية تحويرها ، بعد الرجوع من الجبهة ” لم يتقبلني أحد” و الأدلجة حاضرة في كل الحروب و العقيدة الثورية ايديولوجيا أيضا تحت مسمى الدفاع عن الوطن!

اسامة العاشور : الكتاب مؤلم وحارق ولكنه محرر أيضا ويفتح الجدال واسعا على جميع المبادئ والقيم الانسانية والجندرية ويعطينا فهما أعمق حول الارشفة والتاريخ الشفوي تقول الكاتبة “كلما كان عدد المستمعين أكبر كان الحديث أقل صدقا واقل حميمية لأنه يصبح موجها الى الجمهور وخاصة اذا كانوا من الرجال وتبدأ الرقابة الداخلية الذاتية بالعمل ” وتتغلغل الادوار النمطية في قلب الادوار اللانمطية ويمتزج الحب مع العذاب والغياب “الحب هو الحدث الشخصي الوحيد للإنسان في الحرب وكل ما عداه حتى الموت احداث مشتركة ”  وتختلط الكراهية مع الاخوة والانسانية “الموت لا يمكن ترويضه او الاعتياد عليه ” و”لان المرأة تعطي الحياة ، تبقيها في بطنها طويلا فالقتل عند المرأة اشد صعوبة منه عند الرجل “،  أشكركن جميعا على حضوركن ومداخلاتكن والى اللقاء في الجلسة القادمة

أعد التقرير اسامة العاشور 26/2/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »