Search
Close this search box.

مرضى الاعتياد

مرضى الاعتياد

سنا السلام

السؤال الذي يطاردني، هل مرض الاعتياد أصابنا كشعب منكوب؟

وهل الاعتياد أصاب قدرتنا على فهم ما يجري حولنا؟

أثناء تصفح facebook تتوالى (التاغات) على أصناف المأكولات وطرق التفنن بعرضها. فأشهر صباغات الشعر ومن ثم الألبسة وصرعات الموضة انتقالا لصور رانيا يوسف وآخر تفاصيل رهف القنون، في حين خبر الأطفال المسلمين الذين يتعرضون للتعذيب في بورما لا يُقرأ.

تكاثرت التفاهات واعتاد الناس على التفاعل معها ومتابعتها بشغف. ولعل دوستويفسكي كان محقا عندما قال: “أشنع ما في الأمر هو أن الفظاعات أصبحت لا تهز نفوسنا، هذا التعود على الشر هو ما ينبغي أن نحزن له”.

اعتادت مجتمعاتنا على اعتبار المرأة (لا شيء) وأن الرجل (كل شيء)، مما أدى إلى ضياع وعجز ومعاناة الكثير من النسوة في سنوات الحرب بعد خروج الرجل من حياتهم نتيجة الوفاة مثلا، وذلك لاعتماد المرأة على الرجل اعتماداً كلياً فهو الذي يحقق لها كل كينونتها، يؤكد الدكتور هاشم بحرى أستاذ علم النفس: “أن هناك شخصيات تعاني معاناة شديدة من إدمان شخص بعينه والتعود على وجوده في حياته حيث لا تستطيع العيش بدونه”.

اعتاد الناس يومياً على الاحتشاد طوابير للحصول على كروت الإغاثة لينالوا الطبق المعتاد من المنظمات المعتادة على توزيع أطباق الأرز المسلوق في حملات المناصرة. واعتادوا على الضعف وعدم السعي والتواكل ورفضوا الخروج من المخيمات التي صنعوها لهم حتى أخرجوا للأقبية التي جهزوها لهم، كما يقول غوستاف لوبون في كتابه سيكولوجية الجماهير: “إن الجماهير هي للتنفيذ وممارسة ما يُملى عليها، لا تفكر ولا تحلل تنتظر فقط ما يُملى عليها وتنفذ”.

اعتاد المقاتلون – الذين يدعون الجهاد في سبيل الله – على رؤية الدماء واعتادوا على نهب المكان واعتادوا على السباب والصراخ والتشبيح ابتغاء لرضا السلطان.

“إن الشعوب المقهورة تسوء أخلاقها”-ابن خلدون

في تكريم المتفوقين تُستثنى مرام من الحفل، تعود باكية، تكتب الأم قصتها لساعات على صفحتها ثم تحذف المنشور تخوفاً، اعتدنا الهروب من قضايانا حتى ولو كانت بسيطة واعتدنا الصمت وعدم قول الحق واعتدنا الخوف.

اعتدنا على الميل للعلاقات العابرة غير المكلّفة – علاقات الجيب العلوي كما يسميها باومان: أي التي لا تحتاج إلى مجهود للاحتفاظ بها وإنما هي في جيبك العلوي تخرجها متى شئت- مما أدى إلى تعدد الزوجات وطلاقهن بسرعة قياسية في زمن الحرب. فنحن في عصر الاستهلاك وقطع الغيار كما تقول الدكتورة هبة رؤوف عزت.

ها هي لقطات سريعة عن أعراض اعتيادنا على بعض الأمور بصورة يومية.

والسؤال هل اعتياد بان كي مون على القلق ساهم في تصعيد الأزمة السورية على- حد تعريفهم -؟ وهل احتفاظ النظام السوري بحق الرد اعتياد؟

خاص بشبكة المرأة السورية – نساء شمس

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »