Search
Close this search box.

المرأة والثورة في مدينة سلمية

المرأة والثورة في مدينة سلمية

جهاد درويش

هذا ليس موضوعاً إنشائياً … انه حقيقة ما حصل منذ انطلاقة الثورة .إن لم نقل من قبلها، فالمرأة السورية هي من ربت الأجيال التي استطاعت أن ترفع صوتها في وجه الطغاة،واعتقلت وشاركت وانتظرت الأب و الابن و الزوج والأخ والحبيب في مرحلة الطاغية الأب.
ومثلها مثل المرأة في معظم المدن السورية، شاركت المرأة في مدينة السلمية بالمظاهرات السلمية منذ اليوم الأول بأعداد قليلة جداً تزايدت مع تصاعد وتيرة التظاهر، كانت تخرج سافرة كاشفة هويتها رافعة يدها بإشارة النصر صادحةً بصوتها مطالبةً بالحرية والكرامة …إلى أن طالبت بسقوط النظام. وباتت تتحدث عن الثورة في جلساتها النسائية والأسرية بدون خوف وبكل فخر واعتزاز محاولة أن تقنع الجميع بشرعية ومطالب الثورة،ورغم توقف المظاهرات في المدينة نتيجة للقمع الشديد المتمثل بالضرب والاعتقال وإطلاق العيارات النارية، استمرت النساء باعتصاماتهن الميدانية، وفي أعياد المرأة والأم والحب حملن الشموع بمسيرات ليلية تندد باعتقال النساء وتطالب بجميع المعتقلين، رفضن الاحتفال بالأعياد وقمن بتقديم الهدايا والمعونات الإغاثية لذوي الشهداء والمعتقلين، وشاركن بدورات للطوارئ والإسعافات الأولية تحسبا ًللزمن، وتابعن حراكهن بالاعتصامات المنزلية التي تواكب مسار الثورة على كل الأراضي السورية والمواقف الدولية مرفقة ببيان يوضح موقفهن مما يحصل، وشاركن بتشييع الشهداء ومواساة ذويهم،ومن أهم انجازاتهن إقامة معرض رائع لمجموعة فنية تحمل شعارات الثورة وعلمها حاكتها وخاطتها وطرزتها ورسمتها وكتبتها أياديهن، ولم يتيسر لهذا المعرض أن يرى النور خارج سوريا لعدم التمكن من تسفيره عبر الحدود. لم يرحم النظام انوثتهن فاعتقل عدة صبايا من المدينة وعذبهن في المعتقل ومع ذلك استمر نشاطهن بشدة أكثر، تابعن وواكبن الأحداث عبر القنوات الفضائية المؤيدة والمعارضة والعالمية وعبر صفحات الفيسبوك واليوتيوب والتويتر والصحف الورقية والالكترونية، حتى أصبحن قادرات على تحليل الحدث وتوقع ما سيحدث،أوصلن صوتهن عبر صفحات الفيسبوك الخاصة بهن، و دائماً يختمن كل عمل بصيحةٍ تمس شغاف القلوب :
…..عاشت سورية حرةٌ أبيةٌ ….

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »