القصة الخامسة : حلاق الذهب
أداء : الممثلة أمل حويجة.
شارك في الأداء : شحادة شهابي
رسمت اللوحة الطفلة : سارة أحمد محمد – 6 سنوات
أمل حويجة ممثلة سورية مواليد 1962خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية -1984عملت في المسرح كممثلة ومخرجة في سورياومعلمة في المسرح المدرسي لعدة سنوات في الإمارات لها العديد من الكتب الموجهه إلى اليافعين من قصص قصيرة ومسرح“ آه يا عطر الليل- أمهاتنا في خطر- خطفني الديك- حب- هس..” معروفة باسم ماوكلي والكابتن الماجد والعديد من أسماء الشخصيات الكرتونية التي قامت بأدائها صوتياً.تعمل حالياً على عدة مشاريع صوتية باسم ” أصوات- وحكايات قبل النوم..”
القصة مسموعة أدناه :
ننتظر بكل حب وحماس لوحات أطفالكم الجميلة المعبرة بعد سماعهم للقصة وأن يتم تصوير الرسومات بدقة جيدة بكاميرا الموبايل وارسالها كمرفق الى الايميل التالي: Media.s.w.n@gmail.com
تنويه : يمكنكم الاستماع الى القصص السابقة من خلال زيارة الموقع الرسمي لشبكة المرأة السورية وسنتابع نشر القصص الجديدة ..
القصة مكتوبة / حلاق الذهب
حلاق الذهب
.من كمْ يوم مع شقوق الضو، طلعت متل عادتي وقعدت عالبرندة، كان لون السما بياخذ العقل، بنفسجي على نيلي، والندى عم يلمع على أوراق الشجر متل النجوم الصغيرة .
شجرات جيرانا اللي حوالي بيتنا كتير بحبن ، زيتون، إكي دنيي، عريشة العنب اللي معربشة على برندتنا وطالعة لفوق على سطوح جيرانا.
وريحة زهر الليمون والبرتقال ياه ما أطيبها عند الصبح ..
وبس قعدت وأول شفة من قهوتي، حسيت بشي متل الضو طلع من شجرة!
التفت، ماشفت شي، قلت هاي لمعات الندى. رجعت على قهوتي وهب الهوى هبة قويةكتير وهالشجرة عملت وشششوشششش وشششش وطلع كومة فراش، علّو لفوق لفوق ويلمعوا بضو هالشمس كأنّا حلاق ذهب
وهدت عالأرض شوي شوي ..قلت “شو هاد؟ “
بحلقت بالأرض ،ورق يابس، طلعت بالحارة لشوف إذا شي حدا انتبه على شئ غريب.
الخباز هلق رايح عالفرن وجيران بعاد عم يشربوا قهوة على برندتن.. بسس نايمة تحت بحديقة جيرانا .. قلت:
خليني إسقي الوردات بلكي بصحصح شوي.
وتهز هالأغصان دفعة وحدة وألوان وتدور وتدور وتدور متل راقصات البالية.. وبثواني نزلت على الأرض ورق يابس !
سمعت صوت الخباز:
“شو يا جارتنا عا يزة شي؟”
..ماعرفت شو بدي قلو .. تشكرتوا
وحس برفرفة فوق راسي، التفت لفوق ..
فراشة عم تضوي وتهز وتقرب شوي شوي ، قلبي صار يعمل بم بم بم ..
وهدت عالطاولة وسكنت.
ترددت، قرب منها؟ مديت إصبعتي الصغيرة، شوي شوي، دقرتا.. من شوي كانت فراشة من ضو .. احترت، بيجوز عم إحلم..
حطيت فيروز وأخدت شفة قهوة، وتطلعت بهالورقة لقيت فيها خطوط مشربكة بين الأخضر والأصفرو البرتقاني وبقع ناعمة بنية صغيرة وغمازات وجدايل خضر، قلت كأنها بتشبهني .. سألتا:
“شو حكايتك ياحلوة؟
إنت ضو؟ ولا حلاق دهب؟ ولا فراشة؟”
ماردت عليي..وركضت جبت كاميرا، قلت بدي صورن بسرعة لأن هدول بيجو بسرعة وبيختفو بسرعة.
لكن الشمس كانت عليت شوي، وسمعت أصوات الأولاد وهني رايحين عالمدارس وأنا عيوني معلقة بالهشجر .. ساعة ساعتين، لا عاد شفت فراشات ولاحلاق دهب ولاشي.
وانشغلت بشغلاتي، وهيك لغفوة العصر. وبين الصحو والغفو منظر مذهل من الشباك، ألوان شي أخضر، شي برتقاني شي أصفر ..ركضت على البرندة.. صحت للجيران لأولادي.. وقفوا على الشبابيك ..واختفوا الفراشات.
جارة قالت:
” شفتن ..هاد ورق يابس بيطير ثواني وبينزل علأرض”
.. والخباز قال:
“.. لمحت ضو ثواني واختفى بس ماعرفت شو..”
لكن ابني كان عندو حكاية تانية، قلي:
” أنا بعرفن. هدول بنات الشجرة، ورقاتها الخضر الكبار ، بس يجوا أولادهم الورق الأخضر الصغير بيصير زحمة عالشجرة بيطيروا حتى يتركولهن مطرح.
وليفرحوا الصغار وما يزعلو بيعيشوا أهاليهم ثوان فراشات من ضو، بثواني بيخلوا الأولاد ينبهروا بجمالهن وماينسوهم أبداً..و بيرجعوا عالأرض ورق يابس.”
باسني على خدي
“بحبك ماما”
وراح
وأنا قلبي داب..
ومن وقتها بشوف ابني بيتمايل مع دقات الثواني
قلي مرة :
“ماما أنا فيني اعمل كتير شغلات بهدوء وبدون عجلة بثوان.. بكتب اسمي بثواني.. بخلي ستي تعصب مني بثواني، بسكر الشباك من المطر بثانية.. بشم الجورية والخبيزة بثواني، ماما فينا بثوان نكون مذهلين متل فراشات حلاق الذهب . “
حط الورقة أم الغمازات بلوحة وعلقها بالبيت، وكركرني وقلي :
“ضحكتك بثانية”
وانتشرت حكاية فراشات الضو وحلاق الذهب بالحارة
والأولاد بينصحوا بعضهن:
“إذا حابين تشوفوا فراشات حلاق الذهب لازم تكون الشمس عم تطلع أو عم بتغيب” وحكايات وحكايات وحكايات على فراشات حلاق الدهب.
“هدول بنات الشجرة”
“يعني فيني ادرس وروح عالمدرسة وخلصن بثانية؟”
“لاء..موكلشي بيخلص بثانية. في أشيا بدها ساعة وفي أشيا بدها ساعتين في أشيا بدها أيام في أشيا بدها سنين وسنين وسنين ،بس كمان فينا نكون حلوين بثواني.”
وهاي الحكاية حكيناها وبعبكن حطيناها.
هالحكاية حكتها وروتها أمل حويجة