Search
Close this search box.

قصص الخطف تحولت إلى ظاهرة في مدينة سلمية

قصص الخطف تحولت إلى ظاهرة في مدينة سلمية

جهاد درويش

إن نسبة الخطف في سوريا كبيرة، ولكن لا تعادل نسبة عمليات الخطف التي حدثت، ومازالت تحدث في مدينة سلمية، حيث تجاوزت حدّاً لم يعد السكوت عنها مبرراً، حتى من أزلام  النظام ومؤيديه، وهناك قصص كثيرة أذكر البعض منها.

منذ عدة أيام قدمت فتاة ترتدي الزّي العسكريّ لورشة إصلاح سيارات لصاحبها السيد /ت – ش/، جانب المستشفى التخصّصي، وادّعت أن سيارتها تعطلت…على بعد مئتي متر من الورشة، وطلبت من صاحب الورشة مرافقتها، وقد لبّى طلبها بعد تردّد، وذهب معها على دراجته النارية، وعند وصولهم للسيارة، وهي من نوع أفانتي رصاصية اللون مفيّمة، ترجّل منها أربعة شباب يرتدون الزي العسكريّ ويحملون بنادق آلية، وحاولوا خطفه وتكميم فمه، إلا أنه قاومهم بشدة وبدأ بالصراح، ما لفت نظر بعض الأهالي الذين سارعوا لنجدته… وهنا لاذ أفراد العصابة بالفرار.. بينما كانت الفتاة تطلب منهم أن يطلقوا عليه النار.. سرقوا دراجته الآلية التي يقدّر ثمنها حوالي مئتي ألف ليرة سورية.
وباءت عملية الخطف بالفشل وحضرت الشرطة إلى مكان الحادث وباشرت التحقيق بالأمر..

وفي قصة أخرى تمّ خطف طفلين من النازحين إلى المدينة، وقال شهود عيان أن مختطفيهم يركبون سيارة سوداء مفيّمة، عليها صورة شهيد للنظام، وعندما انتشرت القصة قام المختطفون برمي الطفلين عند المركز الصحي وعلى جسدهم أثار تعذيب. وقد أثار هذا الفعل حفيظة الناس، وأخذوا يرافقون أطفالهم إلى أيّ مكان خوفاً عليهم، وهم يعلمون جيدا بأن ميليشيات النظام وراء كلّ عمليات الخطف تلك.

وقد تكررت عمليات الخطف وطلب الفدية مقابل عودة المخطوف، وهذا ما حصل مع /ق . ح/، الذي تمّ خطفه منذ سنة تقريبا، من أمام محلّ والده، وبعد عدة أيّام اتّصلوا بوالده يطلبون خمسة ملايين ليرة سورية، وبعد المفاوضات وافق الخاطفون على دفع مبلغ مليون ليرة سورية لهم، وطلبوا من الأهل وضع المال بمكان وليستلم شخصا أخر ابنهم بمكان أخر. فرحت الأم بعودة ابنها قريباً حيث ذهب أحد الأقرباء لاستلامه، فوجدوه ميتا ملفوفاً بلاصق، وعلامات التعذيب على جسده، عادوا به إلى بيته ولكن جثة هامدة.. نادته أمه فلم يلبِّ النداء..

ومند يومين تمّ خطف المدعو /م . س/ من أمام منزله، ليطلب المختطفون بعد ساعات فدية مقدارها عشرة ملايين ليرة سورية – فقط 10 ملايين؟؟؟

ولابدّ أن أذكر حادثة حصلت أمامي منذ عدة سنوات، عندما كنت خارجة من بيتي في أحد الأيام، وإذ بشاب يدفع صبيا إلى داخل السيارة، تنبّهت للصبي وهو يقاوم فبدأت بالصراخ بأعلى صوتي وبأبشع الكلمات تريدون خطفه يا أولاد؟؟؟؟؟ حتى وصلت إليه وشددته ودخلنا البيت، ولاذ الخاطف بالفرار عندما أحس بالخطر، وعندما أتى أهل الصبي ليشكروني، وهم الموالون جداً للنظام، أخبرتهم رغم معارضتي لنظامكم لا أستطيع رؤية طفل يخطف، فلا ذنب لأطفالنا بهذه الحرب.

هذه نماذج من حالات الخطف في مدينة السلمية، وأصابع الاتهام كلّها تشير إلى جهة واحدة، هي المليشيات التي تكونت من حثالات المجتمع، وتعالت الأصوات ووصلت إلى أعلى المستويات، ما أضطر قدوم وزير الداخلية إلى مدينة السلمية لتدارك ثورة الأهالي، ومنع السيارات المفيّمة فيها، وقاموا بعدة إجراءات، وبعد أيام كأن شيئا لم يكن، أعطوا هذا الشعب حقنة مهدئ ليسكت قليلاً، وعادت عصابات الأسد تعيث فساداً بهذا البلد، وكلما كشف اسم شخص متورّط بعمليات الخطف، إما يقومون بتصفيته كي لا  يفتضح أمر الباقين، كما حصل مع الشبيح /م .خ/، أو يهرب خارج سورية كما حصل مع  /ح.و/، عندما ثبت تورطه بأكثر عمليات الخطف التي حصلت في المدنية، قام بإرسال عائلته أولاً، وبعدها سافر إلى إحدى الدول الأوربية.

وماذا بعد يقومون بعمليات السلب والنهب والخطف والقتل وإرهاب المدينة، ليقوموا بصرف أموالهم الحرام على ملذاتهم الشخصي.. خمس سنوات وعصابات الخطف والقتل تسرح وتمرح دون خوف أو راد..
ألا يحق لنا أن نتساءل عمّن يقف وراءهم؟!..
أين قوات الأمن والشرطة وغيرهم؟!..
لقد بات الأمر مرعباً، ويجب وضع حدّ له، ولو بالقوة من قبل أهالي سلمية إذا أمكن ذلك.

هناك الكثير من هذه الحالات التي لا تعدّ ولا تحصى، والمطلوب هو المال، والمجرم معروف، ويفلت من العقاب دائما، ولن يردعه شيء غير الخلاص من نظام الطغمة الحاكمة.

خاص “شبكة المرأة السورية”

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »