Search
Close this search box.

إلى اللقاء سوريا

إلى اللقاء سوريا

 كريمة رشكو

كي لا أكذب على نفسي …

أنا أيضا احتفلت

ركبت القطار في ليلة رأس السنة وتوجهت إلى المدينة كي أشاهد آخر لحظة من 2015 وهو يرحل … ظننتني هناك كي أسخر من عقارب الساعة وهي تتساقط أمامنا لتعلن الرحيل لا كما تشاء بل كما كُتب لها وبفعل البطاريات اللعينة التي لا أعلم من اخترعها حقيقة …

تك …تك …تك  …تك …تك ..

هيييييييييييي

ليلة عيد ليلة عيد الليلة ليلة عيد

 (00:00 )

رسمت ضحكة عريضة على وجهي …ودون أن أنتبه  ..رأيتني أهتف الشعب يريد إسقاط النظام  …

أحدهم حاول الإمساك بيدي … تمكن أخيرا (أجزم بعد جهد بذله) أن يمسك سبابتي

ابتسم لي ..هو خطيبي …هو جرح عامودا. .هو من نزيف 2013 …أخرج سيجارة وأشعلها  …لم يقل شيئا  …

طاااااااق طااااااااق

لم تتمكن أصوات طلقاتهم النارية أن تنزع عنا الحزن  … على رغم أنني وضعت الكثير الكثير من المكياج كي أبدو أكثر سعادة

( بتخافي من الفتاشات  ولهلا في ناس بسوريا عم يعيشوا وسط تفجيرات وقنابل وبراميل )  قالها لي مازحا ولكن  تغير لون عينيه من عسلي لأحمر قاتم  لوح لي بالكم الهائل من النزيف الذي يسكنه. .

عانقته  …نعود …

أي يلا نعود  ..

تركناهم يحتفلون ويشربون ويسكرون  ..

فلا شيء يمنعهم من السعادة

فوطنهم ليس محتلا  كما وطني .

ولا تُسلب كرامة الإنسان

ونساؤهم يمارسون حياتهم كما يحلو لهن  ..أما نساء وطني فإما تغتصبن أو تعتقلن أو تدفن فلذات أكبادهن وترحلن حيث لامأوى سوى المجهول.

لاشيء يمنعهم من الاستمتاع بأصوات الطلقات النارية المتفجرة. ..فلا صوت سوى صوت الطلقات النارية .. عكسنا تماما

أصواتها تذكرنا بقنابل الاسد ..ببراميله وهي تتساقط على حمص …بطلقاته وهي تنهش أجساد أطفالنا في حلب ..بتفجيراته في الغوطة  … تذكرنا بسكاكينه وهي تذبح أطفال كوباني ( لا تقولوا لي أرجوكم أن من ذبح كوباني هو داعش وليس الاسد  ، فنكون من المجرمين )

هيا نعد …

00:47

لاشيء سوى الصمت .. ودمعة مكبوتة

إصبر يا وطن يا أرض الرجال … خرجت هذه  الأغنية من حنجرتنا دون سابق إنذار .. ساد الصمت من جديد ..

الثورة طولت حبيبتي  …

أي والله حبيبي خمس سنين  …

صح حبيبتي  …ماحدا وقف معنا ..سوريا طلعت يتيمة حتى من شعبها  .

يلا بلكي هالسنة  تنتصر  الثورة حبيبي   (ههههههههه  … صمت  )

ضحكة ملؤها الخوف وعناق  ..

إلى اللقاء سوريا

1/1/2016

ألمانيا – هانوفر

اللوحة للفنان السوري “سامر طرابيشي”

مشاركة

One Response

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »