Search
Close this search box.

خريف آهورا/ جديد الروائية السورية أمينة بريمكو

خريف آهورا/ جديد الروائية السورية أمينة بريمكو

نجاح سفر

 “خريف آهورا”، رواية جديدة للكاتبة السورية أمينة بريمكو، كاشفة عن موهبة كبيرة في ديوان السرد العربيّ، الذي يزدهر في السنين الأخيرة، وعلى رغم ظهور روايات كثيرة في معظم البلدان العربية خلال هذه الفترة، إلا أننا نتوقّع لرواية “خريف آهورا” أن تشقّ لنفسها مساراً مختلفاً، حيث تهضم عدة أساليب ورؤى جمالية وحداثية في الوقت نفسه، فهي لا تستخدم الراوي العليم على رغم استعمالها ضمير الأنا، وهي لا تستخدم المنطق الأرسطيّ القديم في بنائية السرد، فالسرد هنا متقلّب دوّار لا خيطيّ، ولا يهمّ الكاتبة أن تخرج بموجز لحكاية، بل أن تستمتع برواية بسيطة مشرقة مع أنها تمتلئ بمزيد من الأسى، لكنه في النهاية أسىً شفيف أقرب إلى حالة الغشية الصوفية وذو صلة بمواثيق نصية مثل إشراقات رامبو ونيتشه وأناشيد قدماء المصريين ونصوص زرادشتية وغيرها. تقول بريمكو في “خريف آهورا”:

(الحُلم يسبق الإحساس بالحياة. وحين يدخلُ الحياةَ يتقزم، ومن ثمّ ينتهي. الحبّ حلمٌ، والحلمُ فكرة لا يمكن تحقيقها. الواقع ميدان العقل، والحلمُ ميدان القلب. وما بينهما فراغٌ لا يمكن لأحد تجاوزه… لقد خضتُ معركة الحبّ بكل شجاعة وألم وشراسة، وبعد نيلي مرامي؛ شَعرتُ بالاندحار. بحبي لكَ انتصرتُ، وبحبكَ لي انهزمتُ. يبدو أنني سأُفني حياتي في الحبّ، ولن أصلَ إليه أبداً. لا يكفيني حبّ يتحقّق. لعلّ ما يدفعني إلى حربٍ أخرى، شيءٌ أكبر من النصر ومن الهزيمة، ومن الحياة. لعلّني أريدُ مأوىً غير الأرض ونصراً لا يُغريني وهزيمة لا أخضع لها.)

وقد صدرت رواية “خريف آهورا” (105 صفحة) عن جماعة (أنا/ الآخر) المصرية، في سلسلة “كتاب السرد”، منذ أيام، وهي تتميز بلغة ذات جماليات معرفية واسعة، وتستخدم آليات الحداثة في طبع نصّها بأشكال عديدة، كما توظّف النمط ما بعد الحداثيّ (الرواية/ اللارواية) حيث تضمّ أساطير وحضارات وأشعاراً وحكايات وجغرافيا وفلسفات كلّه في قالب واحد يدعو للإبهار.

 خاص “شبكة المرأة السورية”

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »