Search
Close this search box.

حوار شبكة المرأة السورية مع حفيظ عبدالرحمن

حوار شبكة المرأة السورية مع حفيظ عبدالرحمن

حفيظ عبدالرحمن. مؤسس وعضو مجلس أمناء منظمة حقوق الانسان في سوريا-ماف ..

مدرب في مجال حقوق الانسان ..

مراقب دولي للانتخابات.. ضمن شبكة مراقبة الانتخابات في العالم العربي ..

رئيس مجلس السلم الأهلي لمحافظة الحسكة ..

معتقل سابق على خلفية نشاطه الحقوقي.

حاورته امينة بريمكو

1 –  منظمة حقوق الانسان في سوريا -ماف من المنظمات الكردية التي لها تاريخ عريق في مجال حقوق الانسان، حبذا لو نتعرف على بدايات تأسيس المنظمة؟وما معنى كلمة “ماف”؟

نتيجة للتراكمات السابقة لاستبداد النظام وجوره ككل والممارسات والسياسات الاستثنائية بحق الكرد على وجه الخصوص على مدار عقود، وكذلك القمع الوحشيالذي تم خلال مجزرةملعبالقامشلي2004-التي افتعلها النظام- والتي ما لبثت ان تحولت الى انتفاضة شعبية في مواجهة آلة القمع المروعة حينها، فسقوط العديد من القتلى والجرحى، والاعتقالات العشوائية، وأساليب التعذيب المروعة التي مورست بحق المعتقلين، وما استتبعها من فصل لبعض الطلبة والموظفين، او نقلهم تعسفا الى أماكن بعيدة عن سكناهم، دفعتنا بداية الى العمل على الجانب الإعلامي، لفضح ممارسات النظام، ثم التفكير بأهمية التوثيق حفظاً لحقوق الضحايا، وادلة ادانة لرموز النظام المشاركة في كل العمليات اللاانسانية التي مورست بحق الأبرياء لمجرد التعبير السلمي  عن رفضهم للقمع والاستبداد والحرمان الممنهج،والمطالبة بحقوقهم المشروعة التي كفلتها كل الشرائع والمواثيق الدولية.

في البدء عملنا كخلية صغيرة -لم نكن نتجاوز الخمسة عشر شخصا- على تأسيس المنظمة حرصا منا على حماية حقوق الانسان في سوريا والدفاع عنها دون تمييز، تحت مسمى “منظمة حقوق الانسان في سوريا-ماف” وكلمة “ماف” تعني باللغة الكردية والعديد من اللغات الشرقية “الحق”.

  انطلقنا من الصكوك والمعاهدات والمواثيق الدولية كبوصلة للعمل. تلمسنا طريقنا بالاستفادة من تجارب منظمات حقوقية سورية او من بلدان عربية سبقتنا في هذا الميدان. كذلك استطعنا ان نبني العديد من صيغ العمل المشترك مع هذه المنظمات، وان نوصل صوتنا الى العديد من الجهات والهيئات الدولية.ولا ننسى الجهد الرائع لمركز عمان لدارسات حقوق الانسان، في تدريب و تأهيل كوادرنا.

تقدمنا لاكثر من مرة بطلب لترخيص المنظمة، لكننا كنا نواجه حتى برفض استلام الطلب من أيدينا.

2- القليل من السوريين يعرفون الدور البارز الذي قمتم به كمنظمة مدنية مدافعة عن حقوق الانسان  اثناء انتفاضة قامشلي هل تتحدثون قليلا عن دوركم في تلك الاثناء؟

كما اسلفت، عملنا على عدة مسارات:

  1. مسار اعلامي بفضح ممارسات النظام القمعية.
  2. مسار حقوقي تضمن حصر و توثيق حالات الانتهاكات ومتابعتها ورفع تقارير وبلاغات بذلك الى الهيئات الدولية المختصة، ومتابعة قضايا المعتقلين عن طريق مجموعة من المحامين من المنظمة بشكل انفرادي او بالتنسيق مع مجموعات أخرى، في الدفاع عن المعتقلين في العام 2004 وما تلتها من احداث ماساوية في السنين اللاحقة.
  3. نشر وعي وثقافة حقوق الانسان.

3- ما ابزر المعيقات التي واجهتكم  قبل الثورة واثناءها؟

واجهتنا العديد من العقبات والتحديات في البداية، منهاملاحقات السلطات الأمنية بشكل مستمر، وتضييق الخناق على انشطتنا وتحركاتنا،  كذلك ضعف ادواتنا وآلياتنا في العمل، فقدان اية مصادر لتمويل أنشطة المنظمة، ثم تخوف الناس من التعامل مع هكذا منظمات، فكثيرا ما كنا نسمع بحالة اعتقال بحق احد الأشخاص، ونعمل على الاتصال مع ذويه، للتعرف عليه وعلى حيثيات الاعتقال، لكن كنا نتلقى ردودا سلبية، نتيجة خشية الاهل بالتصريح عن الحالة خوفا من انتقام السلطات منهم، واعتقاد كثيرين منهم أن ذلك سينعكس سلباً على من تتم اعتقاله، كما روج ويروج النظام لهذه الفكرة، حتى الآن ..

– الان ورغم انتشار أعضاء منظمتنا في العديد من المدن والبلدات اكثر من السابق، لكننا نعاني من تحد من نوع اخر، وهو نقص الكوادر المؤهلة والقادرة على احصاء وتتبع وتوثيق كل هذا الزخم المتنامي من اشكال الانتهاكات اليوميةكافة،بالمهنية المطلوبة، رغم عملنا في اطار مجموعة من المنظمات المتشاركة في العمل منذ بداية الحراك في سوريا.

4- ما ابز نشاطاتكم قبل الثورة واثناءها؟

ابرز نشاطاتنا كانت في مجال متابعة قضايا المعتقلين والدفاع عنهم امام محاكم النظام بحدود الإمكانات المتاحة والمتوفرة لدينا، وكذلك نشر وعي وثقافة حقوق الانسان، عن طريق نشر كراريس وكتيبات مجانية لأهم الصكوك والمعاهدات والمواثيق الدولية، كذلك  إقامة الندوات التثقيفية. وهنا يحضرني ذكر إقامة اول دورة تثقيفية في مجال حقوق الانسان في مدينة حلب، وعلى مدار يومين في العام 2006، بالتنسيق مع مركز عمان لدراسات حقوق الانسان استهدفت مجموعة من النشاطات والناشطين في حلب وريفها.

اما بعد اندلاع الاحداث و إثر المطالبة السلمية للسوريين بحقوقهم في الكرامة والحرية والارساء لنظام ديمقراطي اسوة بالشعوب الأخرى، وما تبع ذلك من رد عنفي من طرف النظام، وصلت الى حد الوصف بالجرائم ضد الانسانية، وتحرر العديد من المدن والبلدات من قبضته العسكرية، وإثر تشكيل الأهالي لمجالس محلية بديلة، لادارة شؤون مدنهم وبلداتهم، وإصلاح وبناء ما خلفته آلات تدمير النظام التي طالت كل شيء، توجهنا بمشروع تدريبي لتمكين أعضاء المجالس المحلية في المجالات الحقوقية والادراية  والتنموية، يشملأعضاء المجالس في كل المحافظات السورية، نفذنا منها ورشتين تدريبيتين حتى الان في مدينة غازي عنتاب التركية.

5- رغم انك اعتقلت بسبب نشاطك وكونك المسؤل عن المنظمة لكنك  لم تتردد في معاودة  نشاطك في المنظمة بعد الافراج عنك، هل  بإمكاننا الاطلاع على حيثيات وسيرة اعتقالك؟

اعتقد ان الاعتقال ترافق مع تنامي نشاط المنظمة ككل، و كنت منشغلا حينها بإدارة العديد من الأنشطة، فقد  تمت مداهمة منزلي في ليلة 02/03/2010 في مدينة حلب، من قبل دورية مسلحة تابعةلفرع الامن العسكري، بشكل وحشي فظيع. وعلى اثرها تمت مصادرة كل مقتنياتي الشخصية،  ثم احالوني بعد احد عشر يوما الى فرع الامنى السياسي في حلب، الذي احالني بدورهبعد ستة ايام الى شعبة الامن السياسي بدمشق “الفيحاء”. لغاية 01/05/2010، وقد تعرضت خلالها للتعذيب الجسدي والنفسي، وكنت معزولا تماما عن العالم الخارجي، معتقلا في منفردة لا تتجاوز ابعادها 1.5*2 متر. اعاني من المرض دون تقديم أي علاج، سوى الإسعاف الاضطراري.

معظم استفساراتهم كانت تخص علاقتنا كمنظمة بالخارج، وبمكاتب الامم المتحدة. والاحزاب الكردية ومصادر تمويل المنظمة.

بتاريخ 01/05/2010 تمت احالتي الى النيابة العامة العسكرية في حلب بتهمة الانتماء الى حزب سياسي محظور والى جمعية محظورة فيما بعد. وتم ايداعي في سجن المسلمية بحلب.

تم اخلاء سبيلي بتاريخ 01/09/2010 ، ثم حوكمت فيما بعد بالسجن لمدة سنة كاملة. ونتيجة للضغوطات الزائدة علي من قبل العديد من الفروع الأمنية اضطررت بتاريخ 10/12/2010 الى دخول الاراضي التركية بشكل غير شرعي، والالتجاء الى مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في انقرا.

6– ما هي تطلعاتكم كمنظمة مدافعة عن حقوق الانسان في سوريا الجديدة؟

نطمح الى دولة تنتفي فيها كل اشكال العنف والتمييز والقمع والاستبداد، دولة تتجاوز المرحلة الانتقالية الحرجة بيسر، وتتبنى دستورا و قانونا عصريا يكون حياة الانسان وكرامته وحقوقه محور الاهتمام والتقدير.

7- كونكم منظمة لحقوق الانسان ضمن شبكة المراة السورية، ماذا تتاملون من انضمامكم؟ وكيف تستطيعون كمنظمة ابراز دوركم ؟

كشركاء نبارك الخطوة الرائعة الأولى بتشكيل شبكة المرأة السورية، ونامل ان تنجح وتتوفق بالمهام التي ادرجتها في سلم أولوياتها، وان تكون الأداة الحقيقية المعبرة عن قضايا المرأة، والجهة الساهرة على ضمان  حمايتها وحماية حقوقها، وتنجح في تطوير دور المرأة والحرص على مشاركتها –كنصف غير منقوص من المجتمع- في رسم صورة الوطن من جديد، والمشاركة فيه، بما يليق بحجم تضحياتها، وصولا الى المساواة التامة المنشودة.

وان يكون لنا كمنظمة شرف المشاركة في إنجاح مهام هذه المظلة والاستفادة منها كسند لدعم مكتب المرأة والطفل لدينا في المنظمة.

 خاص موقع شبكة المراة السورية

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »