Search
Close this search box.

صبحية محمد السعد … أول شهيدة في فريق الدفاع المدني

صبحية محمد السعد … أول شهيدة في فريق الدفاع المدني

ماجدة الصباغ

فريق الدفاع المدني أو كما يسمى (الأيادي البيضاء)، أصحاب المهمات الصعبة بل والمستحيلة بإسعاف المصابين، وإخراج المفقودين من تحت الأنقاض التي دمرّتها الحرب، هذا الفريق يضمّ العديد من النساء المتطوّعات اللواتي يتحدين الصعاب في عملهن الإنساني.

(صبحية محمد السعد) هي واحدة من النبيلات اللواتي يعملن ضمن صفوف فريق الدفاع المدني السوري، تحمل شهادة معهد العلوم الصحية. كانت بداية عملها في نقطة حيش الطبيّة، حيث ساعدت النساء والأطفال المصابين أثناء القصف، وقدمت لهم الإسعافات الاولية، بالإضافة إلى مراقبة الحوامل. كما كانت تعمل في التوعية الطبية في مدينتها كفرسجنة.

بدأت فكرة تطوعها في العمل مع الدفاع المدني عندما كان أحد الأطفال المصابين مدمى، يئنّ تحت جدران منزله الذي دمره القصف الذي طال المنطقة، حينها وقفت مذهولة من هول المشهد الى أن قدم رجال الدفاع المدني، ليقوموا بانتشاله من تحت الأنقاض. بعد ذلك قرّرت التطوّع في الفريق، حيث كانت قمة سعادتها عند إنقاذ أحياء من بين الركام، أو سماع صوت طفل يصارع من أجل الحياة.

صبحية شابة سورية من مواليد عام 1990، لم تكن نبيلة في عملها فقط، بل كانت معطاءة وودودة في تعاملها مع أصدقائها، حيث أنها لم تكن تتردد في تقديم المساعدة لكلّ من يقصدها كبيراً كان أم صغيراً، ويشهد لها أبناء المنطقة بحسن أخلاقها.

في تصريح لزياد العبود قائد قطاع خان شيخون: “صبحية إحدى متطوعات الدفاع المدني، ومن محبي العمل الإنساني، جريئة واثقة من نفسها. حبّها لعملها جعلها في سعي دائم للقيام بواجبها على أكمل وجه دون تقصير أو تخاذل. كنا نراها متواجدة في أصغر الأعمال وأكبرها… كثيرة الحركة لاتملّ أبدا من أداء عملها… دافع العفوية والسرعة في تلبية الواجب من أميز صفاتها التي تتحلى بها”.

ويقول حميد قطيني من المكتب الإعلامي للدفاع المدني السوري في إدلب: “تركت صبحية أثراً كبيراً فينا، وحزناً جماً في قلوبنا… فقدنا كثيراً من المتطوعين الشهداء… لكن في هذه المرّة كانت الفاجعة أكبر بفقدان أول سيدة من النساء المتطوعات في الفريق”.

يذكر أنه في يوم العاشر من آذار 2018 وأثناء استراحة قصيرة في منزلها الصغير، بعد يوم شاق من العمل المضني وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، كانت هي وستة من أفراد عائلتها، ضحايا جدد إثر قصف وحشيّ لطائرات النظام السوري على المنطقة، لتكون صبحية أول شهيدة امرأة في فريق الدفاع المدني، الذي سبق وقدّم العديد من شهداء العمل الإنساني. صبحية مثال المرأة السورية التي عانت وضحّت في سبيل كرامتها في ظلّ ماعاشته من ويلات في حكم نظام قمعي لم يرحم امرأةً ولا طفلاً ولا حتى كهلاً.

الرحمة لشهيدات الأنسانية وشهدائها

خاص “شبكة المرأة السورية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »