Search
Close this search box.

الزلزال دمر أحلام النساء المعيلات

الزلزال دمر أحلام النساء المعيلات

كتبت المقال : منال الخليفة ومحاسن الحسين /مشروع قيادة نسائية لأجل سكن لائق وآمن.. شمال غرب سوريا

 

” يوم المرأة العالمي لا يعني لي واعتبر تسميته مزعجة بالنسبة لي. حياتي عبارة عن ازدواج شخصية امرأة ورجل في آن معاً “

قالت “أنوار” صاحبة ال35 سنة وأم لأربعة أطفال هذه الجملة وهي تروي لنا مدى معاناتها وكيفية تكبدها تعب نفسي وجسدي بشكل يومي في محاولاتها لمواجهة صعوبات حياتها ومساندة أطفالها ليكبروا و يستمروا في هذه الحياة.

أنوار المرأة القوية تمثل الكثير من النساء ذوات الظروف المشابهة والقصص التي مررن بها في ظل هذه الحرب ، فأولئك النساء النازحات يعشن في ظروف صعبة وغير آمنة، يفتقرن إلى السكن اللائق والماء النظيف والرعاية الصحية. يعانين من ضيق الحالة المعيشية وعدم وجود فرص عمل، مما يزيد من تعقيدات حياتهن وتضاعف معاناتهن.

تعمل أنوار ضمن خيمتها القماشية ببيع الملابس المستعملة ( البالة ) حيث اتخذتها مهنة لتعيلها وأسرتها، وذلك بعد أن فقدت زوجها في الحرب إثر تعرضه لشظايا قذيفة على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا عام ٢٠٢١. 

عاشت “أنوار” حياتها تلك الصعبة وهي تحاول تدبير دخل لا يكفي لوجبة واحدة باليوم لها ولأطفالها حتى حدوث زلزال شباط، ليكون الطامة الكبرى التي تقصف محاولتها تدبير العيش والسكن الكريم. تصف لنا كيف عاشت أهوال الزلزال قائلة: “لم يكن ذلك فقط نصيبنا في نتائج الحرب بل تعرضنا لهزة قوية حين حدث الزلزال المرعب، ليجعلني أختبر صبر جديد”. الزلزال الذي حدث في السادس من شباط لعام 2023 وضرب كلاً من تركيا وسوريا تسبب تشققات قوية للمنزل الذي كانوا قد قطنته أنوار وأسرتها، مما جعله غير صالح للبقاء فيه ومهدد بالانهيار بسهولة في حال تعرضت المنطقة لهزات ارتدادية مضاعفة.

وعند سؤالها عن كيفية ملائمة الخيمة القماشية التي تقيم فيها ووضع الخدمات الكائنة  بالمخيم، أخبرتنا بسوء شديد ومعاناة مضاعفة تواجهها النساء والأطفال. تقول أنوار: “أنا من يقوم بتدعيم الخيمة وإضافة ستائر وأقمشة للسقف المعرض لتسريبات المطر الشتوي، وأنا من يسعى لتجهيز العوازل غير المتوفرة والتي تكلفني أكثر من قدرتي الشرائية. هذا كله لا يضاهي رعاية ٤ أطفال  وتوفير متطلباتهم في مثل هذه البيئة “. أضافت أيضاً كيف أنها تخفف في بعض الأيام من تأمين ما يلزم أطفالها؛ لتوفير ما يتطلبه سكنها المفتقر لأدنى معايير الملائمة السكنية. 

” تعبنا والله ونقول الحمد لله، صارت أحلامنا بيت إله باب ومفتاح ونبطل خايفين من أي شعلة نار تحرقنا”

بحرقة تابعت بأنها تضع سكيناً تحت وسادتها في كل ليلة خفية من أي سارق أو معتدِ يسرق ما اقتنته بتعب كفيها.

مشاركة

One Response

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »