Search
Close this search box.

سلسلة قصص صوتية للأطفال/ القصة الثانية

سلسلة قصص صوتية للأطفال/ القصة الثانية

 

القصة الثانية : معمرجي حارتنا

أداء : الممثلة أمل حويجة.

شارك في الأداء :شحادة الشهابي

رسمت اللوحة الطفلة : زينة الصالح

 

أمل  حويجة ممثلة سورية مواليد 1962خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية -1984عملت في المسرح كممثلة ومخرجة في سورياومعلمة في المسرح المدرسي  لعدة سنوات في الإمارات لها العديد من الكتب الموجهه إلى اليافعين من قصص قصيرة ومسرح“ آه يا عطر الليل- أمهاتنا في خطر- خطفني الديك- حب- هس..”  معروفة باسم ماوكلي والكابتن الماجد والعديد من أسماء الشخصيات الكرتونية التي قامت بأدائها صوتياً.تعمل حالياً على عدة مشاريع صوتية باسم ”  أصوات- وحكايات قبل النوم..”

 

 

القصة مسموعة أدناه :

ننتظر بكل حب وحماس لوحات أطفالكم الجميلة المعبرة بعد سماعهم للقصة وأن يتم تصوير الرسومات بدقة جيدة بكاميرا الموبايل وارسالها كمرفق الى الايميل التالي : Media.s.w.n@gmail.com
حيث سيتم نشر كل قصة على حدة مع رسومات الأطفال في ملف ب. د. ف

القصة مكتوبة / معمرجي حارتنا

أصابعك يا سمورة دوا. 

ما بتعرف ليش بقلولها هيك، لكن بيرتاح قلبها لما بتسمعها من ماما وبابا وتيتا و معلمتا.

إذا حدا سألها بأي صف إنت؟  بترفع تلات أصابع، وإذا  سألوها عن عمرها بتفتح العشرة وبتعض وحدة.

خيالها بشوف شجرات الحارة غابة و بسيناتها نمور أو سمكات لو قلبت الحارة بحر.

إذا زعلانة  من الدكنجي بترسمه فرس النهر وإذا رضيانة عليه بترسم غزال.

معالق الخشب الكبيرة والصغيرة  بتلبسهم  فساتين وتنورات وبيشاركوها كل الحكايات.

بالنهار بتحكي حكاياتها للنملات والدودات وبالليل ماما وبابا وتيتا بيحكولها حكايات.

حكاية نقار الخشب كانت غير كل الحكايات، سحرها هالطائر لما وصفتو أمها، حجمو صغير قد الكف، بيحفر غرف متينة لأولاده بقلب خشب الشجر، منقارو مطرقه وجناحاتو عضلات بيطرق بعزم حطاب ضخم وبسرعة سيارات. 

وكترت أسئلتها..

– بيجي على حارتنا؟ وين عايش؟ منقارو حديد ولا خشب؟ بيتعب؟ بدوخ؟ .. عندو منقار تاني لو انكسر منقاروا بالغلط.. نقار الخشب معمرجي؟

وصارت تشوفو بالأحلام حاملها على جناحاتوا، ويغير خيالها الحكاية، نقار الخشب عملاق، بيعمر قلاع بقلب الشجر.

 وتدربت مع عرايسها على صوت طرقاتو .. ونادو سوا:

“يا معمرجي يا عملاق تعال على حارتنا.”

 و تطرق، طرق، طرق،طرق بأصابعها عالبحصات، عالشجرات، عالحيطان، عالدفتر والقلم والخبزات..ومرة وصت دودة الربيع اللي كانت عم تتعبشق على جذع طوييل :

-إذا شفتيه قليلوا سمورة ناطرتك.

صارت بتحب المعمرجية ووين ما شافتهن  بتسلم عليهم

–  مرحبا.

-أهلين سمورة

قررت إنها هي كمان معمرجية وجابت كرتونات، مسحتن بالطين عملت منهم سقف وحيطان، زرعت فيه قمح للنملات.

سمورة متأكدة إنها بتسمع طرقاتو بحارتها والكل بيقلها هذا خيال.

 بالمدرسة شافت طير صغيرون تحت شجرة عتيقة حافرة أغصانها دروب للسما، حملتو، طمنتو، قالتلو:

-ما تخاف إنت قوي..

لمحت أمو وأبوه بالشجرة، رفعتو بكفها، حلقوا حواليها، شالوه وطارو.. قالت لرفقاتها:

– ما كان منقارو مطرقة.

  وضحكوا وعيروها بعلاماتها الضعيفة:

-لو كنت شاطرة بالعلوم كنت بتعرفي إنو هالطير ما بيعيش عنا.

ركضت من غضبها على غابتها، نتفت كل أرقام العشرة من دفتر الرياضيات وعملت من أوراقو طيارات وزعقت ..:

– انقرهم، طعميهن لولادك أنا ما بحب العشرات.

سمورة لما بينكسر خاطرها بكتروا إشارات أصابعها وبتصير تعجز عن الكلام وهيك صار كمان  يوم العاصفة.

 صرخت ليلتها من جنب الشباك..:

– يا معمرجي .. ماتخاف .

طرقت الريح البيوت متل المجنونة، الماما والبابا ركضوا بمطارقهم يثبتوا البواب والشبابيك بالمسامير والخشب وقالت عنهم سمورة لتيتا :

-صاروا عملاق كبير متل نقار الخشب.

-ليش الشجرات ما عندن حيطان وشبابيك؟

– عندها جذور متينة ولينة ومغروزة بأعماق الأرض بتحميها أكتر من الباب والشباك.

 طمنت التيتة سمورة وسمورة راحت تطمن عرايسها بأمنية صارت بيقلبها:

– بيوتنا مزروعة بالأرض متل الشجرات..ماتخافو.

 ضمت كفوف بابا وماما بعد ما خلصوا، نفخت عليهم ليدفوا وهدهدتهن:

-باح يا باح

يا إيدين ماما وبابا هالحلوين هلملاح..إجا العصفور ليشرب..

سمورة سألتوا وين بيتك يا عصفور ..قالا بالشجرة..

وين بيتا للشجرة ..بالأرض..

ماما جابتلوا منقار وبابا جناحات و هوي هداهم خشبة ومسمار

وتيتة صلت “ياربي يغفى هوي وأولادو بسلام”..

 الماما همست:

– شكرا يا سمورة، أصابعك دوا.

وقبل مايشخر البابا سألتو:

-وين بيتا لسمورة..؟

–  بيتك يا سمورة بقلب ماما وبابا.

وباس كفها ..اختلطلت الباح، باح بالمنامات، سكنت الريح وكَنِّتْ.. وسمعت سمورة طَرَقات، وبين النوم والصحو قالت:

– نقار الخشب بحارتنا.

مع وش الصبح فاق الكل على صوت طرقات، طق طقطق ..طق

ونطت عللحارة وكانوا الأهالي بيلملموا أشياء وقعتها الريح وبيصلحوا بيوتهم.    رجف قلبها،  تعبّتْ عيونها دمع.. طرقات ملت الفضا، لحقت الصوت، شجرة، شجرة ..

تقرا وما تصدق حروف محفروه عالشجر..

 “سمورة أنقذت نقارنا الصغرون، أصابعها دوا،عشرة على عشرة. “

وتيتا صاحت من بعيد

 ” يا سمورة نقار الخشب بالحارة”

وتتمرجح سمورة على الأغصان و تصيح .. ياهوووووووووووووووو.. نقار الخشب بحارتنا.ياهو ..ياهو

ياهالترى لو نادينا بإصرار عاللي منتمناه بيجي لعنا؟

 ..وهاي الحكاية حكيناها وبعبكن حطيناها.

حكاية

أمل حويجة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »