بينما يقدس العالم كوادره الطبية في هذه الأوقات الحرجة وبالتزامن مع الاحتفاء باليوم العالمي للعمل الإنساني تلقينا ببالغ الأسف خبر قيام مركز الفلاح التابع لهيئة تحرير الشام في ريف إدلب بتوقيف الدكتور الصيدلاني مصطفى الجازي، ظهر يوم الثلاثاء 18 آب دون إصدار أية معلومات عن مصيره، وتفيد المعلومات الأولية الواردة من منظمة سامز الداعمة للمعهد أن سبب التوقيف يعود لاستضافة المعهد، معرضاً فنياً لإحدى الطالبات المتفوقات، وتدعى غيثاء زنكيح،يتضمن عرض لوحات رسومية تهدف لإيصال رسائل إلى العالم عن الوضع الإنساني في إدلب، وتسلط الضوء على أهمية الكادر الطبي والعمل الإنساني، إضافةً إلى توضيح مكانة المرأة السورية وأهميتها في المجتمع.
أعقب المعرض إرسال (مركز الفلاح) ممثل عنهم إلى المعهد بتاريخ 16 آب للاستفسار عن ماهية المعرض وأهدافه، ورغم تقديم الشرح الكافي عن معاني بعض اللوحات التي تم عرضها، فقد تم استدعاء الدكتور مصطفى لمزيد من التحقيقات، ولم يكتف مركز الفلاح بذلك بل قام أيضاً باستدعاء الطالبة غيثاء زنكيح هي الأخرى للتحقيق اليوم صباحا الساعة العاشرة بتاريخ 19 آب 2020.
تأتي هذه الاعتداءات تزامناً مع اليوم العالمي للعمل الإنساني، وفي الوقت الذي يحيي فيه العالم أجمع الجهود الكبيرة التي يبذلها العاملون الإنسانيون لأداء واجبهم تجاه أهاليهم ومجتمعاتهم المتضررة، وفي الوقت الذي تتضافر فيه جهود الجميع للتصدي لانتشار وباء كوفيد-19 في الشمال السوري، خصيصاً من قبل العاملين الطبيين
ترفض شبكة المرأة السورية استمرار سياسات التدخل في الفضاء العام والتعدي على حرية التعبير للأفراد وممارسة الوصاية على الفعاليات المدنية السلمية من قبل هيئة تحرير الشام وذراع الحسبة الخاص بها، إضافةً إلى اعتقال العاملين الإنسانيين في وقت غدت فيها مجتمعاتهم بأمس الحاجة إليهم.
وتطالب الشبكة بالإفراج الفوري عن الدكتور الصيدلاني مصطفى الجازي، وإيقاف الاستدعاء للطالبة غيثاء زنكيح، ووقف جميع الاجراءات التي تطال حياة وسلامة الافراد والمؤسسات في مناطق سيطرتها وضمان حرية النساء في الدراسة والعمل والنشاط المدني والسياسي