ناقشت شبكة المرأة السورية في جلسة تفاعلية عبر برمجية زووم النتائج التي خلص إليها بحث” تغير الأدوار الاجتماعية للمرأة خلال النزاع المسلح في سوريا، وانعكاسه على بينة المجتمع الأبوي” بحضور أكثر من خمسين عضو وعضوة من الشبكة.
وكانت شبكة المرأة السورية – نساء شمس، أجرت آذار الماضي بحثاً اجتماعياً بمشاركة باحثين اجتماعيين ومتدربات تناول الصورة الجديدة للمرأة في سوريا ، وخلصت الدراسة إلى أن هناك ّ تغيرًا في أدوار المرأة السورية الاجتماعية كنتيجة من نتائج الحرب؛ ويتجلى هذا التغيير في عدة مناحي، أهمها مشاركة المرأة في صناعة القرار وإدارة المصروف داخل المنزل، على التوازي مع مشاركتها في العمل والأنشطة خارج المنزل، وتجلت بوضوح محاولتها اقتسام العمل المنزلي مع شريكها (الرجل) وترتبط هذه التغييرات بطريقة مباشرة بظروف الحرب القاهرة، مشفوعة بالوضع الاقتصادي المتدني، وبالانفصال عن الشريك وعن الأسرة أحيانًا، وبالتهجير وتغير المجتمعات، وحتى بندرة الفرص المتاحة. كما أثبتت الدراسة أن لهذا التغير في الأدوار أثرًا في مظاهر السلطة الذكورية، من خلال تقبل الشريك »الرجل« والأسرة لأدوار المرأة الجديدة ودعمها وتشجيعها، حتى إن المجتمع قد بدأ يحذو حذوهما. وأضاف البحث أن نظرة الاحترام للمرأة تعززت بصورة مضاعفة مشفوعة بتعزيز مكانتها التي نالتها وفقًا لإمكاناتها واجتهادها؛ فقد أثبتت أنها ذات مكانة مهمة خلال سنوات الحرب، بما قدمته من جهة، وبالعبء الذي حملته من جهة ثانية. وقد انعكس تغير هذه الأدوار إيجابًا في تقييمها لنفسها وشريكها وأسرتها، وقد لعب هذا دورًا كبيرًا في تعزيز العلاقة مع الشريك والأهل. وقد عزز هذا التغير وضع الأسرة واستقرارها اقتصاديًا أيضًا. وقد بات معروفًا: أن أكبر تحد أمام المرأة هو المجتمع والتقاليد، وقد تكون المرأة نفسها جزءًا منه. كما أن الواضح، هو: أن عملها قد شكل عبئًا إضافيًا عليها؛ لأن الرجل لم يشاركها أعمال المنزل رغم مشاركتها في تحمل الأعباء خارجه.
وبدورها تتقدم لجنة المتابعة بالشكر الجزيل للباحث لسبره تأثير النزاع المسلح في سوريا منذ ٢٠١١ على تغير الادوار الاجتماعية للنساء والرجال .. ويعتبر البحث توثيقي بنتائجه. وخصوصاً ان الباحث اتبع منهجية البحث العلمي واستخدم أدوات تقويم قابلة للقياس والتحليل ورغم ان البحث ميداني وصغير ومحدود بشروطه المكانية والزمانية التي أعلن عنها في المقدمة وأنجز بوقت قياسي إلا أنه خرج بنتائج وتوصيات القى الضوء على عدة جوانب اجتماعية مهمة اثارت في جلسة اطلاق البحث تساؤلات وحفزت القارئات/ين والدارسات/ين على طرح افكار ومقترحات هامة أيضاً.
بدورهم خرج المجتمعون في الندوة النقاشية بتوصية تنص على اجراء بحث متمم وموسع للبحث الحالي ليشمل كافة النساء بالداخل السوري وأماكن اللجوء المختلفة وإضافة محاور جديدة ، وبهذا تسهم الشبكة بإجراء بحث يكون مرجعي وتوثيقي لآثار النزاع المسلح على النساء.
وكذلك تشكر نساء شمس فريق الباحثات الميدانيات في الشبكة وهن يخطين خطواتهن الاولى باتجاه إنجاز الأبحاث الاجتماعية كذلك الشكر الموصول لمنسقة المشروع التي أدارت باقتدار وثقة مراحل إنجاز المشروع وكل من ساهم في هذا العمل التأسيسي والجديد على مسيرة الشبكة.
