Search
Close this search box.

“غوغل” و”تحرك من أجل تغيير حقيقي” بشأن قضايا التحرش الجنسي

“غوغل” و”تحرك من أجل تغيير حقيقي” بشأن قضايا التحرش الجنسي

نوار إبراهيم

نظم الآلاف من موظفي غوغل حول العالم احتجاجات بشأن فشل الشركة في معالجة قضايا التحرش الجنسي وعدم المساواة بين الجنسين والتفاوت في الأجور. وخرج الموظفون من مكاتب الشركة في برلين ودبلن وحيفا ولندن وسنغافورة وزيوريخ ومدن أخرى، في احتجاجات بدأت من مكتب طوكيو،وحذا حذوهم مكاتب أخرى تابعة للشركة في جميع أنحاء العالم.

وقد أتت هذه الخطوة الاحتجاجية، الأوسع نطاقاً في تاريخ هذه المجموعة التي تعدّ رمزاً للحداثة، في أعقاب مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” أفاد بأن “غوغل” تستّرت على حالات تحرّش جنسي في صفوفها تطال مسؤولين كباراً، من بينهم أندي روبن مبتكر نظام التشغيل “أندرويد” الذي غادر المجموعة سنة 2015 مع تعويض بقيمة 90 مليون دولار وهو ينفي التهم المنسوبة إليه.

وبذلك اشتعل فتيل الاحتجاجات التي تحمل شعار (تحرك من أجل تغيير حقيقي). وكشفت مقالة نشرتها الصحيفة عن عدد الحالات التي منح فيها كبار الرؤساء التنفيذيين في الشركة ملايين الدولارات إزاء خروجهم منها، بعد اتهامات بسوء السلوك الجنسي، وقد التزمت غوغل الصمت حول سلوكها هذا.

ورداً على ذلك أكدت “ألفابت” المجموعة الأمّ لـ”غوغل” أن ريتش دوفول، كبير المسؤولين في قسم “اكس” للمشاريع الاستشرافية استقال من دون الحصول على أيّ تعويض على خلفية فضيحة تحرّش جنسي.

انتهى الوقت

وقد دعا القيّمون على هذه الحركة الاحتجاجية موظّفي الشركة البالغ عددهم حوالى 90 ألفا في العالم إلى الخروج من مكاتبهم عند الحادية عشرة صباحا بالتوقيت المحلي. وفي مقرّ المجموعة الرئيسي في ماونتن فيو (كاليفورنيا)، أظهرت تسجيلات بثّها موظّفون عبر “تويتر” أو عرضتها قنوات محلية آلاف العمّال المحتشدين في المجمّع الواقع في قلب سيليكون فالي وقد انضمّ إليهم المئات ممن يعملون في “يوتيوب” التابعة لعملاق الانترنت.

واجتاحت موجة الاحتجاجات أوروبا حيث تجمّع نحو 500 موظّف خارج مركز “غوغل” الأوروبي في دبلن. أما في لندن، فقد اجتمع الموظّفون في قاعة كبيرة في مقرّ الشركة قبل النزول إلى الشارع.

في نيويورك، تجمع أكثر من 3000 شخص في حديقة مدينة، وحملوا لافتات تقول: “O.K. جوجل، حقا؟ ”في دبلن، شغل العشرات الرصيف. وفي وادي السليكون، تدفق الآلاف من مباني المكاتب إلى منطقة مشتركة في الهواء الطلق وهتفوا: “قف! دافع!”

“أنا هنا لأن ما تقرأه في صحيفة نيويورك تايمز هو عينة صغيرة من آلاف القصص التي لدينا جميعاً”، قالت ميريديث ويتاكر، وهي موظفة في غوغل ساعدت في تنظيم الإضراب، أمام حشد من الزملاء في نيويورك. وردد المتظاهرون، بعد أن استنكروا “نمط صنع القرار غير الأخلاقي وغير المبرر” الذي تنتهجه الشركة، قائلين: “انتهى الوقت”.

واستمر استياء الموظفين في الغليان، حيث قال كثيرون إن غوغل عاملت العاملات بشكل غير متكافئ مع مرور الوقت. ووضع  المنظمون أيضاً قائمة بالمتطلبات لتغيير طريقة تعامل غوغل مع التحرش الجنسي، بما في ذلك إنهاء استخدام التحكيم الخاص في مثل هذه الحالات. كما طالبوا بنشر تقرير شفافية عن حالات التحرش الجنسي، والإفصاح عن الرواتب والتعويضات.

تم التخطيط للمسيرات، التى بدأت فى آسيا وانتشرت عبر القارات، فى حوالى الساعة الحادية عشرة صباحا بالتوقيت المحلى. نشر العديد من الموظفين – رجالاً ونساءً – صوراً على وسائل التواصل الاجتماعي لتسجيل تجاربهم. وأظهرت الصور عشرات الاشخاص تجمعوا في أماكن مختلفة وهم يرددون شعارات ويحملون لافتات. كتب أحدهم: “ماذا أفعل في غوغل؟ أنا أعمل بجد كل يوم حتى تتمكن الشركة من دفع عوائد تبلغ (90) مليون دولار للمدراء الذين يمارسون الجنس مع زملائي في العمل”.

ولم تذهب بريندا ساليناس، وهي موظفة في غوغل في لندن، إلى العمل يوم الاحتجاج بسبب إصابتها ولكنها أعربت عن دعمها، حيث قالت: “الأسبوع الماضي كان أحد أصعب الأسابيع التي أمضيتها في شركة غوغل طوال العام، ولكن اليوم هو أفضل يوم، أشعر أن لدي الآلاف من الزملاء في جميع أنحاء العالم الذين، مثلي، ملتزمون بخلق ثقافة حيث يتم التعامل مع الجميع الكرامة”. خرج الموظفون من مكتب الشركة في تشيلسي وتجمعوا في حديقة قريبة. حمل البعض لافتات “انتهى الوقت” (تايم أب)، إشارة إلى حركة هوليود ضد التحرش الجنسي. ووقف قادة الاحتجاج على الكراسي للتحدث مع الحشد عبر مكبر الصوت. قالت ديمغ رودريغيز، وهي مديرة موارد الموظفين، إنه عندما لا تكون غوغل  مكاناً للمساواة بين النساء والأقليات والأشخاص ذوي الإعاقات، فهذا يعني أن الشركة تفشل في كل شيء، لقد سئمت، سنحقق نتائج جيدة”.

غوغل تغير سياستها

وبناء على ذلك، أعلنت شركة غوغل أنها ستجري إصلاحاً لسياساتها في التعامل مع مشاكل التحرش الجنسي، تلبية لمطالب موظفيها بعد الاحتجاج التاريخي الذي نفذوه في 50 مدينة.

وقال الرئيس التنفيذي لغوغل، ساندر بيتشاي، في رسالة بريد إلكتروني إلى الموظفين، إن غوغل ستنهي قاعدة التحكيم القسري في ما يتعلق بادعاءات التحرش الجنسي، وهي قاعدة تفرض على الجميع معالجة أي نزاع داخلياً، وليس من خلال طرق أخرى مثل المحاكم.

كما أكد بيتشاي أن الشركة ستدعم عمليات التحقيق وتشارك البيانات حول ادعاءات التحرش، وتوفر أنظمة دعم جديدة للمدعين الذين يرفعون دعاوى قضائية بشأن التحرش الجنسي.

ويعد هذا الإعلان إنجازاً ملحوظاً لحوالي (20) ألف موظف في مكاتب غوغل في 50 مدينة، الذين خرجوا للاحتجاج، ضد سياسات الشركة في التعامل مع قضايا التحرش الجنسي وعدم المساواة بين الجنسين.

خاص “شبكة المرأة السورية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »