Search
Close this search box.

“ما ساكتاش” حملة بالصفارات ضد التحرش في المغرب

“ما ساكتاش” حملة بالصفارات ضد التحرش في المغرب

نوار سعيد

انطلقت مؤخراً في مدينة الدار البيضاء المغربية، مبادرة حركة “ماساكتاش” لمناهضة العنف ضد النساء في المغرب، تحت شعار “إلي ضسر نصفر”، التي تعني “إذا لم يحترمك صفري”، للحد من ظاهرة التحرش بالمرأة في الأماكن العمومية.

وقد لجأت الحركة إلى هذه المبادرة بهدف إسكات المتحرشين في الشوارع والأماكن العامة عبر استخدام النساء الصفارات في حال تعرضن للتحرش. وقامت مجموعة من أعضاء حركة “ما ساكتاش” بتوزيع الصفارات على النساء في الشارع العام، وعممت هاشتاغ على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان “إلى ضسر صفري”.

وبدأت عملية توزيع الصفارات من الأحياء الشعبية بالمدن، حيث ترتفع نسب التحرش، خاصة الداء البيضاء وفاس والرباط، ثم تم  تعميمها على باقي المدن الأخرى.

واختارت الحركة النسائية شعار “إذا لم يحترمك صفري”، للدلالة على ضرورة التبليغ عن المتحرشين جنسياً وفضحهم، وعدم السكوت على أفعالهم التي بات القانون المغربي يجرمها، فيمكن لأي فتاة أو امرأة الصفير بقوة عند تعرضها للتحرش حتى تأتيها النجدة ويبتعد عنها المتحرش.

فضح المتحرشين

ودعت حركة “ما ساكتاش” المغربيات عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي إلى استعمال الصفارات لفضح المتحرشين، وقالت في الدعوة :”نريد استنكار هذه السلوكيات التي تساهم في إذلال وانتهاك كرامة النساء اللواتي يعانين منها بشكل يومي”.

وقد وصفت الحركة، التي تعني “لن أسكت”، بأنها النسخة المغربية من حركة #MeToo، من خلال تشجيع النساء على التعبير عن تجاربهن في إساءة المعاملة في مملكة شمال أفريقيا.

بدأت الحركة في أعقاب تقارير إعلامية عن فتاة، عرفت فقط باسم خديجة، التي كشفت أنها اختطفت على يد عصابة في شهر حزيران / يونيو السابق حيث احتجزت لمدة شهرين، حيث تعرضت مراراً وتكراراً للاغتصاب والتعذيب والوشم القسري. وأظهرت لقطات لخديجة شتائم ورسومات فجة وحتى رسومات على جسدها إلى جانب حروق السجائر والكدمات مما أثار غضباً عاماً.

وقالت زينب بلمقدام، إحدى المنظمين لـ “ما ساكتاش”، إن الحملة بدأت لاحقاً تظهر تضامنها مع نساء مغربيات أخريات تعرضن للعنف الجنسي الذكري: “بدأنا حملة لرفع أصوات النساء وكشف كيفية تجاهلها أو إسكاتها أو حتى مهاجمتها. تتألف المجموعة من أعضاء ذوي خلفيات مهنية هامة وانتقائية، أولاً وقبل كل شيء، نأمل أن نرفع أصوات النساء، خصوصاً النساء الناجيات حتى يمكن سماعهن”.

فضيحة سعد لمجرد

اكتسبت الحركة مزيداً من الزخم عندما تم اعتقال المغني المغربي سعد لمجرد للمرة الثالثة بتهمة الاعتداء الجنسي والاغتصاب في جنوب فرنسا. لجأت النساء إلى وسائل التواصل الاجتماعي للاحتجاج على النجم، الذي سبق له نفي تلك المزاعم، معتمداً على تأييد العاهل المغربي محمد السادس له.

وقال أحد أعضاء الحملة:”وصلت عبر الهاشتاغ  #Masaktach مئات التغريدات، بالإضافة إلى الاتصال بمحطات الإذاعة المغربية، للتوقف عن بث أغاني نجم البوب”.

اكتسبت حركة “ما ساكاتش” الآلاف من متابعي وسائل التواصل الاجتماعي، حيث استخدمت عشرات النساء الهاشتاغ لإعادة سرد تجاربهن من التعرض للمضايقة والمطاردة، وكأطفال أو مراهقين في كثير من الأحيان. واستخدم الكثيرون أيضاً المنبر للتوعية بحادثتي اغتصاب في غضون 24 ساعة، حيث تم تحميل مقاطع الفيديو الخاصة بالهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي.

بعض تغريدات الهاشتاغ:

تم نشر مقاطع فيديو في أقل من 24 ساعة – في أحد مقاطع الفيديو يمكنك سماع الضحية تتوسل لمهاجميها للتوقف، يضحك  الفتيان حول كيفية اغتصابها وإخبار الفتاة إذا أعطتهم 200 درهم (20 دولار) سيتوقفون. تبكي وتقول لهم إنها لا تملكها.

كم عدد حالات الاعتداء التي تحتاجها الدولة لوضع حد لهذا؟ مرة أخرى، لدينا فتيان في سن المراهقة يقومون بالاعتداء الجنسي على الفتيات في الدار البيضاء ويصورون الاغتصاب. هؤلاء الأولاد يصورون أنفسهم وهم يعلمون أنهم يستطيعون الإفلات منه … أين السلطات؟ #Masaktach

وفقاً للمجلس الوطني لحقوق الإنسان في المغرب في عام 2015، تعرضت أكثر من 20٪ من النساء المغربيات للإيذاء الجنسي مرة واحدة على الأقل في حياتهن، حيث تعرضت ثلاثة أرباع النساء إلى شكل من أشكال التحرش الجنسي في الأماكن العامة.

قانون ناقص

في وقت سابق من هذا العام، أصدر المغرب قانوناً يجرّم الاعتداء على النساء، بما في ذلك “جميع الأعمال التي تعتبر أشكالاً من المضايقة أو العدوان أو الاستغلال الجنسي أو سوء المعاملة”، ولكن تم انتقاد مشروع القانون بسبب عدم ذكر مشكلة الاغتصاب الزوجي وقضايا العائلة، القانون الذي يضع النساء في وضع غير آمن.

لذلك تسعى حركة “ماساكتاش” لضرورة تفعيل هذا القانون، والذي ينصّ على معاقبة المتحرش بالسجن من شهر واحد إلى ستة أشهر، وغرامة مالية أو بإحدى العقوبتين على المتحرشين.

والتحرش الجنسي، وفق ذات النص القانوني، يتجسد في أفعال أو أقوال أو إشارات ذات طبيعة جنسية أو لأغراض جنسية، واستعمال رسائل مكتوبة أو هاتفية أو إلكترونية أو تسجيلات أو صور ذات طبيعة جنسية أو لأغراض جنسية.

وتضاعَف العقوبة إذا كان مرتكب فعل التحرش الجنسي زميلاً في العمل أو من الأشخاص المكلفين حفظ النظام والأمن في الأماكن العامة مثل الشارع أو الحافلة أو غيرها. كما تشتد العقوبة أكثر في حالات التحرش من طرف أحد الأصول أو المحارم، أو من له ولاية أو سلطة على الضحية أو كانت الأخيرة قاصراً.

وفي الوقت الذي تمت مقارنة ماساكتاش مع حركة #MeToo، ترى بلمقداد أهمية الحملة في المغرب على نطاق أوسع.

تقول: “هناك تقاطع بين #Masaktach و #MeToo فيما يتعلق بالتحدث علناً ​​ورفع أصوات الناجيات من الاعتداء الجنسي والاغتصاب، لكن ما ساكتاش لها نطاق أوسع وتهدف إلى رفع أصوات النساء المغربيات سواء كن ناجيات أو نساء يتحدثن ضد أشكال أخرى من عدم المساواة”

خاص “شبكة المرأة السورية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »