راما التحرش في عالم الصحافة
راما شابة في مقتبل العشرينات، تخرجت حديثا من كلية الإعلام، حالمة بعالم الصحافة والسلطة الرابعة التي تحارب الفساد والتجاوزات.
ولكن لم يخطر على بال راما للحظة أنها ستكون مضطرة للخروج من مكتب أحد أساتذتها هاربة دون عودة.
“هجم عليّ عند الباب ولصقني بالحيط وباسني.. دفشته وهربت”، هكذا بدأت راما حديثها.
بصوت مملوء بغصة و رجفة في اليد، أكملت راما “بعد التخرج كان بدي اتدرب على يد أحد الاساتذة المعروفين، كنت فرحانة انو قبل يدربني عندو بمكتبه الخاص، لكن ما توقعت أبداً تكون هيك النهاية، وللحظة فكرت انو هادا المجال مو إلي ولازم دور على مستقبل تاني إذا كانت هيك الصحافة”.
تقول راما بحجة التحرر والانفتاح، طلب الأستاذ مني تقبل مفردات متل “حبيبتي وعيوني”، وعندما أعربت له عن انزعاجي من استخدامها معي، قال لي: “بدك تتعودي، نحن بهاد الوسط هيك منحكي ومنتعامل مع بعض”.
راما التحرش في عالم الصحافة
حاولت الفتاة أن تتعامل مع القصة بمسؤولية، وأن تتفهم متطلبات الوسط الصحفي كما أشار أستاذها.
وفي أحد الأيام، تواعدت الفتاة مع أستاذها لحضور أمسية شعرية في دمشق، وهو أمر سبق أن فعلاه سويا.
دخلت راما إلى المكتب، ولكنها وجدت أن عاملة التنظيف قد غادرت مبكرة. لم تعطِ للموضوع أهمية كبرى، لأنها اعتادت على الدوام في المكتب في بعض الأحيان، وأن تقوم بهذه المشاوير الثقافية مع أستاذها.
هنا تزم راما شفتيها، وهي تروي القصة: “قلي يالله صار الوقت لنروح، أخدت أغراضي، وفجأة لما وصلنا عند الباب دفشني عالحيط وهجم علي ليبوسني، ما عرفت شو أعمل دفشته أنا كمان وهربت.. وماعاد رجعت من يومها”.
بين الخوف من الفضيحة ومحاولة الصحفي “الأستاذ” إقناع راما بأن ما حدث هو أمر عادي، وبقي يرسل لها الرسائل إلى جهازها المحمول: “قلي كوني واعية هي القصص بتصير وعادية، لكن أنا لا رديت عالموبايل، ولا عالرسائل”.
وبينما كانت الصحفية المتدربة تحاول الخروج من حالة الصدمة من هول ما حدث معها، واستعادة توازنها من جديد، استطاعت صديقة راما إعادتها إلى العمل الصحفي من جديد، بعد أن أخبرتها أنها تعمل في إحدى الإذاعات المحترمة، وأنها لم تتعرض من مديرها أو زملائها للتحرش.
ليست راما نموذجا فردياُ للتحرش في العمل، وإنما هناك الكثيرات من أمثالها. وجمانة عاملة معمل الخياطة إحداهن، وإن كانت نجت بنفسها بعد أن ضربت مدير المعمل بصحن السجائر لمحاولته التحرش بها، وخرجت دون عودة من عملها هي أيضاً.
وتقول المحامية دعد موسى”لا تتوافر حماية قانونية للنساء العاملات في قوانين العمل في حال تعرضهن للتمييز أو العنف أو التحرش في أماكن العمل ولا توجد إجراءات قانونية لمعاقبة مرتكبي هذه الأفعال، حيث تغيب الخدمات المساندة من قبل المؤسسات الحكومية”.
هذا المقال بالتعاون مع راديو روزانة