نجاح سفر
يسعى “اليوم العالمي للمرأة” إلى الاحتفال بإنجازات المرأة، وكذلك العمل قدماً من أجل التغيير وتحقيق المساواة بين الجنسين، الأمر الذي تم العمل عليه لأكثر من 100 سنة مضت، ويستمر الاحتفال به الآن في جميع أنحاء العالم، حيث تستغل النساء هذا اليوم للتظاهر والمطالبة بحقوقهن. ففي العام الماضي مثلاً، اجتمعت النساء في طوكيو وتظاهرن في مسيرة كبيرة ضد الفجوة في الأجور بين الجنسين والتحرش الجنسي.
موضوعة اليوم العالمي للمرأة 2018
يصادف يوم المرأة العالمي في 8 آذار / مارس من كل عام، وتجتمع الحكومات العالمية والمنظمات النسائية والشركات والجمعيات الخيرية معاً تحت شعار اليوم العالمي للمرأة، ويتم في اليوم نفسه وضع علامة على المحادثات والعروض والمسيرات.
ومع الفضيحة الأخيرة في هوليوود حول التحرش الجنسي، والتقرير العالمي للفجوة بين الجنسين للمنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يبين أن الأمر سيستغرق (217) عاماً لإغلاق الفجوة في التكافؤ بين الجنسين، فإنه من المهم أكثر من أي وقت مضى تحقيق هدف التقدم لتحقيق ذلك التكافؤ.
موضوع اليوم العالمي للمرأة هذا العام هو: الدفع قدماً نحو تحقيق المساواة بين الجنسين #PressforProgress
تعود أصول هذا اليوم إلى الاحتفال الذي أقيم في نيويورك في 28 شباط / فبراير 1909، ونظمه الحزب الاشتراكي الأمريكي. وبعد ذلك بعام، في المؤتمر الدولي للمرأة في كوبنهاغن، اقترح ممثلون اشتراكيون أن يكون هناك يوم دولي للمرأة، مستوحى من المظاهرة في نيويورك، واتفق المندوبون على ضرورة تشكيل يوم دولي كجزء من استراتيجية لتعزيز المساواة في الحقوق بين المرأة والرجل، وحق المرأة في الاقتراع. وقد احتفل به لأول مرة في النمسا والدنمارك وألمانيا وسويسرا في 19 آذار/ مارس 1911. وبعد ذلك بعامين، في عام 1913، اقترح نقل التاريخ إلى 8 آذار / مارس، حيث يتم الاحتفال به في هذا اليوم منذ ذلك الحين.
لماذا لا نزال نحتفل باليوم العالمي للمرأة؟
كان الهدف الأصلي لليوم العالمي للمرأة هو تحقيق المساواة بين الجنسين، الأمر الذي لم يتحقق بعد. فالفجوة في الأجور بين الجنسين لا تزال قائمة في المملكة المتحدة مثلاً، حيث تحصل النساء على ما يقل عن الرجال بنسبة 14 في المائة. وفي كانون الثاني / يناير 2018، كشفت مراكز دراسية فجوات الأجور أكثر من 15٪ لصالح الرجال. وينطبق هذا الأمر على جميع أنحاء العالم لعدد من الأسباب، بما في ذلك عدم تمثيل المرأة في السياسة والأعمال.
كما شهد العام الماضي صعود حركة (أنا أيضاً) #metoo حيث جاءت النساء من جميع أنحاء العالم لتبادل قصصهن في التحرش الجنسي. وتم تسمية النساء اللاتي كسرن صمتهن وفضحن الاعتداءات الجنسية والمضايقات “شخص العام – كاسرات الصمت”.
كيف بدأ هاشتاغ “أنا أيضاً”؟
بدأت العلامة #metoo تنتشر في جميع أنحاء العالم بعد دعوة الممثلة “أليسا ميلانو” إلى العمل، وكان ذلك في أعقاب توجيه اتهامات للمنتج الهوليوودي “هارفي وينشتاين” بالتحرش الجنسي واستغلال النفوذ الذي امتد على مدى عقود.
انتشرت بعدها دعوة “أليسا” النساء اللاتي تعرضن للتحرش الجنسي أو الاعتداء للتحدث عن الأمر، ليتحول الأمر إلى حملة عالمية تحت عنوان “أنا أيضاً” ليتعرف الناس على الحجم الحقيقي لهذه المشكلة. وقد وجهت أكثر من اثنتي عشرة امرأة – منهن الممثلة أنجلينا جولي وجوينيث بالترو – اتهامات ضد وينشتاين بما في ذلك الاغتصاب والاعتداء الجنسي، لكن “وينشتاين” أصر على أن العلاقات الجنسية كانت بموافقتهن. وهكذا نشأ الهاشتاغ لدعم جميع النساء اللواتي تعرضن للتحرش الجنسي من قبل شخص ما. كما كان الرجال يستخدمون الهاشتاغ لإظهار الدعم للنساء والكشف عن حوادث الاعتداء الخاصة بهم أيضاً.
حشد عالمي
وبينما نعلم أن التكافؤ بين الجنسين لن يحدث بين عشية وضحاها، فإن الخبر السار هو أن النساء يحققن مكاسب إيجابية يوماً بعد يوم. بالإضافة إلى ذلك، هناك بالفعل حركة عالمية قوية جداً ومتنامية للدعوة والنشاط والدعم. دعوة قوية للعمل على المضي قدماً والتقدم لتحقيق المساواة بين الجنسين، دعوة قوية لتحفيز وتوحيد الأصدقاء والزملاء والمجتمعات بأكملها للتفكير والتصرف، وتكون شاملة للجنسين.
واليوم العالمي للمرأة ليس حكراً على بلد أو مجموعة أو منظمة محددة. فهذا اليوم ينتمي إلى جميع المجموعات بشكل جماعي في كل مكان. لذلك علينا جميعاً العمل على تسريع عملية التكافؤ بين الجنسين.
على مدار العام
يوفر موضوع حملة هذا العام توجهاً موحداً لتوجيه وحشد العمل الجماعي. ولا ينتهي موضوع الحملة في اليوم الدولي للمرأة، فهو مجرد بداية، حيث ستستمر على مدار العام، وتعتمد العديد من المجموعات حول العالم، الحملة من أجل المزيد من العمل في الحملات والمبادرات التي تركز على قضايا النوع الاجتماعي، والنشاط المستمر والأحداث.
والمثال الرائع على ذلك كان في عام 2017 عندما ذهب فريق الهوكي النسائي في الولايات المتحدة إلى اعتماد موضوع حملة (كوني جرئية من أجل التغيير) #BeBoldForChange لحشد العمل من أجل المساواة في الأجور، وقاطعن النهائيات الوطنية ما لم يتم التوصل إلى صفقة مناسبة، وقد دعم الحملة الكثير من المعجبين والفرق.
لنعمل سوياً
العمل الجماعي والمسؤولية المشتركة عن تحقيق التكافؤ بين الجنسين هو ما يجعل اليوم العالمي للمرأة ناجحاً. وقد أوضحت “غلوريا شتاينم”، وهي ناشطة عالمية في مجال الصحافة النسوية والناشطة، أن “قصة نضال المرأة من أجل المساواة لا تنتمي إلى نسوية واحدة ولا إلى منظمة واحدة بل إلى الجهود الجماعية لكل من يهتم بحقوق الإنسان”.
وينتمي اليوم العالمي للمرأة إلى جميع المجتمعات المحلية في كل مكان – الحكومات والشركات والجمعيات الخيرية والمؤسسات التعليمية والشبكات والرابطات ووسائل الإعلام وغيرها – سواء من خلال مؤتمر عالمي، أو التجمعات، أو التدريس في الفصول الدراسية أو خلال المحادثة على طاولة العشاء، حيث يمكن للجميع أن يلعب دوراً هادفاً في الضغط من أجل المساواة بين الجنسين.
مواضيع الحملات السابقة
وفي اليوم العالمي للمرأة عام 2017 وما بعده، تم تشجيع الأفراد والمنظمات على حملة “كوني جريئة من أجل التغيير” “#BeoldforChange” من خلال اتخاذ إجراءات مبتكرة تحفز على تحقيق أكبر قدر من التغيير للمرأة. وقد التزم العديد من المؤثرين في جميع أنحاء العالم باتخاذ إجراءات جريئة للتعجيل بالمساواة بين الجنسين، معترفين بمسؤوليتهم عن فعل ما في وسعهم لإقامة عالم أكثر شمولاً للجنسين.
في عام 2016، دُعيت المنظمات والأفراد في جميع أنحاء العالم لدعم حملة (وعد بالمساواة) #PledgeforParity والالتزام بمساعدة النساء والفتيات على تحقيق طموحاتهن؛ تحدٍ موجه لجميع الفئات الواعية وغير الواعية. الحملة عملت على الدعوة إلى قيادة متوازنة جنسانياً؛ منح قيمة متساوية لمساهمات المرأة والرجل؛ خلق ثقافات مرنة شاملة. ومن أجل رفع مستوى الوعي لاتخاذ إجراءات ملموسة، حشدت المنظمات شعوبها للتعهد بتقديم الدعم للمساعدة على تحقيق التكافؤ بين الجنسين في اليوم الدولي للمرأة وما بعده.
أخيراً، يمكلن لكل واحد منا أن يكون قائداً داخل مجالات نفوذه من خلال اتخاذ إجراءات جريئة للتعجيل بتحقيق المساواة بين الجنسين. ومن خلال التعاون الهادف، يمكننا أن نساعد النساء على التقدم وإطلاق العنان للإمكانات التي لا حدود لها التي توفرها الاقتصادات في جميع أنحاء العالم.
خاص “شبكة المرأة السورية”