أرسل سكان شرقي مدينة حلب رسائل يائسة يتوسلون فيها للمجتمع الدولي لإنقاذ المدنيين الموجودين في المناطق المحاصرة في المدينة السورية لأن القوات السورية التابعة لنظام الرئيس بشار الأسد شنت هجوما واسعا على ما تبقى من أحياء تسيطر عليها المعارضة.
ووصف عبد الكافي الحمدو، مدرس يعيش في المناطق المحاصرة والذي وثق لتدمير المدينة على الإنترنت لعدة أشهر، بأنه يشبه “يوم القيامة”، وفقا لما نشره موقع “الغارديان”.
وقال الحمدو “الناس أحياء تحت الأنقاض ولا يستطيع أحد أن ينقذهم، وبعض الناس جرحى في الشوارع ولا أحد يساعدهم”، مضيفا “بكاء وخوف النساء والأطفال يسمع في الشوارع.”
وناشد “الحمدو”، المجتمع الدولي لإنقاذ الأطفال المتبقيين في شرق حلب، ودون على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “يمكنني أن أكتب الآن ولكن ربما لا اتمكن بعد ذلك، من فضلكم انقذوا حياة ابنتي والآخرين. هذا رجاء من أب.” وتابع “لا استطيع الاستسلام للأسر، أنا أتحدث وهذه جريمة وربما أتمنى الموت ولا أحصل عليه.”
وجاءت آخر تغريدة “شكرا على كل شيء، لقد تشاركنا لحظات عديدة، وآخر التغريدات كانت من أب، وداعا.”
وقال محمد أبو رجب، طبيب في المناطق المحاصرة، في رسالة صوتية “لقد دمرت حلب واحترقت تماما”، مضيفا “هذا هو آخر نداء إستغاثة للعالم، انقذوا حياة هؤلاء الأطفال والنساء والرجال كبار السن، انقذوهم.”
وتابع أبو رجب “لا يبقى أحد، ربما لن تسمعوا صوتنا بعد ذلك وهذا هو النداء الأخير، آخر نداء لكل شخص حر في هذا العالم، انقذوا مدينة حلب.”
وقال أحد الصحفيون المحليون، الذي وثقت مؤسسته للوفيات من المدنيين في المدينة، إنه يخشى بقرب اعتقاله حيث أن قوات النظام تقترب.
وأضاف “نحن مرعوبون من الغزو، يوجد فقط خمس أحياء فقط والنظام يفكر في غزو المدينة واعتقال الجميع.”
وقالت ممرضة، قتل والدها وشقيقها بقذائف المدفعية خلال بضع ساعات، “لا يمكنني المغادرة لأنني من الفريق الطبي الذي يعد إرهابيا في نظر النظام.” وأضافت “لا يمكنني أن أسامح نفسي، أفضل أن أموت على أن أحيا في مهانة من قتلوا معظم أسرتي وجيراني، ودمروا البلد والشوارع وسرقوا منزلي.”
وجمع تقرير بعنوان “انتظر الموت” نشر على موقع “فايس نيوز” بعض رسائل مواطنين من حلب على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
وكتب المصور أمين الحلبي على “فيسبوك”: “انتظر أن يقتلني أو يعتقلني نظام الأسد.. ادعوا لي وتذكروني دائما”.
وقال الصحفي بلال عبد الكريم في مقطع فيديو للدول الإسلامية التي فشلت في مساعدة حلب “أنتم فجرتم ذلك”.
وقال أحمد دبايس، مدير مستشفيات اتحاد المنظمات الرعاية الطبية والإغاثة، إنه يتم إعدام الشباب تحديدا، نقلا عن الفرق الطبية الموجودة في حلب، وفقا لما نشره موقع “سي إن إن”.
وقال كرم المصري، صحفي مقيم في حلب، إن السكان المذعورين ينامون في الشوارع بعدما أجبرهم الجنود السوريون على ترك منازلهم.
وقال إسماعيل عبد الله، عضو في مجموعة الدفاع المدني السوري، “الوضع سيكون صعبا جدا لأنه لا يوجد مكان أمام جميع المدنيين الفاريين.”