مخيم الزعتري – الاردن
هالة الحسن
“لا لزواج القاصرات” مبادرة أطلقتها شابة سورية في مخيم الزعتري في محاولة منعا للتصدي لزواج الصغيرات نتيجة الاوضاع الاقتصادية المتردية بالبلاد والعادات والتقاليد المجتمعية في محاولة منها لانقاذ مستقبل مئات الشابات.
وعن مبادرتها، قالت اللاجئة السورية أميمة الحوشان ، إن العديد من الفتيات يتم إجبارهن على الزواج في سن مبكرة، إما بسبب العادات والتقاليد أو فقر الأسرة أو اللجوء، ما يقتل طفولتهن باشتراك الأب والأم والزوج، سواء كان شابا أو عجوزا في كثير من الأحيان.
وأضافت أمميمة، “14 عاما”، في لقاء مع برنامج “اليوم” على قناة “الحرة” العراقية، أنها سعت إلى التصدي لزواج الفتيات المبكر عبر مبادرة أطلقتها إثر زواج أقرب صديقاتها، مشيرة إلى أن صديقتها أخبرتها في آخر يوم لدراستها أن والدها حاول إقناعها أنه لا يوجد نفع وراء استكمال دراستها وأنه يجب عليها الزواج رغم كونها من أوائل الفتيات بالمدرسة.
وأكد اللاجئة السورية، أن مبادرتها لم تشمل الفتيات فقط بل الأمهات أيضًا، فقد حاولت عبر حملتها التحدث إليهن وتوعيتهن بخطورة الموافقة على زواج بناتهن في هذا السن المبكر.
وتنظم أميمة ورش عمل منتظمة وحلقات نقاش جماعي مع قريناتها، ليتسنى لهن فهم المخاطر المرتبطة بالزواج المبكر.
وقالت “بدأنا من نصيحة، وتحولنا إلى حملات أو برامج ومجموعات للحديث عن الزواج المبكر”.
كما يشجع والدا أُميمة ابنتهما على القيام بمهمة نشر الوعي من مخاطر الزواج المبكر، ويدعمانها ويفخران بالعمل الذي تقوم به في أنحاء مخيم الزعتري.
حيث قال ثائر الحوشان والد أميمة “مشاكل الزواج المبكر كثيرة جداً، وبالتالي أي إنسان يحاول أن يعمل على التوعية بهذا الموضوع يملك وعياً كبيراً، ونحن فخورون بجهود أممية “.
وأضافت والدة أميمة أن الأطفال لا يملكون القدرة على تربية أطفال آخرين، وبالتالي يتعين حظر زواج الأطفال.
كما أن وزواج القاصرات السوريات لا ينتشر في الأردن فقط لكنه يمتد أيضا إلى أوساط اللاجئين السوريين في لبنان ومصر وتركيا ودول أخرى في المنطقة، فالآباء يقدمون على تزويج بناتهم لتخفيف العبء الاقتصادي عن كاهل الأسرة.
يذكر أن اليونيسيف قدرت في العام الماضي أن أكثر من 700 مليون امرأة تزوجن وهن أطفال، بينهن نحو 250 مليون امرأة تزوجن قبل أن تصل أعمارهن 15 عاماً.
ويوضح نشطاء أن استمرار تعليم البنات في المدارس الثانوية، وتقديم دعم نقدي لأسرهن، يحفز على منع تزويج الفتيات مبكراً، كما أن العمل مع قادة المجتمع ورجال الدين من أكثر الوسائل فعالية في منع زواج الأطفال، لاسيما الفتيات في عمر أُميمة الحوشان.