تمثل المرأة لدى قبائل الأمبررو حجر الزاوية والتي توكل إليها مهام الرجل، من تشييد المنازل من القش والقماش وأعواد الخشب فضلاً عن مهام الرعي، كما تعمد نساء المناطق الريفية إلى اختيار شريك حياتها دون أن يكون للرجل المختار حق الرفض.
تعتبر قبائل الأمبررو من القبائل الرعوية التي استقرت في السودان منذ مئات السنين، وهاجرت من دول نيجيريا ومالي والكاميرون. وتنتشر تلك القبائل في المناطق الممتدة من الحدود التشادية غرباً حتى الحدود السودانية شرقاً، كما توجد في مناطق جنوب دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وتمثل أحد فروع الفلاتة الرعاة.
وللأمبررو ثقافة خاصة فيما يتصل بالزواج وإن بدأت تندثر أخيراً، خاصة لدى المجموعات التي انصهرت مع القبائل السودانية الأخرى وتأثرت بعاداتها. وكانت الفتاة هي التي تختار شريك حياتها، ويصطف الفتيان في المناسبات وهم في كامل زينتهم لتختار منهم الفتاة من يعجبها، فيأخذها إلى منزل الأسرة ويذبح الذبائح للوليمة وبذلك يعلن الزواج. ويشترط على العريس قبل أن يأخذ زوجته بأن يعمد إلى خطفها ليلاً ليصنف من فرسان الصحراء، فإذا فشل في الخطوة عليه أن يكررها مراراً حتى ينجح، وإلا تبقى زوجته في بيت أهلها.
ويقول شيخ قبيلة الأمبررو بمنطقة الدندر إبراهيم تفلي إدريس لـ”العربي الجديد”: “أصبحت قبائل الأمبررو تتبع الطريقة الإسلامية من حيث الخطبة والعقد، ولا يمنع أن جزءاً كبيراً منها لا يزال مستمراً في تطبيق العادات والتقاليد الأصلية النابعة من الجذور، مع التأكيد على زواج الأقارب عموماً، خاصة ابن العم والخال.
ويعدد إدريس التحديات التي تواجه قبيلته والمتمثلة في النزاعات المسلحة، وتقلص مساحات الري، وانحصار القبيلة في نطاق ضيق فضلاً عن تعرض ماشيتهم للسلب والنهب.
ولا تقتصر الزينة لدى قبائل الأمبررو على الفتيات فقط، إذ يتزين الفتيان بالزينة ذاتها، ويضعون القلادات والأساور المنسوجة يدوياً من الخرز الملون، ويكحلون عيونهم. ويحمل الجميع فتيات وفتياناً على الدوام حول أعناقهم جرة صغيرة من ثمرة الدوم يوضع فيها الكحل وتتدلى فوق الصدر، تعتمد ثقافة الأمبررو الغذائية على الذرة بشكل أساسي، ويعتمدون عليها حتى في مشروباتهم ولا يميلون إلى أكل اللحوم.
ويمثل الوشم ثقافة وعرفاً لدى قبيلة الأمبررو، فالجميع يحملون أوشاماً للزينة وهو نوع من الأعراف والتقاليد القبلية. كما يجري تجريح قاس بالسكين على وجه أحدهم أو إحداهن، ويبلغ الوشم الواحد ما بين 60 و70 جرحاً، ويوضع عليها الجمر لكيّها، وليبقى على الوجنتين أو الجبين مدى الحياة.
المصدر “العربي الجديد”