السويد – تينا أبزاخ
أقام البرلمان السويدي ندوة سياسية تحت عنوان “الإرهاب ضد المرأة”، حيث تمت دعوتي للمشاركة فيها، وكانت الضيفة الرئيسة “ناديا مراد”، اليزيدية التي تعرضت للإغتصاب والبيع من قبل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام “داعش” في العراق، واستطاعت الهروب فيما بعد.
وقد خاطبت ناديا العالم من أجل بنات جيلها من اليزيديات، وهي فتاة شجاعة جداً، حيث كان اللقاء مؤثراً ومشحوناً بالعواطف. وطالبت بأن يبذل العالم أقصى جهده لإيقاف العنف والهمجية، وتوجهت بطلب إلى السويد أن تقوم بتصنيف ما اقترفت داعش بحق الجماعة اليزيدية كجرائم إبادة.
معظم اللقاء كان حول الارهاب من قبل داعش، ثم ركز القسم الثاني من الندوة على مشاركتنا في رؤيتنا حول كيفية قيام دولة السويد بالعمل لايقاف هذا الارهاب. وكوني ممثلة الشبكة لم تسنح لي الفرصة أن اتحدث الكثير، فقد كان الحوار يدور حول راي المنظات العالمية بكيفية ايقاف الارهاب ضد النساء . كان من بين الحضور منظمة الامن والسلام، نساء الامم المتحدة، ومنظمة باسم عملية 1325 واللوبي النسائي السويدي، النساء اللبيراليون والاشتراكيين، ومنظمة سويدية تعنى بالجرائم المتعلقة بالشرف، وأنا من شبكة المراة السورية.
كل ما استطعت قوله، أو سُمح لي، بالوقت القليل جداً بعد أن طلب منا التعبير عن راينا بما قالته ناديا، أن قمت باستغلال الفرصة القصيرة جداً والوحيدة التي ذكر فيها إرهاب آخر غير إرهاب داعش، لأقول أن النساء السوريات يشاركن ناديا في مصيرها على أيدي النظام وفي معتقلاته، وأنه يستخدم النساء كأدة حرب بطريقة ممنهجة. طبعا الوقت المسموح كان دقيقة واحدة، ثم تم توجية سؤال لي عن ماهو راي بالعمل الذي يجب ان تقوم به السويد لمساعدة هؤلاء النسوة؟ فقلت أنه عليهم أن يكونوا حاضرين وقريبين في الاماكن التي تتواجد فيها هؤلاء النسوة، وتقديم الخبرات لمعالجة هذه القضايا بالمكان وتامين الحماية لهن. وبنفس الوقت التعاون والتنسيق بين المنظمات المدنية السويدية والمنظمات النسائية السورية، أو إنشاء شبكة تواصل ودعم بين المنظمات لمساعدة النساء في مخيمات النزوح في دول الجوار لمعالجة تاثير العنف وفي كل المجالات المتعلقة بالنساء.
لكن للأسف لم اكن أملك الوقت الكافي لنقل ما رغبت فيه وما حضرت من أجله. من الأسئلة التي طرحت على الاخرين أهمية إشراك النساء في المفاوضات لايقاف العنف، وأثنوا على مشاركة الشبكة في المفاوضات. وفي حديث جانبي بعد اللقاء مع نساء الاشتراكيين عتبت على قصر الوقت وعلى الطرح بالعنوان العريض حول الارهاب واقتصار الحديث حول ارهاب داعش فقط، ولكن مع حضور ناديا مراد كان من المستحيل أن يرد حديث آخر عن إرهاب غير إرهاب داعش، حيث تأثر الحضور بكلمتها التي ألقتها بتأثر شديد، مما حدا ببعضهم للبكاء … كل التحية لناديا مراد ولشجاعتها.
خاص “شبكة المرأة السورية”