نبال زيتونة
مع اشتداد وتيرة الحرب والتهجير، وتزايد أعداد اللاجئين السوريين إلى لبنان، كان هناك العديد من المبادرات اللبنانيّة، التي سارعت لتلقّف الأزمة والحدّ من تبعاتها، سواءٌ على المستوى المحلّي اللبناني، أم على اللاجئين السوريين الفارّين من جحيم حربٍ دمويّة إلى لبنان.
وفي مثل تلك الحالات، أكثر ما يطال الغبن الأطفال والنساء، فسارعت جهاتٌ لبنانيّة للقيام بمبادرات تجاه الأطفال النازحين لاحتوائهم والتخفيف من معاناتهم، فكانت مؤسّسة “كياني”، التي أنشأتها نورا جنبلاط شراباتي، إحدى أهمّ هذه المبادرات، حيث عملت على دعم اللاجئين السوريين واحتضان أطفالهم، في الوقت الذي كانوا يعانون فيه من عدم اعترافٍ بشهاداتهم من قبل الحكومة اللبنانية.
ونوجز هنا المشاريع التي تختصّ باللاجئين السوريين، وقامت بتمويلها:
- نقل الأطفال ذهاباً وإياباً من وإلى المدرسة في منطقة الشوف في لبنان، وهو مشروع تنفذه AMURT (فريق أناندا مارغا العالمي للإغاثة).
- دفع نفقات تشغيل مدرسة للاجئين السوريين في عاليه، ودفع رواتب الموظفين عن الربع الأخير من عام 2013 و 2014 لمدرسة أخرى أيضاً في عاليه، وذلك تحت إشراف لجنة الإغاثة في المدينة.
- تكاليف وقود التدفئة لمدرسة للاجئين السوريين في صوفر، لبنان لشتاء عام 2013/2014.
- تمويل مدرستين للاجئين السوريين في البقاع اللبناني.
كما تنسّق مؤسّسة كياني مع وزارة الشؤون الاجتماعيّة والعمل في لبنان من أجل توزيع المساعدات، ونلخّصها فيما يأتي:
- تقديم مساعدات طبيّة ومستلزمات شتويّة على المخيّمات غير الرسميّة في منطقة عرسال على الحدود السوريّة اللبنانيّة.
- توزيع مستلزمات إغاثيّة ضروريّة للاجئين السوريين في عرسال، كالبطانيّات والأحذية والسترات الشتويّة، إضافة إلى مستلزمات المشفى الميداني هناك من موادّ طبيّة وأدوية.
وتقوم مؤسّسة كياني بالشراكة مع مجموعة “سوا” في لبنان بأعمال إغاثيّة ومساعدات للاجئين السوريين في مدينة بعلبك، نلخّصها بالآتي:
- توزيع ملابس للأطفال حديثي الولادة والأمهات اللاجئات في المخيّمات غير الرسميّة.
- توزيع مادة “المازوت” للتدفئة في الشتاء على المخيّمات الموجودة في سهل البقاع تحديداً، في محاولةٍ للتخفيف من آثار العواصف الثلجيّة والمطرية التي عصفت بالمنطقة.
كما أتبعت مؤسسة كياني المساعدات الإغاثية التي قدمتها في عرسال، بتقديم جهاز أشعة ووحدة سيمنس، يستخدم في حالات الطورائ، إضافة إلى معدّات طبيّة أخرى تم تقديمها للمستشفى الميداني في عرسال.
وفي عرسال أيضاً، قامت منظمة كياني بتوزيع مسلتزمات فصل الشتاء على مدرسة للاجئين السوريين هناك.
وعملت المنظمة على تقديم وحدة متنقلة للدعم الطبيّ والصحة النفسية لمكافحة الجوع، حيث شاركت في حملةٍ ضدّ الجوع، ونفّذت مشروعاً توعويّاً عن الصحة الغذائيّة والعقليّة بالإضافة إلى الرعاية الصحية. وموّلت إنشاء وحدةٍ متنقّلة للشؤون الصحيّة والطبيّة لدعم اللاجئين السوريين في عرسال.
وفي معرض مشاريعها الفرديّة لدعم اللاجئين السوريين:
- غطت مؤسّسة كياني تكاليف عمليّة جراحية للعيون لأحد اللاجئين السوريين.
- غطت تكاليف عملية زرع نقي عظام لفتاة سورية شابة.
- غطت تكاليف عملية جراحيّة لطفلين يتيمين.
- موّلت داراً للعجزة في البقاع اللبنانيّ لمساعدة اللاجئين السوريين.
- أرسلت مساعدات طبيّة وأدوية إلى غوطة دمشق في الداخل السوريّ المحاصر.
- موّلت مدراس غير حكومية في ريف ومحافظة إدلب شمالي سوريا.
أمّا على صعيد البرامج الإغاثية، فقد نفّذت مؤسسة كياني البرامج الآتية:
- بالتنسيق مع منظمة الإغاثة الدولية، قامت “كياني” بتوزيع موادّ غذائية كالأرز والحليب المجفف والسكر للأسر اللاجئة الضعيفة في الشوف وعاليه والبقاع.
- توزيع بطانيات ومستلزمات نظافة “سلل صحية” بالتعاون مع (أنيرا).
- تم توزيع ثلاثة آلاف بطانية وملابس على مئتي عائلة في وادي البقاع، مراعيةً في ذلك العائلات الأكثر حاجة.
البرامج التعليمية وهي الأهم بين كلّ تلك المشاريع:
- لدى كياني أربع مدارس في مركز البقاع تستوعب حوالي ألفٍ وثمانمئة طالبة وطالب من عمر السادسة إلى أربع عشرة سنة.
- مدرسة للتعليم المهني للبنات تضمّ مئة طالبة بين الرابعة عشرة والثامنة عشرة.
أمّا شركاء كياني الرئيسيون فهم:
مجلس اليسوعية للاجئين ، الناشطة الباكستانيّة “ملالا”، وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، الجامعة الأميركية في بيروت، أيادي الخير نحو آسيا. منظمة أنفذوا الأطفال (يمايا)..
تقول نورا عندما سئلت عن مؤسسة “كياني”:
“في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب السوري، يواجه لبنان كارثة حقيقية مع ارتفاع عدد النازحين السوريين إلى ما يقارب المليون ونصف مليون نازح، وهذا ما يوازي ثلث الشعب اللبناني. 78% من النازحين نساء وأطفال، وتقريباً خمسمئة ألف في سن التعلم وفقط مئة ألف منهم مسجلون في المدارس الرسمية، والدولة اللبنانية تبذل جهداً كبيراً لإيصال عددهم إلى مئتي ألف عام 2016، ما يعني أن هناك ما يقارب الثلاثمئة ألف خارج النظام التعليمي الرسمي يعتمدون على المنظمات الأهلية والدولية.
لقد أنشئت مؤسسة “كياني” بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والجامعة الأميركية في بيروت لإيصال العلم إلى الفئة الأكثر حاجة، ولقد وصل عدد مدارس “كياني” في المخيمات العشوائية في البقاع إلى أربع مدارس، إضافةً إلى ثلاث قيد الإنشاء، وحديثاً، جاءت الشابة ملالا يوسفزاي المناضلة في مجال حقوق الأطفال والشابات، وخصوصاً في التعليم، والحائزة جائزة نوبل للسلام عام 2014 ، لافتتاح مدرسة جديدة لـ”كياني” تحمل اسمها، لتوفير العلم والمهارات للشابات السوريات النازحات.
ويبقى الطفل الضحية الأولى في هذه الحرب الضارية والظالمة، ومستقبله هو الثمن الذي يدفعه، ونحن اليوم في سورية أمام خطر فقدان جيل بأكمله..”
بعد ذلك لابدّ أن نشير إلى أنّ صاحبة المبادرة ومؤسّسة “كياني”، نورا جنبلاط شراباتي، كان لها حضورها على الساحة النسويّة السوريّة، من خلال انضوائها ومشاركتها ودعمها لتنظيماتٍ نسويّة سوريّة، انطلقت بانطلاق ثورة الكرامة، لتعيد رسم دور المرأة السوريّة المهمّش على مدى أربعة عقود متتالية، وتثبيت حقّها في المشاركة الفاعلة على الساحة السياسيّة، وصناعة القرار..
فكانت نورا عضوةً في “مبادرة سوريات من أجل السلام والديمقراطية” برعاية منظمة المرأة في الأمم المتحدة، التي تهدف الى المشاركة الفعالة للحركات النسائية والمجتمع المدني السوري في عملية بناء السلام.
وكانت عضوة في “اللوبي النسوي السوري”، وهي منظمّة سياسيّة مستقلة، غير حزبيّة ملتزمة بالمشاركة المتساوية للمرأة والرجل في جميع عمليات صنع القرار السياسي في سوريا وعلى جميع المستويات.
وهي أيضاً عضوة في “شبكة المرأة السوريّة”، التي تعمل على تحقيق المساواة بين المرأة والرجل، كما تعمل على تحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان والسلم الأهلي، ومشاركة المرأة في صنع القرار في الفترة الانتقالية وفي سوريا المستقبل. وتعمل أيضا على تشكيل قوة فاعلة في عملية التحول الديمقراطي في سوريا حرّة موحدة ذات سيادة، دولة المواطنة المتساوية، والقضاء على جميع أشكال التمييز وخاصة ضد المرأة.
وأخيراً … لا بدّ أن نلقي الضوء على كلّ من عمل بجدٍّ وصمت، وأحدث فرقاً، خاصّةً في مجال تعليم الأطفال ودعم المرأة السوريّة.
خاص “شبكة المرأة السورية”
One Response
التعليم المهني للبنات بس من عمر 14 ل عمر 18 ولا في ل عنر 20