Search
Close this search box.

العودة من غزّة إلى سورية … خيار سوسن

العودة من غزّة إلى سورية … خيار سوسن

غزة – تغريد عطا الله

بعد عودة اللاجئة الفلسطينية السوريّة أم سوسن المبيَض (65 سنة) إلى سورية، بقي ولداها سوسن ومحمد في غزة ينتظران أي فرصة متاحة للسفر عبر معبر رفح الحدودي بين القطاع ومصر، تمكّنهما من الانضمام إلى والدتهما مجدداً، لا سيمّا أنّ حياة الثلاثة في بلدهم لا تُقارن البتة على رغم الحرب بما عانوه من أزمات مالية في غزة تُعرقل تسيير أمورهم اليومية. وبالتالي، بات خيار العودة إلى سورية هاجسهم الأوّل والأخير.

لم تكن سوسن (43 سنة) ترغب في لقاء الإعلام البتة، قالت عبر الهاتف بصوت خائف: «لا أحتاج إلى الشفقة من أحد»، فيما تمتّعت بذوق عالٍ ورحّبت بالزائرين إلى بيتها الصغير الذي تقطنه وشقيقها. بمجرد لقائنا بها، أشارت إلى تخوّفها من قطع وزارة الشؤون الاجتماعية المساعدات التي تُقدم للعائلة نتيجة سفر والدتها خارج القطاع، ما ينعكس سلباً على شقيقها وعليها ويحرمهما من المصدر الوحيد للمساعدة، وتحديداً تأمين إيجار البيت، خصوصاً أنّ والدتهم هي الفرد السوري في العائلة الذي يُعوّل عليه لتقديم المساعدة.

وعلى رغم ذلك، كانت لدى سوسن رغبة في البوح والحديث بإسهاب عن مصابها. فأشارت إلى المعاناة الشديدة التي واجهتها العائلة، خصوصاً في تأمين مسكن إيجاره متهاود، إلى أن استقرت بعد جهد مضنٍ في بيت صغير مؤلّف من غرفة ومطبخ وحمّام.

وبحثت سوسن، التي تحمل الشهادة الجامعية في التربية، عن فرصة عمل تُناسبها وتُساعدها في توفير مستلزمات العائلة الصغيرة في غزة، لكنّ الأبواب كانت موصدة في وجهها، باستثناء بعض الأعمال التي تتطلب جُهداً جسمانياً شاقًا لا يُناسبها.

توجّهت سوسن إلى الجمعيات المسؤولة عن أحوال الفلسطينيين السوريين في غزة، بحثاً عن فرص المساعدة لهم، فطلبوا منها أوراقاً ثبوتية كثيرة من أجل الحصول على قسيمة غذائية لا تفي غرضاً ولا تؤمّن بدل الإيجار أو بعض النفقات اليومية.

وتصف سوسن تلك الجمعيات بالعديمة المسؤولية، تعمل باسم اللاجئين القادمين من سورية من دون توفير المساعدة الحقيقية، مشيرة إلى مواجهات عدة لها مع مسؤوليها، وتحديداً تلك التي لم تساعدها في تأمين علاج لشقيقها الذي يعاني من تخلّف عقلي.

لم ترغب سوسن في البوح بتفاصيل كثيرة، إذ لا ترغب أن تثير شفقة أحد، مكتفية بالقول: «مجرد أنّ هناك عائلة فلسطينية سورية تقيم في غزة، هذا لوحده يروي الكثير، ولا داعي للبوح بتفاصيل أكثر».

يُذكر أنّ عائلة المبيض فقدت ربّ العائلة إلى جانب شقيقين خلال الحرب في سورية، ما جعلها تنزح قسراً إلى غزة بحثاً عن الأمن والأمان. وها هي تسعى إلى العودة من حيث أتت، خصوصاً بعد عودة الهدوء إلى المنطقة حيث تقطن. وتقول سوسن: «نملك بيتاً كبيراً في سورية، ويمكننا تأجير غرفة والعيش بمستحقاتها. كما أنّ الوالدة تنتظر عودتي». لذا، ينصب تفكيرها هذه الأيّام على تأمين مستلزمات السفر من أوراق ثبوتية تساعدها على تسهيل مهمتها… باستثناء العائق الكبير معبر رفح.

عن جريدة “الحياة”

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »