وكالات
تعاني النساء السوريات، خاصة اللاجئات منهن من انتهاكات لحقوقهن وسوء المعاملة في أماكن العمل أثناء كفاحهن من أجل إعالة أسرهن في المنفى، وقد يصبحن عرضة لقسوة أرباب العمل، خاصة بعد وفاة الأزواج أو اختفائهم.
تحمل “نورا” ابنها بين ذراعيها وهي تتذكر آخر مرة شاهدت فيها زوجها، حين طبع قبلة على وجنتي ابنه، قبل أن يغادر المنزل إلى دكان القماش الذي يملكه. نورا في الثانية والعشرين من العمر ولاجئة من مخيم اليرموك، الذي بات الآن منطقة من ضواحي دمشق المدمرة.
تقول “نورا” خلال لقائها مع “دويتشه فيله”: “كان ذهابه للعمل يشكل خطراً على حياته، إذ عليه اجتياز ثلاث نقاط تفتيش للنظام قبل الوصول إلى دكانه، وكان يقول إن عليه أن يكسب المال كي نبقى على قيد الحياة”.
اختفى زوج “نورا” في 24 يونيو 2013، أي قبل شهر واحد من فرض النظام حصاراً محكما على مخيم اليرموك الذي أدى إلى تجويع آلاف المدنيين، بعد سنتين من ذلك التاريخ فرّت “نورا” إلى مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في جنوب بيروت، وهي الآن واحدة من آلاف النساء اللاجئات اللواتي يكافحن لتوفير نفقات بيتها وحيدة.
وحسب مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأم المتحدة، فإن امرأة من بين كل أربع نساء من سوريا تقوم بهذه المهمة بعد موت زوجها أو اختفائه. وبينما ينجح بعضهن في ذلك، تعاني أغلبية النساء من الاعتداءات الجنسية والاستغلال والاكتئاب.
عملت “نورا” لفترة في مصنع للألبان والأجبان، لكنها تركته: “كان الرجال يحدقون بي وقد أخافتني نظراتهم، وشعرت أنهم سيلمسوني في أية لحظة”.
تنظر “نورا” إلى أصابع يدها وتقول، إنها باعت خاتم الزواج بمائة دولار لإطعام ابنها، ولم يعد لها الكثير للتذكير بحياتها قبل الحرب، غير أنها دائما ما تروي قصصاً لابنها عن أبيه وحياتهم في مخيم اليرموك، الذي كان يعج بالحياة. “أشعر بالخواء بدونه” ثم تنظر الى الأرض وتضيف “أفتقد كيف كان يلاعب طفلنا”.