خولة حديد – تركيا
بالتعاون مع بعض المدارس السورية في مدينة عينتاب التركية وبتنسيق من قبل بعض الناشطين السوريين في مجال العمل المدني، نظمت ” رواد المستقبل” يومي الجمعة والسبت الموافقين 23 -24 أكتوبر الماضي عدداً من ورش العمل لمجموعة من المدرسين والمدرسات في بعض المدارس السورية / التركية.
جاءت الورش بناء على حاجة مُلحة للكادر التدريسي بسبب تراكم المشكلات السلوكية الصفية التي تواجههم خلال أداء عملهم التعليمي، مما يتسبب في إرباك العملية التعليمية وعدم قدرتهم على مواجهتها بسبب نوعيتها وازدياد نسبة انتشارها مع غياب وظيفة المرشد النفسي وأخصائي التربية الخاصة عن تلك المدارس، وكانت مبادرة جيدة من المدرسين والناشطين للبحث عن حلول ضمن الإمكانات المتوفرة وطلب المساعدة من قبل المتخصصين للتعامل مع هذه المشكلات، علما أنها خارج نطاق عملهم وليست من صلب وظائفهم إلا بقدر ما يرتبط منها بدورهم كمربين .
وبناء على دراسة الاحتياجات واقتراحات المدرسين كانت المحاور الرئيسية للورش هي :
- النمو في مراحل الطفولة وأهم المشكلات السلوكية الخاصة بها.
- المراهقة المبكرة عند الفتيات / مشكلات وحلول.
- الطفل المعنف في الأسرة ، الآثار وأساليب معالجتها.
- التعليم من النشاط والترفيه إلى اكتساب المعرفة العلمية.
إضافة إلى المحاور المذكورة، تم تنظيم عدة نقاشات مفتوحة تناولت قضايا تربوية ونفسية مهمة، يواجهها الكادر التربوي خلال أداء عمله اليومي من مثل: كيفية التعامل مع إدمان الأطفال على الانترنت وكيف يمكن تحويل هذا الإدمان إلى حالة إيجابية وربط الانترنت بالعملية التعليمية والتربوية، الطفل المُشكل أو العنيد والمشكلات الصفية التي يثيرها وأساليب التعامل معه، مشكلات الكادر التدريسي نفسه وحاجاته النفسية والمادية وكيف يمكن معالجة هذه المشكلات ومواجهتها، كيفية تطوير الذات والعمل التربوي والثقافة التربوية بشكل ذاتي من قبل المعلمين والمعلمات، والتعامل مع الاحتياجات الكبيرة مع عدم توفر الإمكانات اللازمة ، وغيرها من القضايا التربوية والمجتمعية الخاصة بالمجتمع المدرسي وعلاقته بالسوريين وأزماتهم على وجه العموم .
وفي ختام الورشات خرج الحضور بعدد من المقترحات أبرزها: الاتفاق على تأسيس مجموعة مغلقة على شبكة التواصل الاجتماعي بهدف استمرار التواصل وتبادل الخبرات، العمل على تأسيس مكتبات في المدارس توفر مراجع علمية للكادر التعليمي وللأطفال، إنشاء مجموعة على الدروب بوكس لتوضع فيها البحوث والدراسات التربوية والنفسية الحديثة ليتبادلها أعضاء المجموعة، الاتفاق على تنظيم لقاءات دورية بين أعضاء المجموعة ومناقشة مشكلاتهم واقتراح الحلول، البدء بالبحث عن أساليب لتغيير واقع الحياة المعيشية للكادر التربوي واقتراح تأسيس جمعية ترعى شؤونهم وتوفير الدعم اللازم لها، حث المدارس على التواصل مع المتخصصين لتوفير ورش عمل متخصصة بشكل مستمر للكادر التدريسي، إيجاد أساليب متنوعة للتواصل مع أولياء أمور الطلبة والتلاميذ ومتابعة شؤونهم خاصة مشكلاتهم السلوكية.
يُذكر إن د. خولة الحديد قدمت الورش بمساعدة لوجستية من أحد الناشطين وآخر من فريق عمل الشركة، واستضاف تيار مواطنة الورش ومنح المجموعة قاعة من قاعات مقره التي نظمت فيها الورش على مدى يومين متتالين.