سوزان إبراهيم – سوريا
اعتُقلتْ قصيدتي بتهمة التظاهرِ
دون ترخيص نظامي.
في المعتقل أعلنتْ إضراباً
عن النقاط والتنوين.
قبل أيامٍ خرجتْ بموجب عفو عام.
في البيتِ صادرتُ من جيوبها
مفاتيح الأبواب..
هددتها بالنفي إن عادت للمشاغبة
ضد سلطة النحو!
* * *
هربتِ القصيدة.
* * *
هاتفُ شرطةِ علامات الترقيم
يعلن إصابتها بجرح خطير
هرعتُ إلى الشوارع..
أمرقُ بين الرصاصِ الطائشِ والمقصود
أصواتٌ تصرخ:
لا تحملوها إلى المشفى الوطني..
سيقتلها الطبيب
أصواتٌ أخرى تزعق:
لا تسعفوها إلى ذاك المشفى الخاص
سيقتلها الطبيب!!
نزعوا قميصَها المطرزَ بالرصاص.
صوت:
احقنوا وريدها بعلامة السكون
لوقف النزف
لا تدعوها تغيب عن الوعي…….
قبضةٌ تضغطُ الصدرَ الرقيقَ
تستحث القلب.
سؤال: هل أصيبتْ برصاصٍ مطاطي
أم بطلق ناري حي؟!
جواب: لا فرق..
فلن يمهلها الموت أكثر..
صوت: أسرعوا.. نكاد نفقدها!!
صوت: قصيدتُكِ لم تكن محتشمة؟!
صوت: يقولون كانت منقَّبة!
صوت: قتلها رجالُ الأمن!
صوت: قتلها مسلحون إرهابيون!
صوت: هل أنتِ أمُّها؟
صوت: لماذا تركتِها تنزل إلى الشارع؟
صوت… صوت… صوت….. صوت…….
تنظرُ القصيدةُ إليَّ بحنان..
تنفتح راحةُ يدها عن بعض بذور:
ازرعيها في كل الحقول
قولي لهؤلاء الـ……
كنت أبحث عن حدائقهم!
* من ديوان (أكواريل)