كريمة رشكو – ألمانيا
في هذا اليوم بالذات نفقد السيطرة على ذاكرتنا، فتعيدنا إلى أشياء نحاول بشتى الوسائل إخفاءها أو طمرها تحت غبار الجبن والخوف في حين كان لخروجنا إلى الشوارع هدف واحد وهو كسر قيد الخوف وأن تكون صرخة الحقيقة أقوى أفعالنا.
بعد مرور أربعة أعوام على استشهاد المناضل مشعل تمو لا نزال في حيرة من الإفصاح عن قاتله الذي أدرك تماما أن في قتل مشعل ستبدأ الخطوة الأولى المتينة في إحداث شرخ بين أبناء الشعب السوري بكل قومياته من جهة وبين أبناء الشعب الكوردي فيما بينهم من جهة أخرى.
لماذا قتلوا مشعل تمو ؟
ربما يدور هذا السؤال في أذهاننا جميعا بغض النظر عن قوميتنا أو ديننا أو توجهاتنا، وكي نتمكن من الإجابة، علينا أن نعود إلى التاريخ قليلاً، ماذا كان هدف المناضل مشعل تمو قبل الثورة وخلال الثورة، ونسأل سؤالاً ضمن هذا السؤال لماذا تم اختطاف مشعل تمو عام 2008 وحاول النظام بشتى الوسائل إنكار وجوده عندهم لكن بفضل النشطاء السوريين والمنظمات الحقوقية الكوردية والسورية التي شكلت ضغطا على النظام وكشفوا عن وجوده عندهم وتم الحكم عليه بثلاثة أعوام باتهامات جاهزة وباطلة ومنها (النيل من هيبة الدولة، التعامل مع أعداء الوطن، محاولة اقتطاع أراض من سوريا).
إذا … من خلال ما كتبه ، كان يهدف إلى تأسيس سوريا مدنية تعددية، يطرح القضية الكوردية بشفافية ليس كما كل الأحزاب الكوردية التي حاولت وتحاول أن تطرح القضية بغموض وتنازلات، على عكس ذلك تماما أراد مشعل حل القضية الكوردية في دمشق، أدرك مشعل أنه لا حل إلا بإسقاط الأسد. فكيف لأي شعب أن يسترد حريته وحقوقه في ظل نظام ديكتاتوري يقمع شعبه ويقلع أظافر أطفاله ويفقأ أعين شبابه ويغتصب شرف نسائه؟
أدرك النظام حجم هذا النهج والفكر ومدى تأثيره على الشعب الكوردي بشكل خاص والشعب السوري على وجه عام .
فعندما يتم طرح قضية قومية على قومية مغايرة لها تماما بفكر حضاري جديد ويتم الاتفاق على قطع رأس الأفعى بذلك يدرك النظام أن الأرض تهتز من تحت الكرسي المتمسك به منذ خمسين سنة.
خرج مشعل تمو من السجن وحدد موقفه من الثورة حينما وجه إصبعه صوب الأحزاب الكوردية (لكم خياركم ولنا خيارنا ولكننا نقول إننا مع الثورة، مع الشباب ولن نتفاوض مع قاتل حمزة الخطيب، لن نضع يدنا في يد قاتل الأطفال).
خرج للشارع ورفع مشعل علم الثورة في شوارع قامشلو صارخاً (سوريا لكل السوريين وستسقط يا بشار الأسد).
لم يقل أي مسؤول قبل مشعل هذا الكلام بوضوح وبهذه القوة ودون خوف ولا سيما في الجمعة الثانية بعد خروجه حينما قال: (هدفنا ليس فقط إسقاط النظام بل هدفنا هو محاكمة القاتل وبشر القاتل بالقتل لو بعد حين).
هنا … بدأت محاولات اغتياله وسط صمت كوردي تام ، ودون أن يكون له غطاء يحميه. ففي أول محاولة لاغتياله في شهر التاسع 2011 تم اتهام مشعل بأنه (يحاول أن يجعل له هالة من البطولة وأنه يخترع فيلما كأفلام هندية) وبذلك وصلت الرسالة للنظام بأن قتلك لمشعل مرحب به في الوسط الكوردي.
لم يخف ولم يتراجع عن مواقفه من الثورة ومن هدفه في إسقاط النظام والعمل على أن نعيش جميعا تحت سقف الجمهورية السورية، بل إستمر في الخروج للشارع مع الشباب وتأسيس المجلس الوطني السوري وهو في الداخل وليس خارج حدود الوطن ، فلم تسمح له كرامته أن يخرج ويترك الشباب في مواجهة الرصاص قائلا (من يطلب الحرية عليه أن يواجه الرصاص).
كان لا بد من إزالة كل ما يعيق طمر الثورة ، وكسر قوة الشباب لذلك وفي وضح النهار قتلوه بثماني عشرة طلقة إلى أن تأكدوا أنه فارق الحياة تماماً.
ولكن كيف قتلوه ؟
في حين كان بين أهله وشعبه ، في مدينة كوردية حيث يناضل لأجلها.
في مقابلة مركز كوردووتش الألماني معه يقول مشعل حينما سألوه من يحاول اغتيالك، من هم المتهمون (أنا لا أتهم سوى النظام السوري ولكن يجب القول أيضا إن لهذا النظام أيد كثيرة).
إذا للنظام أعين وأيد من كل قومية ومن كل ديانة.
في النهاية … والملخص من كل هذا :
قُتل مشعل لأنه أراد سوريا مدنية، سوريا لكل السوريين كوردا وعربا وآشورا، لم يطلب الحقوق الكورية والدم السوري يسيل في الشوارع.
ولنتمكن من أداء واجبنا تجاه شهداء سوريا أمثال مشعل تمو علينا العمل على أن نحقق نهجهم ونستمر في تحقيق أهدافهم وأن لا نسمح للنظام بأن يحطم ما كان يطمح إليه.
سوريا لكل السوريين يا مشعل.
خاص “شبكة المرأة السورية”
One Response
These cells are responsible for making new skin cells by dividing and copying themselves priligy prescription Your doctor will do a pelvic exam to look for swelling and discharge