راما وهبة
تشغلني عن الحرب
التفاتة طفل يحصي بعينيه النهار
يبحث في جيوبه عن مغامرة السكر
ويتسع قلبه حتى الدهشة الأخيرة
.
يشغلني
صوت المفاتيح
التي فقدت أبوابها البعيدة
الرجل الذي نسي رأسه
بين حطام الضفائر
والحناجر الرمادية
التي بقيت معلقة على جدار السماء
.
تشغلني
بلاهة السلالم
وكل الانتظار الذي حملته للخريف
حسرة القضبان
وراء قمر واحد
أشجار لا يفصل بينها
إلا أجساد العائدين من الريح
.
يشغلني
حليب الانبهار الذي تجمعه بأصابعك
الحقول السائلة بين يديك وعقدة خاصرتي
أوهامي التي تكبر
حتى فمك الأول
.
تشغلني
الجسور التي لم تأت
الأرصفة التي لم يبللها المطر
الوجوه التي تستجير بلا أنبياء
المرأة التي أحبت
لكي ينبت لها قلب عصفور
فلا تموت
بلا أجنحة!
*****
الشعر
لا يقول لك كيف ستكون رائحة امرأة
وهي ترضع طفلها للمرة الأولى
وكأن الزمن بلا انتهاء
.
الشعر
لا يعرف كيف يغيب فم الحبيبة وراء قلبها
وهي ترتفع بضعة سنتيمترات عن العالم
لتسقط كملاك في قبلة
.
الشعر
لا يحيض مع الفتيات ويختبئ في الورد
لا يصاب برصاصة في الحلم
لا يبكي على جدار مدرسة لأنه لا يحب الأقفاص
لا يشم رائحة الرغيف في الصلاة
لا يعرف أن العري في اللغة
هو ما يكسر الماء بالماء
.
الشعر
غريب مثلك
كلما عاد من حانوت القمر
يقول لي:
لا سماء تسبق وجهك
لا مفاتيح للغابة!
*****
كامرأة
لا أشبه الكلام
ولكن قلبي ينزلق كسمكة صغيرة
حين أختلس من رائحتك جهة الأنهار
.
أخاف إذا متُ
أن تهجرك العصافير
وتصبح أصابعك بلا موسيقى
.
عينان
كعزلة الكمنجات
ينكسر العالم وراءهما
.
جسد يخرج من الغابة
أول ما يتذكر
رحم الأشياء!
*****
اللوحة للفنان الليبي: عمر جهان