القاهرة – إيمان عادل
تزامناً مع الذكرى التاسعة والستين لتأسيس “منظمة الأمم المتحدة”، أقامت مفوضية الأمم المتحدة احتفالاً شاركت فيه وكالات وبرامج الأمم المتحدة في القاهرة وذلك في حديقة الأسماك بالزمالك، وكان للجالية السورية حضوراً مميزاً في تلك الاحتفالية، التي تضمنت عرضاً للمشروعات التي تدعمها الأمم المتحدة في مصر بالإضافة إلى عروض موسيقية لفرقة “وسط البلد” ومغني الراب “زاب ثروت”.
وقد تم التركيز في عرض المشروعات على نجاحات المستفيدين منها بتنوع مهاراتهم، فقام البعض ببيع المنتوجات الغذائية من أطباق جاهزة تتميز بها بمناطقهم وحتى الأعشاب والبهارات، مروراً بالعديد من المنتجات اليدوية والتحف واللوحات الفنية، بالإضافة إلى مشاريع تنموية وبيئية واجتماعية.
ولم تقتصر المشاركة على جهات مصرية، بل تعدتها إلى مشاركات بعض الدول الأخرى مثل السوريين، حيث كان للنساء السوريات حضور بارز متمثل في ثلاثة مشاريع توزعت على أربع منصات عرض اثنتان منها تابعتان لـ”رابطة سوريات” (منظمة في الشبكة) المتمركزة في القاهرة؛ منصة قدمت مأكولات سورية والثانية قطعاً مصنوعة يدوياً من الكروشيه والصوف على يد النساء عضوات الرابطة. أما المنصة الثالثة فهي تابعة لنساء سوريات يعملن بتمويل من جمعية كاريتاس بالاسكندرية.
وفي لقاء مع مديرة مركز مصر الجديدة في رابطة سوريات “جان أباظة” تحدثت عن انطباعها عن هذه التجربة بالنسبة للرابطة والنساء السوريات قائلة :” شاركت رابطة سوريات بالاحتفالية المقامة من قبل مفوضية الأمم المتحدة بـ”يوم الأمم المتحدة” وكانت المشاركة في مجال المنتجات اليدوية والطبخ السوري لمركزي مصر الجديدة والعاشر من رمضان. أهمية هذه المشاركة بالنسبة لي لم تكن في البيع أو التسويق بل كانت بمشاركة سيدات سوريات لأول مرة في فعاليات تضم فئات مختلفة و نشاطات مختلفة. فمعظم المشاركات جديدات تماماً على فكرة العمل والانتاج والمشاركة العامة، الأمر الذي ولد شعوراً جيداً وعزز ثقتهن بأنهن قادرات دائماً على البدء من جديد وخلق فرص جديدة وفاعلة لأنفسهن للعيش والتفاعل. من جهة أخرى كان للمنتجات اليدوية وكذلك الاطباق السورية رواج لطيف جداً، ولاقت إقبالاً وإجماعاً على الجودة والذوق الرفيع بين الحضور. ومن خلال المعرض تم فتح عدة اقنية للتسويق المستقبلي والتعاون”.
وعند سؤالها عن الجوانب الايجابية والسلبية لهذه التجربة، قالت أباظة:” الجانب الإيجابي في هذه المشاركة تفعيل دور المرأة السورية ومشاركتها في مثل هذه الاحتفاليات التي يمكن أن تلقي الضوء على إمكانياتها، وقد اكتشفنا بعد وقت قصير من بداية الاحتفالية مدى الإقبال الكبير على المنتجات السورية وأدركنا أنه كان علينا زيادة الإنتاج المعروض من الاطباق السورية والتعريف عن الاطباق ببروشورات بالإضافة إلى رفع مستوى المطبوعات المتعلقة بالمراكز ومشاريعها، وربما هذا هو الجانب السلبي في الأمر، والذي سنعمل على تفاديه في المناسبات المقبلة”.
ومن ضمن الفعاليات المنظمة في الاحتفالية أقيمت مسابقة للتصوير، للصور الثابتة والفيديو. بحيث وثق المصورون فعاليات الاحتفالية بكاميراتهم في فيلم تتراوح مدته بين دقيقة وخمسة دقائق. على أن يتم نشر هذه الفيديوهات والصور الثابتة على موقع التواصل تويتر قبل 26 تشرين الأول تحت هاشتاغ #UNDayEG و @UNEgypt. وعند صدور نتائج هذه المسابقة، سيحصل الفائزون فيها على شهادة تقدير من الأمم المتحدة في مصر، وسيتم عرض الأعمال الفائزة في وسائل التواصل الاجتماعي التابعة للأمم المتحدة.
يذكر أن الأمم المتحدة في مصر تتألف من 26 وكالة وصندوقاً وبرنامجاً، حيث تعمل الأمم المتحدة على رفع مستوى المعيشة لجميع النساء والرجال والفتيان والفتيات المقيمين بمصر، وذلك من خلال تنمية القدرات الوطنية وبناء شراكات قوية مع الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية ومراكز الأبحاث ووسائل الإعلام وغيرهم من شركاء التمنية الوطنيين أو الدوليين.
وبهذه المناسبة وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كلمة دعا فيها إلى تجديد الالتزام من أجل تمكين الفئات المهمشة والمستضعفة في هذه اللحظة الحاسمة: ’’إن ثمّة حاجة إلى الأمم المتحدة في هذا الوقت الذي تتعدد أزماته، أكثر من أي وقت مضى[..] وفي هذه اللحظة الحاسمة، فلنؤكد التزامنا مجددا بتمكين الفئات المهمشة والمستضعفة. وفي يوم الأمم المتحدة هذا، فإني أدعو الحكومات والأفراد إلى العمل على قضايا مشتركة من أجل تحقيق المصالح المشتركة.‘‘