وكالات
اظهرت دراسة جديدة قدمها مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث “كوثر” بتونس، بعنوان “المرأة العربية في النقاش الافتراضي: دراسة في تمثّلات المرأة في صفحات الميديا التقليدية في الفايسبوك”، أنّ الرجال هم الأكثر اهتمامًا من النساء بقضايا المرأة، ولكن اهتماماً لا يعكس مناصرة لقضايا المرأة بل يتجسّد في أحيان كثيرة في شكل تهكّم واستهزاء وشتم وسلوكات لفظيّة عنيفة تحقّر من المرأة وتقلل من مكانتها.
وتهدف الدراسة إلى وضع إطار نظري مبتكر ومقاربة منهجية مجدّدة لبلورة منظومة رصد المضامين عن المرأة في الميديا الاجتماعية، وفهم أدوار الميديا الاجتماعية في تشكيل صورة المرأة ومقاربة أشكال تلقي الناس وتفاعلهم مع مضامين الميديا ذات العلاقة بالمرأة في السياقات التواصلية الجديدة.
وقال الدكتور الصادق الحمامي، وهو أستاذ في معهد الصحافة وعلوم الإخبار بتونس، والباحث الرئيسي في هذه الدراسة، والتي تمثلت أهم توصياتها في ضرورة وضع مواثيق أخلاقية تتضمن مبادئ تتعلق بكل التحيزات والعادات العرفية وكل الممارسات الأخرى القائمة على الاعتقاد بكون أي من الجنسين أدنى أو أعلى من الآخر، أو على أدوار نمطية للرجل والمرأة إلى جانب الأساليب اللفظية العدائية والعنيفة التي يتم إعتمادها خلال التفاعل عبر هذه المنصات، وذلك لضمان توظيف الميديا الإجتماعية والإمكانات التواصلية التي تتيحها في تراكم ثقافة مجتمعية جديدة.
ويتمثل جانب الابتكار في الدراسة في فتحها مسلكاً معرفياً جديداً في دراسات الميديا والمرأة من خلال دراسة خطاب الجمهور نساء ورجالاً عن مضامين الميديا التقليدية المتصلة بالمرأة في فضاءات الميديا الجديدة، وتحليل حالة التفاعل الناتجة عن تقاطع مضامين الميديا التقليدية عن المرأة وأنشطة الناس حولها.
وأشارت الدراسة إلى أن النساء تتجه لإستعمال أسماء مستعارة قصد التمتّع بقدر من الحريّة ليستطعن التعبير عن آرائهنّ وبناء علاقات إفتراضيّة مع المستخدمين والتواصل معهم، وعادة ما تعكس تعليقات المستخدمين على قضايا المرأة تمثلات تقليديّة ونمطيّة لمكانتها وأدوارها خاصّة لدى المستخدمين الشباب، أمّ على مستوى تفاعل المرأة مع مضامين المستخدمين وتعليقاتهم على القضايا المتصلة بها، غالبًا ماتكون المرأة أقلّ انخراطًا في الاتصال العدائي وأكثر جديّة في تفاعلها مع إدراجات المستخدمين.
وقد شملت عينة الدراسة عشر صفحات لميديا عربية تقليدية على الفايسبوك وهي: الجزيرة القطريّة، البيان الامارتية، اليوم السابع المصرية، صحيفة المدينة السعودية، مي دي 1 تي في المغربية، موزايك أف أم التونسية، قناة العربية، قناة الدنيا السورية، أم تي في اللبنانية والجريدة السودانية.