فريق تحرير سيدة سوريا
تحت عنوان “تغيير الصورة النمطية للمرأة السورية” ضمن مشروع شبكة المرأة السورية للعام 2015 ، بدأ العمل في الجزء التعليمي بالشراكة مع شبكة حراس، بإقامة دورة تدريبية، في غازي عنتاب التركية وهي الورشة الأولى لتأهيل مدربين على أساسيات حماية الطفل لمدة 5 أيام، بمشاركة عدد من المدرسات والمدرسين من مناطق سورية مختلفة، وبإشراف المدربتين رهف الخيامي ورميزة الشيخ.
رهف الخيامي، مديرة قسم الدعم النفسي في حراس، تتحدث لسيدة سوريا عن محاور الورشة فتقول: “التدريب تضمن محورين أساسيين هما: الأساسيات المرشدة للجان حماية الطفل، وسبل الدعم الذاتي. يتضمن الأول تعريفاً بمفاهيم حماية الطفل، وأشكال الأذى التي نمارسها على الأطفال دون معرفة، وكيف يمكن أن نضع ضمن مؤسسة ما، خطة للتعامل مع الطفل يمكن التزامها. أما الشق الثاني من التدريب، فهو متعلق بالضغوط التي يتعرض لها الناس، ما يجعلنا جميعاً بحاجة لأن ندعم ذواتنا”.
تضيف “رهف”: الحق أن هناك مفاهيم شائعة حول حماية الطفل لكنها خاطئة، هذا التدريب يصححها لكي نعرف كيف نتعامل مع الطفل، لقد اعتدنا أن نخاطب الطفل بعبارات مثل: لا تخف، ولا تبكِ، وهذه إحدى أهم الأشياء التي نتناولها في سبل الدعم الذاتي، أن نعبر عن المشاعر، ونخرجها لنتمكن من التحكم بها. وتكامل الموضوعين في التدريب يجسد اهتمامنا بالقائمين على تربية الطفل لكي نصل إلى رعاية حقيقية له”.
عن دافع شبكة المرأة لهذه التجربة، تقول السيدة هالة الحايك مديرة المشاريع في الشبكة: “الدافع هو انسجام محتوى الورشة مع أهداف الشبكة في الحد من تعرض المرأة للعنف، والعلاقة شديدة بين حماية المرأة وحماية الطفل. هناك ثقة من قبلنا بحراس التي أضفت خبرتها في الداخل من جهة، فضلاً عن الاستناد إلى حاجة المتدربين من جهة أخرى”. وتعقب: “نحن ننفذ هذا التدريب نفسه بدرعا في منطقة اللجاة، وسيكون هناك تدريب ثان لهذه المجموعة بحقيبتين مختلفتين، بحيث نصل إلى تحقيق التربية على السلام بصيغتها المثلى”.
عن الجدوى من التدريب والنتائج المتوقعة منه، وعن تجارب حراس السابقة تقول الخيامي: “في التجارب السابقة لحراس كان المدربون يدربون فريق مدرسة أو منظمة واحدة، يخرجون بعده بمدونة سلوك واحدة، المختلف هنا أن شريحة المتدربين مختلفة، ما يجعله عدة مشاريع في مشروع واحد. ما ننتظره من هذا التدريب أن يستطيع كل متدرب تطبيق ونقل المفاهيم التي طرحت إما في حياته العادية أو ضمن مشروع تدريبي لمنظمته، وأن تكتب كل منظمة حاضرة مدونة سلوك كخطوة باتجاه حماية الأطفال. الملفت أننا لن نخرج بمدونة سلوك واحدة، بل إنها ستكون ثمانية في حال قام نصف الممثلين فقط في هذه الورشة بكتابة مدونة”. وتوضح الخيامي أن المشروع يستهدف في هذه الورشة مناطق: سلمية، مدينة دمشق، جرمانا وعفرين، إضافة إلى عدد من المناطق التركية منها كيليس وأنطاكيا، وكون المتدربين من أطياف مختلفة “وسع المدارك وأخرج الآخر من القوالب، وأتاح فرصة معرفة نقاط التشابه والتقاطع، العمل مع الطيف الواحد يفرض روتيناً وخطاً واحداً، تبادل الأفكار والمعلومات هنا أتاح فرصة طرح الاختلافات وتقريب وجهات النظر”، حسب الخيامي التي تقر أنه كان تحدياً أن نوصل معلومة وسطية، لكنها كانت فرصة للتطوير”، مؤكدة أنهم طرحوا خلال الورشة مفاهيم جديدة، “إذ إننا جميعاً نتداول محبة أطفالنا، لكننا لا نعكس ذلك بآليات حقيقية، وحراس تؤمن أن هذا النوع من العمل ليس حكراً عليها ولا على الشبكة، وأن كل من لديه طفل يجب أن يتلقى تدريباً مماثلاً”.
السيدة “س، ح” إحدى المتدربات، خمسون عاماً، مدرسة سابقة في حلب، تقول عن التدريب: “هذه الورشات مهمة جداً، استفدت منها كثيراً على المستوى الشخصي في معرفة حدود التعامل مع الطفل، فضلاً عن إمكانية نقلها وإفادة الآخرين منها، اتصف التدريب بالحيوية، وهو ممكن التطبيق في الداخل السوري، نحن نعمل على مساعدة الطفل السوري ضمن الظرف الحالي، حتى لو اضطررنا للعمل تحت الأرض”. أما السيد سهف عبد الرحمن، 40 سنة، فنان تشكيلي ومدرس في مدرسة طريق المستقبل غازي عنتاب، فيقول: “كانت ورشة تفاعلية، تضمنت تصحيح اتجاهات وإزاحة للمقولات الشائعة والسلبية، فضلاً عن الطريقة المنهجية في التدريب. لقد قدموا لنامعرفة إجرائية وليست نظرية، يجب نقلها كإجراء وسلوك، وهي في الظرف الراهن ضرورة ملحة وليست فائضاً”، مقترحاً على منظمي الورشة إطالة فترة التدريب للتوسع في طرح الأفكار، موضحاً أن “حراس قدموا جهداً كبيراً ضمن الفترة التي أتيحت”.
توضح رهف أن هناك متابعة بعد الورشة بقولها: “المتعارف عليه أن ينتهي الموضوع بانتهاء التدريب، لكن خبرتنا على الأرض أثبتت أن مجرد التناول النظري لا يكفي، لذا فهي تعمل على مجموعة متسلسلة من التدريبات تتيح للشخص نفسه أن يتجاوز 80 % من الممارسات والمعتقدات الخاطئة فيما يتعلق بتربية الطفل”.
فيما تختم “الحايك” بالقول: “جميع المتدربين معلمات ومعلمون، ولم يكن هناك دخيل على الجو، بل هي الشريحة المستهدفة مستحقة للتدريب، لكن المتدربين لا قرار لهم بتنفيذ التدريب في مناطقهم، مع ذلك وعدوا بتنفيذه في المدارس قدر الإمكان، وفي حال لم نتمكن من نقل الخبرات بالصورة التي نريد، فنحن على الأقل أهلنا عدداً من الأشخاص يمكنهم إيصال المعلومات، والتحدث عنها وإثارة الفضول حولها وإن بشكل غير احترافي”.
بالتزامن مع مجلة “سيدة سوريا”
One Response
وفقكم الله