مها الرفاعي
ثقافة التعميم متواجدة في كل زمان ومكان، يتجاهلون أفعال الأقليّة ويعممون ما تفعله الأغلبية.
لايكات وشيرات ومشادات كلامية شهدتها صفحات التواصل الاجتماعي في الآونة الاخيرة، رداً وتنديداً بالممارسات المشينة ضد اللاجئين السوريين في لبنان، فهذا الذي ينشر صورة المنشور الذي يطالب بترحيل السوريين، وذلك الذي يتحدث عن اخلاء الحكومة لأحد مخيمات النزوح، لتتدفق التعليقات على تلك الصور، حاقدة شاتمة مستاءة، متجاوزة انتقاد الحكومة اللبنانية، التي بات تعاونها مع نظام الأسد في إذلال الشعب السوري واضحاً، بل شاملة أيضاَ جميع أطياف وألوان الشعب اللبناني.
وللإعلام طبعاً دور كبير في إشعال تلك الفتنة، فكثر هم من يسلطون الضوء على مثل تلك الممارسات ويتجاهلون تماما ما هو نقيضها، متناسين أيضاً أن الشعب دائماً هو الضحية، وأن تأجيج مثل هذه الأفعال سيكون سيفاَ جديداً تضع حده الحكومة اللبنانية على رقاب السوريين النازحين لتضيق الخناق عليهم.
فهم يعلمون جيداً أن لا مكان آخر يحويهم، فلا العودة للوطن باتت ممكنة، ولا من سبل للرحيل من هنا!
ومع أنهم أقليّة، ولكنهم موجودون. أولئك الذين يحاولون بطرقٍ بسيطة إيصال رسالة إلى الشعب السوري هنا، أنه مرّحب بهم في هذه الديار!
“نافورة التمني” وسط شارع الحمرا
في وسط بيروت، لم يكن للشاب اللبناني رأفت مجدوب، وفكرته الإنسانية والمتواضعة النصيب الكافي من الإعلام. “نافورة التمني”، نافورة صغيرة وضعها رأفت في أحد شوارع الحمرا وكتب عليها ” تمنى ماتريد وارم قطعة نقدية في حضن النافورة، هذا المال عام، وبإمكانك في أي وقت أخذ أي مبلغ شئت، إنه لك”. كانت الفكرة من هذه النافورة محاولة للحد من ظاهرة التسول وتعزيز الرغبة الإنسانية في مساعدة المحتاج، وعدم إحراج من ضاقت به السبل للتسول، بأن يطلب النقود من المارة، فقد بات هنالك نافورة يستطيع أن يأخذ منها احتياجاته ويمشي.
ولكن ومع كل أسف , لم يكتب لهذا المشروع الإنساني الصغير النجاح والاستمرار، فأعداد المحتاجين في تضخم دائم يومياً، بالإضافة إلى غلاء المعيشة في لبنان.
“المحبة تحتمل كل شيء”
من الحمرا إلى الأشرفية قد تصادفك عبارات مثل: “احذر عدّوك… السوري عدّوك … ارحل ارحل يا سوري”. على الحيطان هنا. التقط أحدهم الصورة ونشرها على صفحات التواصل الاجتماعي، لدرجة لا تستطيع تصفح صفحتك الشخصية لكثرة من قاموا بأخذها ونشرها، وتصبح الصورة خلال ساعات حديث جميع الإعلاميين والناشطين.
لم يمضى اليوم إلا وكانت تلك العبارات قد أزيلت، بل واستبدلها أحد الشبان اللبنانيون بعبارة أخرى “المحبة تحتمل كل شيء” !
تجاهل الإعلام “الحر” تلك العبارة، فربما هي ليست كفيلة بإحداث ضجة إعلامية تشبه تلك الضجة التي أحدثتها عبارات الفتنة التي يقوم بها ضعاف النفوس، من أتباع الحركات والأحزاب السياسية، والمستفيدون من تفاقم الأزمة السورية -اللبنانية.
خاص “شبكة المرأة السورية”