أمينة بريمكو
منذ الصباح وأنا أرتدي معطف الانتظار… ترى أين تخبئ عربتك المثقلة بالأمنيات؟ أمنيات امرأة كردية تكوي قمصان ليكسلي التي هجرتها طيور الدفء منذ جليد… أكوي قمصان ليكسلي من تجاعيد البرد والسكون.
عزيزي بابا نويل في كل مرة أترك لك رسالة، وفي كل مرة تخطئ في العنوان وتدق باب جاري. هل تظن بأنه سيفرح بزيارتك مثلي؟ أنا الكردية المطعمة برحيق الزعتر البري وثمرات الزعرور؟
البارحة حاولت أن أزيح دخان الأفكار عن لحافي وأغتسل باليقظة المعنوية… للحظة مسحت الأفكار بممحاة الإرادة، وبدأ جسدي يتنفس، كانت أصابعي تتحرك في الهواء وتتدفق الحيوية منها، ثم سمعت أنفاسي وهي تخرج كأغنية قروية عذبة، كنت في تلك الأثناء أطرد الافكار التي كانت تحاول أن تلهيني عن جسدي… شعرت بأنني جزءً جميل من الوجود، ثم استرجعت قطعة ملساء من الماضي ،عثرت على وشاح الطفولة ،إلى طفلة تضيئ سمرة، طفلة لشدة صمتها كانت والدتها تصرّ بأنها معتوهة، وتصرَ باخذها إلى الشيخ في قرية بوبليتي . كانت واثقة بأن الشيخ سيساعد طفلتها الصامتة. تصرخ مفزوعة “هذه البنت حتى لا تبكي إذا جاعت”. تٌترك على الأريكة فتغط في نوم عميق لساعات طوال. ثم فككت كرة الماضي وعلى أطراف أصابعي مشيت إلى المرآة ،حدقت بعينين طافحتين بالدهشة، لم أعثر على طفلة عفرين الصامتة ،لكنني عثرت على نساء كثيرات مكتظات بالأسئلة … وقبل أن أرتشف اليقظة الكلية تذكرتك وأنا أمام المرآة همست لك:” العالم إجاصة طرية ربما تتذكرني في هذه السنة وتصنع لي حصتي من العصير، أرجوك لا تتركني أميرة مهجورة بين صفين من شجر كفزاعة قش ترتعش برداً “.
دعنا نشرب معاً الأمنيات في ليلة رأس السنة، لا بأس يا عزيزي بأن نستبدل شجيرة التوت العليق بشجرة الزيتون، كلاهما ثمار الله الأنيقة، لا بأس أن نتزحلق كفقمات لطيفات فوق منحنيات الثلج بدل أن نركض كغزلان مرحة فوق سهوب ترتج بالدفء وعشبة النفل والاقحوان والزنايق .. لا بأس أن نقول صباح جيد بدل صباح الخير.
تعال في ليلة رأس السنة، قبل ان تهجر الطرقات دمي!!
سأنتظرك كفراشة أنيقة!
كاتبة وصحفية
28-12-2014ليكسلي