Search
Close this search box.

“المواد الكيميائية الأبدية” وعلاقتها بالأورام الخبيثة لدى النساء

“المواد الكيميائية الأبدية” وعلاقتها بالأورام الخبيثة لدى النساء

ترجمة وإعداد: عطاف عباسي
توصل بحث جديد إلى أن التعرض للمواد البيئية متعددة الفلور “PFAS” والفينولات يزيد من احتمالات الإصابة بالسرطان ذو المُستقبل الهرموني لدى النساء.
وفقا لبحث جديد ممول من الحكومة الأمريكية تبين أن النساء اللاتي يتعرضن لبعض المواد الكيميائية المستخدمة على نطاق واسع تزداد احتمالات إصابتهن بسرطان المبيض وأنواع أخرى من السرطان, بما في ذلك مضاعفة احتمالات الإصابة بسرطان الجلد.
باستخدام البيانات التي تم جمعها من قبل مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منهاCDC، وجد فريق من الباحثين الاكاديميين دليلا على أن النساء اللاتي تم تشخيص إصابتهن ببعض أنواع السرطان الناجمة عن المُستقبل الهرموني تعرضن لبعض المواد مثل البير –والبولي فلوروألكيل التي تستخدم في آلاف المنتجات المنزلية والصناعية والتجميلية وتلك التي تحتوي على العناصر المقاومة للبقع والحرارة والشحوم والالتصاق.
وجد الباحثون أيضا روابط مماثلة بين النساء المصابات بالسرطان والتعرض العالي للفينول،(صنف من المركبات الكيميائية العضوية)،والتي تستخدم عادة في تغليف المواد الغذائية والأصباغ ومنتجات العناية الشخصية. يشيع استخدام مصطلح PFAS “المواد الكيميائية الأبدية” نظرًا لاحتوائها – رغم اختلاف تراكيبها الكيميائية-على رابطة قوية بين ذرتي الكلور-فلور التي لا تتحلل بسهولة، ما يعني انه من الممكن لها أن تتراكم في أجسام البشر والحيوانات والبيئة بمرور الوقت. وذلك يعود إلى “عمر النصف” الخاص بالعديد من مواد الـ PFAS، أي الوقت الذي يستغرقه انخفاض التركيز الكيميائي في الجسم بمقدار 50%.
ولم تجد الدراسة التي نشرت في وقت متأخر في “مجلة علوم التعرض وعلم الأوبئة البيئية” رابطاً مماثلا بين المواد الكيميائية وتشخيص السرطان لدى الرجال. وحدد الباحثون أن الموادالكيميائيةPFAS على وجه الخصوص, قد تعطل وظائف النظام الهرموني لدى النساء، وهي آلية تُزيد من احتمال إصابتهن بالسرطان النشط هرمونيا، مما يجعل سبل العلاج أمراً بالغ الصعوبة. ويصبح إجراء دراسات اعمق في الأسباب البيئية المحتملة أمرا بالغ الأهمية.
وقال ماكس اونج، الأستاذ المساعد في الصحة البيئية في كلية الطب بجامعة جنوب كاليفورنيا وأحد كبار موظفي الدراسة: “على الجميع معرفة واستيعاب تلك المعلومات، كلنا يعلم أن هناك تعرضا بشريا واسع النطاق لهذه المواد الكيمائية وقد تم توثيق البيانات حول ذلك”. كما أضاف أن هذه المواد الكيمائية قد تزيد من مخاطر النتائج الصحية السلبية المختلفة وإمكانية تغيير المسارات البيولوجية الخاصة بنا، والتي من المهم معرفتها حتى نتمكن من منع التعرض بشكل أمثل وتخفيف المخاطر.
قد يكون من المستحيل تجنب التعرض لـPFAS، لأن المواد الكيمائية منتشرة على نطاق واسع في البيئة. واُطلق عليها “المواد الكيمائية الأبدية” لتراكمها في البيئة وفي الموارد الطبيعية سواء كانت غذائية، مائية أو أرضا أو هواءا، وفي النهاية فهي قد تكون غير قابلة أو صعبة التحلل أو التفكك بشكل طبيعي، والبعض لا يمكن إعادة تدويرها.
وفقًا لمركز السيطرة على الأمراضCDC، تم رصد PFAS في دماء97٪ من الأمريكيين، وفقا لبيانات المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية.
فيما بينت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية USGS، وهي وحدة تابعة لوزارة الداخلية الأمريكية، تلوث 45 بالمئة من مياه الشرب في الولايات المتحدة بهذه المواد.
نبّه الباحثون كذلك إلى أن الخلفية العرقية/ الأثنية قد تنطوي على مخاطر اكبر للإصابة بالسرطان، حيث شوهد سرطان المبيض والرحم بشكل رئيسي في النساء ذوات البشرة البيضاء، بينما لوحظت احتمالات اعلى للتشخيص المسبق بسرطان الثدي المرتبط بالتعرض للمواد الكيميائية المعروفة باسم الفينولات لدى النساء ذوات البشرة السمراء. ما يفتح الباب أمام الحاجة إلى وجود دراسات موسعة في المستقبل.
وقال الباحثون إنه ليس من الواضح بالضبط سبب وجود هذه الاختلافات، وأرجعوا ذلك إلى العادات الغذائية غير الصحية، والقرب من مصادر مياه الشرب الملوثة، من بين عوامل أخرى.
تعتمد الدراسة الجديدة على تحليل البيانات التي تم جمعها من خلال برنامج المراقبة الحيوية التابع لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الفترة من 2005 إلى 2018 والتي شارك فيها اكثر من 10000 شخص.
نظر الباحثون في تشخيصات السرطان السابقة ومستويات PFAS والفينولات في الدم والبول التي تم جمعها من المشاركين في الدراسة.
قال الباحثون إن البيانات أظهرت أن النساء اللواتي تعرضن بشكل اكبر لمركب PFAS طويل السلسلة والذي يسمى PFDE ضاعف احتمال الإصابة لديهن بسرطان الجلد، بينما النساء اللواتي كان لديهن تركيز اعلى من المركبين طويلي السلسلة PFNAو PFUA
كان لديهن ما يقرب من ضعف احتمالات تشخيص سرطان الجلد السابق. كما بين الباحثون وجود رابط مماثل بين PFNA وسرطان الرحم.
قال الباحثون إن هذا العمل لا يثبت أن التعرض لـ PFAS والفينولات أدى إلى تشخيص الإصابة بالسرطان، ولكنه إحدى الآليات القوية التي تزيد احتمالات الإصابة بالسرطان المرتبط بالهرمونات لدى النساء، ومن الهام والضروري دراستها بشكل أوسع.
تُعد هذه الدراسة جزءًا من البحث المستمر الذي تموله المعاهد الوطنية للصحة البيئية من أجل “فهم أفضل لكيفية تأثير المواد الكيميائية PFAS على صحة الإنسان. هناك الآلاف من الأنواع المختلفة من PFAS التي تم ربطها بالفعل من خلال البحث العلمي السابق بمشاكل صحية متعددة بما في ذلك السرطان، انخفاض الخصوبة، وأمراض الكلى وغيرها.
بالإضافة إلى أونج، قام بإجراء الدراسة باحثون تابعون لبرنامج الصحة الإنجابية والبيئة في جامعة كاليفورنيا وسان فرانسيسكو وجامعة ميشيغان. وأشاروا إلى أن الأشخاص في مراحل “الحياة الهشة”، مثل الأجنة والطفولة المبكرة والشيخوخة معرضون لخطر كبير.
إن فهم مدى التعرض للعوامل البيئية المحيطة وتأثيرها على الصحة العامة سيساعد على إحداث تغييرات في نمط حياة الأفراد والتدخلات العلاجية الملائمة وسبل الوقاية الفعالة.

المرجع:https://www.thegurdian.com/environment/2023/sep/18/pfas-forever-chemicals
-exposure-cancer-women

خاص بـ”شبكة المرأة السورية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »