غازي عنتاب – صباح ضميراوي
هاقد مر شهر على الزلزال الذي دمر الحجر والذي بدوره دمر البشر. لم تكن تصدق أنها وعائلتها قد نجت من هول الزلزال. صحيح ان الخوف والرعب والركض أشعرهم بالدفء رغم البرد والثلج وثياب النوم، لكن المهم أنهم نجوا، والفضل الاكبر كان لمتعهد البناء الذي كانت تشغل إحدى شققه مع ابنتها الصغرى، بينما تشغل ابنتاها المتزوجتان مع عائلتيهما شقتين بنفس البناء.
بعد ايام قررت ان تنهي هذه الزيارة المشؤومة وتعود الى قريتها في الطرف الاخر حيث وطنها. كان الطريق للوصول الى المعبر طويلا يغلفه الرعب والخوف من الفشل في الوصول الى المعبر الذي يفصلها عن بلدها. وبعد ساعات عصيبة وصلت الى المعبرلترى حشودا من المنتظرين ريثما يفتح المعبر الذي كان يدخل عددا محدودا وينتظر الباقون.
انتظرت كثيرا وسط توسلات البعض بالاسراع ولكن عندما التفتت الى طريق عبور السيارات الى المعبر هالها ما رأت … كانت هناك شاحنة تحمل جثثا لاناس اصبحو ارقاما …انهارت الابنية على عائلات باكملها ولم يبق منها الا من كان خارج المنزل.
سمعت من الناس المنتظرين من قال لدي اربع جثث ومنهم من قال اكثر ومنهم من قال اقل … لم تعد تتمالك نفسها من البكاء عندما علمت ان الشاحنة تحمل ٨٥ جثة تحمل كل منها رقما وكانها لم تكن منذ ايام بشرا لهم احاسيسهم وامالهم واحلامهم .. انتهو بسبب غضب الطبيعة على الفساد المستشري والذي دمر البشر والحجر لتسمع صوت احد المنتظرين عند سؤاله عن عائلته، التي فقدها بالكامل في الزلزال، فقال “كلهم بخير الا انا” … لكنه لم يتحمل هول المأساة فلحق بعد عدة أيام بهم.
خاص بـ”شبكة المرأة السورية”