Search
Close this search box.

كتاب النسوية والقومية في العالم الثالث (8)

كتاب النسوية والقومية في العالم الثالث (8)

 

الحلقة الثامنة :  الإصلاح و النسوية في اليابان (1)

إعداد : أسامة العاشور

                                                           

مقدمة :

برزت اليابان بقوة بلدا رأسماليا متقدما يسبق اقتصاديا البلدان الآسيوية والأفريقية وأنجزت سياسات التحديث والتطوير الصناعي ، وهيأ نمو اليابان الصناعي الناجح والسريع الظروف الضرورية لتطوير وعي نسوي هو الأعلى في كل بلدان آسيا وأفريقيا

نظرة تاريخية

التنظيم الاجتماعي الياباني تراتبي يقدس الإمبراطور ولا يتسامح مع المعارضين ويعتبر الدولة عائلة مقدسة وضرورة طاعة الأبناء للآباء وفق التعاليم الكونفوشيوسية

وضع النساء من عام 600-800

حكمت اليابان في هذه الفترة  6 إمبراطورات أخرهن الإمبراطورة كوكين وحظر بعدها تولي النساء العرش بموجب قانون تايهو ،

مرحلة نمو الإقطاعية من عام 800- 1338

انتقلت الطبقة الحاكمة في اليابان من البوذية التي تشجع الخلاص الفردي الروحي والسكينة إلى الكونفوشيوسية التي تؤسس لبناء مجتمع منظم يقوم على  نظام العائلة الأبوي (الصيني ) وتبني المعتقدات الكونفوشيوسية  ، التي تتضمن (دونية النساء الطبيعية ومواقف تمييزية فيما يتعلق بالملكية والزواج والطلاق )

جدول يوضح الفرق بين البوذية والكونفوشوسية

 

الكونفوشيوسية

البوذية

مؤسس

كوانغ فو تزو (كونفوشيوس)

كلمة بوذا معناها العالم أو  المعتكف ومؤسس البوذية هو سدهارتا جوتاما

المكان والزمان

الصين 550 ق.م

شبه الجزيرة الهندية  563 ق.م

هدف

تحقيق التناغم الاجتماعي و مجتمع منظم.

تحقيق التنوير الذاتي  للقضاء على المعاناة العقلية.

شريعة دينية

تشدد على السلوك البشري أكثر من الإيمان بالله. ويكرس الكونفوشيوس وقتهم في تحسين علاقتهم مع المجتمع ومعاييره

الحياة تنطوي على المعاناة، التي تنبع من الرغبات للأشياء العابرة. وتتوقف المعاناة عن طريق إنهاء الرغبات. باتباع  المسار الثماني . لتحقيق  “السكينة”

الموقف من المرأة

المرأة اجتماعيا أدنى من الرجال ويجب على البشر احترام أولئك الذين يتفوقون عليهم.

المرأة متساوية مع الرجل ولكن من المستحيل على المرأة أن تكون واحدا من المستنيرين (الطبقة الأعلى في البوذية )  

 

فترة  مورماتشي (1338- 1500)

وظهور أخلاق الساموراي الذكورية الثلاثة : الحِكمة، واليقَظة، والشّجاعة المرتكزة على مبادئ الدّيانة الكونفوشيوسية ، والتي  أفقدت ما تبقى للنساء من حقوق الوراثة والملكية

مرحلة توغو كارا (1500- 1867)

سيطرة الإقطاعية المطلق و التدخل الغربي

وضعت في هذه المرحلة الأسس الفلسفية لخضوع النساء (المرأة لديها خمسة عيوب في طبيعتها، متمردة وميالة إلى الغضب، ومفترية وحسودة وغبية. لذلك يجب أن تخضع لزوجها في كل شيء ) من كتاب الحكمة 1680 المرأة مجرد رحم مستعار، ارتبط انحطاط النساء بنمو المؤسسات الإقطاعية وعليها أن تتحمل دون شكوى

انتشرت قِيمُ التّسامح والمحبّة والسلام والمُساواة المسيحيّة على عكس المبادئ الكونفوشيوسية، بعد دخول البرتغال إلى اليابان عام 1542 على شكل بعثات تجارية وتبشيرية وتبعتها هولندا وأدّى هذا التَناقض في المبادئ إلى حدوثِ اضطرابات بين أبناء الشّعب الياباني الواحد، ، فقام حُكّام المُقاطعات اليابانية بملاحقةِ المسيحيين وذبحِهم، وتدمير كافّة المراكزِ التي بناها الغرب، وأخرجت البرتغال من اليابان عام 1650 وبقيت هولندا التي اهتمت بالتجارة على حساب التبشير وفرضت عُزلة على الشّعب الياباني استمرّت لأكثر من 200 سنة حتى قدوم أمريكا عام 1853.

عصر الإصلاح الحكم المستنير (ميجي 1867-1912)

ربطت حركة ميجي الاصلاحية التحضر بوضع المرأة في المجتمع ووافقت على مطلبين نسائيين (التشغيل والتعليم) امن المطلب الأول خروج النساء إلى العمل كتلة كبيرة من العمل الرخيص مما مكن اليابان من تحقيق معدلات نمو سريعة ، وامن النظام التعليمي الذي شمل تقريبا جميع الإناث في عمر الذهاب إلى المدرسة”  وشملت الإصلاحات إعطاء  المحظيات حقوق الزوجات الشرعية عام 1870

وأرسلت في عام 1871 خمس فتيات للدراسة في أمريكا في سابقة الأولى من نوعها للانفتاح على العالم

وتأسست جمعية ميجي الإصلاحية عام  1873 التي تبنت النقد الغربي لوضع النساء في اليابان ، سعى المصلحون إلى استبدال العائلة الممتدة الإقطاعية بالعائلة النووية  يقول المصلح سوهو(1863-1957)”لا يمكن أن يتطور المجتمع ما لم تصلح البنى الأساسية للعائلة عبر تأسيس وحدات عائلية نووية يعيش الأبناء المتزوجون منفصلين عن أهلهم وحيث تعود الملكية للأفراد وليس للعائلة كلها ” ولكنها لم تصل لطرح مسألة المساواة كهدف

التعليم والتربية

1872 صدر قانون محو الأمية لإنتاج زوجات طيبات وأمهات حكيمات لمصلحة البلد وأنشأت مدرسة طوكيو للنساء وتحولت إلى  مدرسة إعداد المعلمات عام 1877

صدر قانون يسمح للفتيات بالدراسة في  المدارس العليا في عام  1899 وتأسست أول كلية طب للنساء عام 1900 وتأسست الجامعة اليابانية للنساء في عام 1901 لأنه كان محظور على النساء دخول الجامعات الإمبراطورية [1] وفي عام   1910 تم القضاء على الأمية في اليابان غير أن هذا الإنجاز المدهش عمل أيضا على نشر أيديولوجيا الخضوع والتبعية” حيث صممت كل الإصلاحات في التعليم الأساسي للفتيات والتغييرات في القوانين في عصر ميجي لتعزيز العلاقات العائلية التراتبية وليس للإطاحة بها  وترسيخ القيم الإقطاعية وتعزيز دونية المرأة وحصر دور الزوجة في إنتاج العائلة

النساء واللباس

تبنت نساء الطبقة البورجوازية الأزياء الأوروبية والشعر القصير وتبيض الأسنان وتزجيج  الحواجب

النساء في قوة العمل

تحملت النساء اليابانيات الكلفة الاجتماعية للتصنيع السريع في اليابان و شكلت النساء 60% من قوة العمل في المصانع في عام  1876 وكان الطلب على اليد العاملة النسائية  باعتبارها الأرخص وتعمل 15 ساعة يوميا وتسكن في مهاجع تشبه السجون واستنسخ نظام العمل نظام العائلة التقليدي مستبدلا دور رب العائلة بدور رب العمل “ ولم يسهم دخول النساء بهذه الأعداد الكبيرة في تغيير دور النساء التقليدي او منزلتهن ” لغياب التواصل مع النسويات ولضعف تنظيم انفسهن في نقابات ولم يتجاوز عدد النقابيات حتى عام 1918  (1% ) من مجموع عدد النساء العاملات

[1]  وحتى عام 1945 كان عدد النساء  في الجامعات الإمبراطورية 40 امرأة مقابل 30 الف رجل أي نسبة 1,3 بالألف تقريبا

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »