Search
Close this search box.

كتاب النسوية والقومية في العالم الثالث (7)

كتاب النسوية والقومية في العالم الثالث (7)

 

عرض وتلخيص

الحلقة السابعة: المرأة و حق الاقتراع 

اعداد : اسامة العاشور

إن العامل الأجدر بالملاحظة حول الحراك الثوري والقومي المبكر في الهند و مصر والصين وتركيا وإيران وكوريا و اليابان ، هو خروج جميع النساء من جميع الطبقات إلى الشوارع للتظاهر حول قضايا تتعلق بالشأن الوطني ، بعد أن نقضت القوى الغربية معاهدات ما بعد الحرب العالمية الأولى ،. أنتج العالم الثالث في تلك الفترة الكثير من النساء الرائدات ، اللواتي لم تحظ نشاطاتهن الشجاعة بالاعتراف الكافي ، وبقيت ، لسوء الحظ ، مقتصرة عل حواشي التاريخ في الكثير من الحالات ، لا تكاد تعرف نضالاتهن حتى في بلدانهن ، وقلما  تذكر أسماؤهن إلى جانب أسماء الأبطال الوطنيين الذكور

بحلول أواخر القرن التاسع عشر ، لم يبق حق المرأة في الاقتراع حكرا على النساء البورجوازيات بل أصبح قضية رئيسية للمجموعات الأخرى ، ولا سيما الطبقة العاملة ، وقبل اندلاع الحرب العالمية الأولى ، أصبحت الأساليب العنيفة والقتالية التي استخدمتها المطالبات بحق الاقتراع البريطانيات ضد أجهزة الدولة أخبارا عالمية .

في عديد من بلدان العالم الثالث ، طرحت قضية حق المرأة في التصويت ، خاصة في أثناء مراحل النضال القومي المتصاعدة ، عندما تضمنت القضايا المطروحة للنقاش الحق في الحكم الذاتي والمساواة وجاءت المحاولات الأولى – غير الناجحة لنيل النساء الحق في التصويت على يد مصلحين ذكور لكن في موجة النضالات التالية قادت النساء أنفسهن هذه المطالبات ابتداء من  الصين ( 1911 ) والهند ( 1917 ) واليابان ( 1924 ) وفي مصر في عام 1924 وسريلانكا ( 1927 ) .حيث نظمت النساء المظاهرات ، وهاجمن السلطات التشريعية عندما فشلت تلك الهيئات في منح النساء حق التصويت ,

لعبت النساء المتعلمات في الحركات القومية دورا رياديا، وأسهمن في نهوض النساء الاجتماعي. لكنّ فئة أخرى من النساء اشتركت في الحركة، لا بسبب التعليم، بل بحكم طبيعة موقعها الطبقي. نساء من الطبقة العاملة اللواتي ادركن استغلالهن داخل النظام الاستعماري ، وبدأن النضال لنيل حقوقهن الاقتصادية ، وكانت تلك النساء – غالبا- ما ينتمين إلى حركات يسارية ، سحقتها الحكومات القمعية في عدید من تلك البلدان . و تم مسح تاريخ تلك الحركات، فاختفى بذلك تاريخ المرأة في تلك الحركات أيضا

أدى تطور الرأسمالية في آسيا إلى مشاركة النساء في قوة العمل ، أدى وجود عاملات بأجر في الدول المشمولة بالدراسة إلى إدماجهن في النقابات العمالية وغيرها من الجمعيات العمالية ، وإلى مشاركتهن في الإجراءات والمنازعات الصناعية في عام 1918 ، رفضت عاملات الميناء في اليابان تحميل الأرز ، وانضم إليهن عمال آخرون ، وهو ما أدى إلى صراع طويل وأزمة سياسية ، وفي الصين ، في عام 1922 ، كان أول إضراب مهم تقوم به عاملات الحرير الصينيات مطالبات برفع الأجور وتقليص يوم العمل إلى عشر ساعات. كانت العاملات مشاركات فعالات في الإضرابات والتحركات الصناعية النضالية وكمثال فإن قادة  الإضرابات في نهاية العشرينات في سيريلانكا كانوا عاملات مصانع كولومبو ، وفي إيران ومصر وتركيا ، انضمت النساء إلى الرجال في تشكيل المجموعات السياسية اليسارية والنقابات العمالية ، على الرغم من القمع والظروف غير المواتية لتعبئة الجماهير

مع التأكيد على العوامل الداخلية التي أفضت إلى نشوء الحركة النسوية في آسيا ، لا بد من الاعتراف بدور المرأة الغربية التي قدمت مجموعة متنوعة من الآراء الأيديولوجية التي أثّرت في الوعي النسوي الآسيوي والأفريقي . كانت المبشرات ، منذ بداية القرن التاسع عشر ، فاعلات في إدانة الشرور الاجتماعية ، وفضح العادات ” البربرية ” ووضع مثال يحتذى لنمط حياة لا تكون المرأة فيه معزولة وكُنّ رائدات في مجال ضبط النسل ، وناشطات في النضالات الثورية والقومية .على سبيل المثال : لعبت المبشرات الغربيات دورا مهما في عملية التعليم ، والتخفيف من الممارسات التمييزية ، وتقديم ممارسات اجتماعية ودينية وايديولوجية بديلة . ، وكانت العديد من أولئك النساء الأوروبيات معارضات في مجتمعاتهن ، باعتبارهن اشتراكيات أو مفكرات حرات آثرن الحياة والمشاركة في الحركات المناهضة للإمبريالية في المستعمرات ،كما  كانت النسويات الأوروبيات ، منذ زمن ماري ولستونکرافت وفلورا تریستان ، رحالات عظيمات داخل بلدانهن وخارجها . وعلى غرارهن ، كانت النسويات الرائدات في العالم الثالث ، وعلى الرغم من كل القيود المفروضة على حركتهن ، تمكنّ من إيجاد موارد و فرص للسفر على نطاق واسع في الداخل والخارج ، وللاتصال بالجمعيات النسائية والمجموعات السياسية .

وفي تموز / يوليو 1920 ، خلال المؤتمر الثاني للأممية الشيوعية ( الكومنترن ) في موسكو تأسست أممية شيوعية نسائية بناء على مبادرة كلارا زیتکن . ضمت أمانتها العامة ابرز الشيوعيات في تلك الفترة مثل کروبسکايا ، زوجة لينين ، وألكساندرا كولونتاي  ، ومن المثير للاهتمام أن نساء آسيويات عديدات شاركن في نشاطاتها ، بين عامي 1921 و1925،  نقلن إلى مواطناتهن من النساء الأسيويات  معرفة مباشرة بالنضالات التي اختبرتها النساء في أجزاء أخرى من العالم  لكن التطور الأهم في الحركة النسوية الآسيوية ، خلال تلك الفترة ، هو ظهور الجمعيات المستقلة المرتبطة بالمجموعات السياسية التي لعبت دورا مهما في النضالات القومية ،

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »