نالت ابنة مخيم اليرموك المصورة الفلسطينية السورية جفرا سمارة “سمارة سلام” جائزة مسابقة “المرأة والثورة” الذي اقامها صندوق نساء المتوسط في بلجيكا وشارك فيها حوالي 20 بلد باكثر من 200 صورة .
ونالت الجائزة عن الصورة والنص التاليين:
حلفايا
الغرفة في الإقامة الجامعية صغيرة جداً وفارغة.. عفن أسود على الجدران.. رطوبة البحر عالية جدا لم تستطع مسام الجلد احتمالها.. لم تكن الشتائم تكفي, انظر إلى سطح الطاولة كمخبولة.. جوع المعدة وارتباكها حد الغثيان لا يتعلق دائماً بوجود المال أو عدمه.. كل شيء يتناقض ويعيد ترتيب نفسه فلا أتعرف عليه..
أنا موجودة.. أنا خرساء .. أنا وحدي ..
في منزلي في المخيم أثناء القصف واطلاق الرصاص والطيران المكثف وانعدام الكهرباء, كنت آكل بنهم..
لم يكن مسموح بتاتاً أن تتحول المعدة إلى قطعة لحم منكمشة.. الطعام يصبح نشاط مقدس برفاهية أحياناً.. من السهل جدا أن تتآلف مع الرصاص المستمر إذا كنت داخل المنزل تصنع الكاتو وعندما تنتهي تركض إلى الثلاجة لتحضر عصير جوافة بقطع ثلج صغيرة.. لأن الجوع وعدم قدرة العينين على الرؤية جيداً لا يتعلق دائماً بوجود الحرب أو عدمه..
حتى خروج اللعاب على حواف اللسان هو فعل يتعلق بالذاكرة.. وتجفافه يتعلق دوماً بالوجدان..
لاحقاً يجعل الهواء المعبء بالبارود الخبز جافاً وأكثر قساوة.. تتعلم أن تستغني عن العصير والكاتو لأن الخبز مازال موجوداً..
هنا في المنفى تشاهد بالصدفة كيف تختلط أجساد أهل حلفايا بخبزهم اليومي كعجينة واحدة .. حينها تتعلم أن تخبئ الجوع داخل الغرفة وأن تخبئ الروح داخل الجيب.. الجيب المملوء بالنقود التي لا تتعلق أبداً بسبب جوعك..