Search
Close this search box.

“التوعية من كورونا”… مسعى لمتطوعات في الشمال السوري المحرر

“التوعية من كورونا”… مسعى لمتطوعات في الشمال السوري المحرر

إدلب – هاديا منصور

لم تتردد علا الحسين في الاستجابة السريعة لحملات التطوع التي أطلقتها منظمات المجتمع المدني ومديرية صحة إدلب بغية العمل على تقديم ما يلزم من نشاطات التوعية لمواجهة الانتشار الواسع للفيروس، وخاصة ضمن مخيمات النزوح الحدودية والمخيمات العشوائية المنتشرة والمكتظة بالسكان على أطراف قرى وبلدات أخرى ضمن المحافظة.

مع تفشي فيروس كورونا المستجد في الشمال السوري المحرر وتزايد الحالات المصابة بشكل يومي بالتزامن مع قلة وعي المدنيين بأهمية الوقاية منه والأخذ بالاحتياطات اللازمة للحد من انتشاره، ظهرت مبادرات فردية نسائية للعمل على تقديم التوعية والنصائح والارشادات الوقائية.

 تقول علا: “لا شك أننا أمام تحد كبير يحتم على الجميع العمل والمساهمة للتقليل من الأضرار الناجمة عن هذا الوباء”، وأشارت إلى أن عملها كمشرفة في مركز تمكين للمرأة في إدلب ما كان ليمنعها من القيام بواجباتها التوعوية وخاصة مع وباء اكتسح العالم وسجل حالات وفاة متزايدة في بلدان متقدمة، ”فكيف سيكون الحال مع منطقة تعاني أصلاً ضعف الخدمات وانهيار النظام الصحي بشكل شبه تام كمناطق إدلب والشمال المحرر، لاشك أن الأمر سيكون مأساوياً ”وأضافت أنها خضعت لعدد من التدريبات بهذا الشأن ومنها سبل التوعية وكيفية تنفيذ التوجيهات والتوصيات الخاصة بمنع إنتشار الفيروس والحد من تبعاته المحتملة وإطلاق أنشطة تقلل من أسباب خروج الناس إلى الشوارع والأماكن العامة والمزدحمة وتقليل الاحتكاك بين الأفراد والمجموعات قدر الإمكان.

تنطلق علا بشكل شبه يومي باتجاه المخيمات الحدودية لتقوم بدورها التوعوي بعد انتهائها من دوامها في المركز النسائي عند حوالي الساعة الثانية عشرة ظهراً فيما يستغرق عملها التطوعي ساعتين فقط يومياً.

لا ترى علا أن عملها التطوعي يقف عائقاً أمام وظيفتها أو حتى الاهتمام بأسرتها إذ أن ساعتي تطوع في اليوم لا يمكن أن يؤثر على مسؤولياتها الأخرى بل على العكس، فهي تجد ذاتها من خلال هذا الوقت الذي تقدم فيه الفائدة وتكون سبباً بوقاية شخص من الإصابة بأكثر الأوبئة فتكاً في العصر الحديث.

برز نضال المرأة السورية خلال أزمة كورونا على شكل وضع استثنائي، فالمسؤولية الاجتماعية والمجتمعية والأسرية أصبحت أكبر على عاتق المرأة في ظل الظروف، باعتبارها خط الدفاع الأول عن الأسرة من خلال توعية أفراد أسرتها ومجتمعها بأهمية اتباع الإجراءات الوقائية.

وجدت سارة عبد الرحمن في مشاركتها بحملات التوعية التطوعية فرصة لجعلها عضواً فعالاً ونافعاً في المجتمع من خلال الخروج من المنزل والتعرف على زميلات عمل وتقديم النصح والمساعدة لغيرها.

كانت سارة تعاني أوقات الفراغ وقلة فرص العمل والضغوط النفسية التي وصلت بها حد الاكتئاب، وذلك منذ نزحت من ريف إدلب الجنوبي مع زوجها وأبنائها الخمسة العام الفائت على خلفية العمليات العسكرية لقوات النظام التي سيطرت من خلالها على كامل ريف إدلب الجنوبي، ولذا وجدت بتطوعها بمجال التوعية ضالتها وتقول” أثناء تجولي في المخيمات رأيت الأوضاع المعيشية السيئة لآلاف النازحين والحالة المادية المتردية لسوادهم الأعظم، أيقنت بأنني لست الوحيدة من يعاني مع النزوح ويبقى وضعي المعيشي أفضل نوعاً ما من هؤلاء النازحين المكلومين، وهو ما طرد الأفكار السوداوية والسلبية من رأسي وجعلني أفكر بإيجابية وأتأقلم مع واقعي الجديد”.

ترى سارة أن عملها التطوعي كامرأة هام نظراً للأريحية في التعامل مع الأمهات وتوعيتهن بضرورة عدم ترك أطفالهن خارجاً وتوخي الحذر والتعقيم المستمرين.

فيما تنوه إلى أن حملات التوعية ليست كافية في ظل الانتشار الكبير للفيروس ولذا فهم بحاجة لفرق تخصصية تعمل على إلزام المدنيين بالحجر المنزلي وزيادة مراكز العزل وتقديم الرعاية الطبية والعلاجية للمصابين.

ويعاني يومياً العشرات من المدنيين المصابين بفيروس كورونا المستجد” كوفيد_١٩ ”في إدلب وريف حلب من سوء أوضاعهم الصحية وحاجتهم للتنفس الاصطناعي في الوقت الذي تكتظ فيه المشافي ومراكز العزل بمرضى كورونا في الشمال المحرر ولا يتوفر شواغر لمصابين جدد.

وكشفت منظمة “منسقو الاستجابة في سورية” أنّ أعداد المصابين بفيروس كورونا الجديد في مناطق شمال غربي سورية ما زالت تشهد ارتفاعاً متزايداً حتى الآن، بما فيها مخيمات النازحين في المنطقة والتي تضم أكثر من مليون مدني نازح، معربة عن قلقها إزاء مصيرهم.

ولفتت إلى أنّ تفشي فيروس كورونا في المخيمات يمثل حلقة جديدة قد تكون الأخطر في سلسلة الظروف الصعبة التي يعانيها النازحون منذ سنوات متواصلة، فيما الكثافة السكانية المرتفعة جداً إلى جانب الافتقار إلى النظافة وعدم توفر الشروط الصحية، في المخيمات، تشكل خطراً كبيراً على سلامة وصحة هؤلاء السكان. وحثت المنظمة جميع المنظمات الإنسانية لضمان الوقاية والعلاج والسيطرة على انتشار الفيروس ضمن المخيمات خصوصاً مع دخول فصل الشتاء.

ودعت في الوقت نفسه المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية القائمة على العمل الإنساني في المنطقة، إلى التدخل بشكل أكبر مما هو حاصل الآن، لتوفير الدعم المالي واللوجستي للمنظمات العاملة في شمال غربي سورية.

وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، كان قد أبلغ في السابع والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مجلس الأمن الدولي أنّ الإصابات بفيروس كورونا الجديد زادت بستة أمثالها في شمال غربي سورية، خلال سبتمبر/ أيلول الماضي، مشيراً إلى إبلاغه بعدم قدرة مرافق الرعاية الصحية في بعض المناطق على استيعاب جميع الإصابات المشتبه فيها.

وفي آخر إحصائية لها سجلت مديرية صحة إدلب ٣ إصابات جديدة يوم الجمعة الماضي، ليصبح إجمالي الإصابات ٢١٠٣١، وإجمالي حالات الشفاء ١٦٩١٢ . وتسجيل ٥ وفيات منها ٤ في إدلب ليصبح إجمالي الوفيات ٤٠٧ منها  ٢٣٤ في إدلب.

خاص بـ”شبكة المرأة السورية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »