Search
Close this search box.

زوجات المعتقلين السوريين … وسنوات الانتظار العجاف

زوجات المعتقلين السوريين … وسنوات الانتظار العجاف

سونيا العلي-ريف إدلب

رغم مرور سنوات طويلة من الانتظار تحاول أم عمر (29 عاماً) أن تتمسك بالأمل وتصبر نفسها وطفليها على غياب زوجها في سجون النظام السوري، وتحاول بصعوبة كبيرة أن تؤمن ما يحتاجه أولادها سواء عن طريق عملها المتقطع في الزراعة أو المساعدات التي يرسلها أهل زوجها بين الحين والآخر.

أم عمر إحدى زوجات المعتقلين السوريين اللواتي يعانين جراء غياب السند والمعيل ومصير الزوج المجهول، حيث وضعها ﻏﻴﺎﺏ زوجها ﺃﻣﺎﻡ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﺻﻌﺒﺔ، ﻓﺈﻣّﺎ ﺃﻥ تسلم ﺑﻤﻮﺗﻪ ﻭتتابع حياتها دون أمل ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، أو تنتظر ﺳﻨﻮﺍﺕ على بصيص أمل بعودته، ﻭﺑﻴﻦ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﻳﻦ، تتحمل ﻣﻊ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺠﺰﺀَ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺑﺸﻘّﻴﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.

أم عمر تتحدث لـ”شبكة المرأة السورية”، عن ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﺎ جراء غياب ﺯﻭﺟﻬﺎ قائلة: “اعتقل زوجي أواخر عام 2013، أثناء تواجده في مدينة دمشق للعمل، وعند سؤالي عنه في أفرع الأمن قالوا بأنه فارق الحياة والأفضل أن أكف عن البحث والسؤال، لكنني ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺛﻖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ المجرم الذي ينحصر كل همه بتعذﻳﺐ ﺍﻟﻨﺎس”.

تتابع أم عمر: “ﺃﻋﺎﻧﻲ في غياب زوجي ﻣﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ، ﻓﻬﻢ ﻫﻤﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺬﺭﺕ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻷﺟﻠﻪ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺿﻌﻒ ﺍﻹﻋﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻋﻴﺶ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻊ ﺃهلي، وأضطر للعمل لإعالة أولادي”.

وأﺷﺎﺭﺕ أم عمر ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻫﻲ ﺃﺻﻌﺐ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ، ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﺣﻴﺮﺓ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﺣﻮﻝ ﻣﺼﻴﺮ ﺯﻭﺟﻬﺎ، وتأمل أن يكون على قيد الحياة، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﻛﺪﺕ ﺃﻧﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ، ﻭﻟﻦ ﺗﺘﺰﻭﺝ بسبب حبها ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ، ﻭﻟﻌﺪﻡ ﺣﺮﻣﺎﻥ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻳﻀًﺎ، ﻣﺘﻤﻨﻴﺔ خروج زوجها قريباً.

أما وئام (25عاماً) من مدينة معرة النعمان فقد قررت اﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﻋﻦ زوجها ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ، والزواج من رجل آخر بعد أن يئست من الانتظار، وعن ذلك تقول: “بعد سنة من زواجنا تم اعتقال زوجي دون أن أعرف السبب أو المصير الذي آل إليه، وبعد ثلاث سنوات من الانتظار ونتيجة نظرة المجتمع ومراقبته للمرأة التي غاب عنها زوجها، قررت الزواج ثانية، وهو ﺃﻣﺮٌ ﻳﺤﻠّﻪ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻳﻘﺒﻠﻪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ولكنني واجهت ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﻭﺍﺗّﻬﺎﻣﺎﺕ ﻻ ﺗﻘﻞّ ﻗﺴﻮﺓ ﻋﻦ الانتظار ﺍﻟﻤﺆﻟﻢ وخاصة من قبل أهل زوجي .
ﻭﻟﻔﺘﺖ وئام ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻳُﺘﺮﻙ ﻟﻠﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻐﻴّﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﺮﺟﻞ ﺁﺧﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ، ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺿﻐﻮﻁ ﻣﻦ ﺃحد، ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، كما أن ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻻ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻻ ﻳﻨﺘﻘﺺ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺃﻭ ﻳﻀﺮّ ﺑﻬﺎ.

تعاﻧﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍﺕ ﻣﻦ ‏ﺯﻭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩﻳﻦ ﻣﻦ الفقر والحاجة وﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ، وقد يتعرضن للابتزاز والاستغلال في رحلة البحث عن المعتقل ومحاولة معرفة مصيره، حيث ﺗﻀﻄﺮ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﻊ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺳﻴﺊ ﺑﻬﺪﻑ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﻪ ﺇﻟﻰ عملاء النظام السوري ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻹﻓﺮﺍﺝ ﻋﻦ ﺃﺑﻨﺎئهم ﺍﻟﻤﺨﺘﻄﻔﻴﻦ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﻑ.

ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ حنان الخليل (31عاماً) من مدينة إدلب بقيت بعد اعتقال زوجها مع ﺻﻐﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ وعن ذلك تقول لشبكة المرأة السورية: “بعد اعتقال زوجي بقيت مع ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﺑﻼ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﺃﻭ ﻣﻌﻴﻞ، ﻭﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻛﻴﻒ ﺳﺄﺗﻤﻜّﻦ ﻣﻦ ﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ﻭﺣﻤﺎﻳﺘﻬﻢ ﻭﺃﻧﺎ ﻭﺣﻴﺪﺓ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻧﻔﻘﺖ ﻛﻞ ﻣﺪّﺧﺮﺍﺗﻲ ﻭﺑﻌﺖ ﻣﺎ ﻛﻨّﺎ ﻧﻤﻠﻜﻪ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ وأنفقتها على المحامين الذين وعدوني بالإفراج عن زوجي، لكنني اكتشفت متأخرة أنه باب كبير للنصب والاحتيال”.

ﻣﺸﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﻭﺑﻌﺾ ﻣﻌﻮﻧﺎﺕ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﺘﺮﺑﻴﻦ، وتجتهد في البحث عن عمل يؤمن لها ﻟﻘﻤﺔ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ، لكنها باتت ﺗﺘﻌﺮّﺽ ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﺎﻭﻳﻞ ﻭﺍﻹﺷﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺲّ ﺳﻤﻌﺘﻬﺎ، ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻫﺎ، ﻭﻋﺎﺟﺰﺓ ﻋﻦ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻣﺼﻴﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ”.

ﻭﺗﺆﻛﺪ حنان ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻠﻘّﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺮﺽ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺭﻓﻀﺖ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺼﺮّﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺯﻭﺟﻬﺎ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺣﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﻴﺘﺎً، ﻭﻟﻦ ﺗﺴﻤﺢ ﻷﺣﺪ ﺑﺄﻥ ﻳﺘﺤﻜّﻢ ﻓﻲ ﻣﺼﻴﺮ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ.

بعض النساء من زوجات المعتقلين يتزوجن من أخ الزوج بهدف المحافظة على الأطفال، وتربيتهم في بيت أهل والدهم.

سناء (30 عاماً) نازحة من مدينة حماة وأم لثلاثة أطفال تزوجت من أخ زوجها المعتقل بعد وصول أخبار عن موته تحت التعذيب، وتفاجأت بعد فترة من الزمن بخروج زوجها من المعتقل، لتقع في دوامة الفرح بعودة زوجها، والحزن والخجل من إقدامها على الزواج من أخيه، وعن ذلك تتحدث بقولها: “ﺑﻌﺪ سنتين من اعتقال زوجي، تبين من خلال المحامي الذي وكلناه للإفراج عنه أن زوجي فارق الحياة داخل السجن، وبعد ذلك طلب ﺃﺧﻮﻩ الزواج بي ﻣﺒﺮﺭﺍّ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﻧﻪ ﺃﺣﻖ ﺑﺘﺮﺑﻴﺔ أطفال أخيه، ﻟﻜﻦ ﺗﺒﻴﻦ ﻻﺣﻘﺎً ﺃن زوجي ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ”.
تؤكد سناء بأنها تفاجأت بعودة زوجها، لكنها لم تتحمل ما حدث، لذلك قامت بمغادرة مدينة حماة، وانتقلت للعيش مع أهلها في مدينة إدلب برفقة أطفالها الثلاثة.

الباﺣﺜﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ريمة العلوان من مدينة إدلب تتحدث لشبكة المرأة السورية عن معاناة زوجات المعتقلين والمفقودين بقولها: “خلفت ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺭية ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺘﻘﺎﺫﻓﻬﻢ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺗﺤﻜﻤﻪ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺻﺎﺭﻣﺔ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﺗﻪ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ، ﻭﻟﻸﺭﻣﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻐﻴّﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ”.

وتضيف العلوان: “ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ نظام الأسد الاعتقال كوسيلة لمعاقبة معارضيه ﻭﺍﺧﻔﺎﺋﻬﻢ ﻗﺴﺮﺍً، ﻭﺣﺮﻣﺎﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻭﺍﺧﻀﺎﻋﻬﻢ ﻟﻈﺮﻭﻑ ﻣﻌﻴﺸﺔ ﺗﺆﺩﻱ ﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻏﺎﻟﺒﺎً، أما زوجات المعتقلين والمفقودين فيعشن الضياع والمعاناة ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﻴﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ، ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ تفرض عليهن الفقر والحاجة وﺗﺠﺒﺮﻫن ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ”.

وتؤكد التيزري أن ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﻘﻴﺪ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ، ﻭﻳﺠﺒﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻃﺎﻝ ﺍﻟﺰﻣﻦ، ﻛﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺇﻋﻼﻥ ﻭﻓﺎﺋﻬﺎ ﻟﻪ، ﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﻣﺎﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻘﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ﺃﺳﻴﺮﺓ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﺎﻭﻳﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺼﻴﺐ ﺳﻤﻌﺘﻬﺎ.

تغص سجون نظام الأسد بآلاف المعتقلين والمغيبين قسرياً، بينما تعيش أسرهم مرارة الانتظار، وقدراً محتوماً لا فكاك منه، وتعاني زوجاتهم ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﻭﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ، ﺗﺰﻳﺪﻫﺎ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﻭالعادات والتقاليد في حال البحث عن مصير الزوج أو ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﺴﺪ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻔﻪ ﻏﻴﺎﺏ ﺍلمعيل ومسؤولية الإنفاق على الأبناء.

خاص لـ”شبكة المرأة السورية”

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »