Search
Close this search box.

حقوق المرأة حقوق إنسانية أيضًا!

حقوق المرأة حقوق إنسانية أيضًا!

 

قمر عبد الحكيم

 

كان الموضوع الرئيسي للدورة الرابعة من المسيرة العالمية للمرأة هو )حقوق المرأة حقوق إنسانية أيضًا(، فقد تظاهر في 18 كانون الثاني/يناير مئات الآلاف من النساء في مسيرات متفرقة للمطالبة بحقوقهن فيما يقرب من ثلاثة وعشرين دولة..

 

على مدار ثلاث سنوات، هاجمت إدارة ترامب بلا هوادة حقوق النساء، والمهاجرين، والعرقيات المختلفة، والمجتمعات ذات الدخل المنخفض، والعمال، والمثليين، والأفراد ذوي الإعاقة، وكبار السن. فنجد أن العنصرية وكراهية الأجانب والإسلام والنساء، ورهاب المثلية جميعها انبثقت من البيت الأبيض. إضافة إلى ذلك، فإن الرجعيون في الإدارة والسياسيون اليمينيون المنحازون إليهم يخططون لخفض برامج الغذاء التكميلية ومحاولة تقويض برامج الرعاية الصحية الفيدرالية واستحقاقات المعوقين. والآن تتقلص حقوق الإنجاب في العديد من الولايات، في حين أن المحكمة العليا ذات الأغلبية اليمينية تستعد للحكم ضد الإجهاض القانوني. ويجري الآن ترحيل أو احتجاز عشرات الآلاف من المهاجرين عند الحدود الجنوبية مع المكسيك، أو فصلهم عن أسرهم، أو احتجاز أطفالهم وإساءة معاملتهم. لذلك لم تكن المظاهرات مقتصرة على النساء فحسب؛ فقد انضم إليهن المتظاهرين من كل حدب وصوب، مطالبين بحقوقهم في عدد كبير من الدول في إفريقيا وآسيا وأستراليا وأوروبا وأمريكا اللاتينية وكندا والولايات المتحدة، وكان من بين البلدان التي شهدت احتجاجات غاية في التنسيق البرازيل وكينيا وميكرونيزيا ونيوزيلندا ونيجيريا وتايلاند وزامبيا وزيمبابوي وعشرة دول أوروبية أخرى.

 

كان هناك ما يقرب من 250 فعالية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، في المدن الصغيرة والمدن الكبيرة، فقد خرج حوالي 10000 في شيكاغو، وحوالي 3500 في أوستن، تكساس. وقد سافر المتظاهرون من جميع أنحاء البلاد متجهين نحو المظاهرة الرئيسية في واشنطن العاصمة.

 

طرح عشرات الآلاف من المتظاهرين في واشنطن ثلاثة مطالب رئيسية: حقوق المهاجرين، والعدالة الإنجابية، وحل أزمة المناخ. بالإضافة إلى ذلك، نادى البعض بالمساواة في الأجور، وحقوق المثليين، ووضع حد للإيذاء الجنسي. ودعت لافتات العاملين في مجال الرعاية الصحية إلى توفير الرعاية الطبية للجميع بصرف النظر عن جنس المريض.

 

خلال احتجاج يُعرف باسم (لاس تيسيس) على اسم جماعة نسوية تشيلية، تم اطلاق رقصة وأغنية بعنوان ”المُغتَصِب هو أنتَ“ أو “مُغْتَصِبٌ فِي طَرِيقَكِ”، وهي رقصة بدأت في تشيلي لجذب الانتباه إلى العنف ضد المرأة حول العالم. وقد ألهمت احتجاجات في عدد كبير من الدول.

 

قاد أعضاء (لاس تيسيس) مسيرة قوية بالقرب من قصر سيادة الرئيس الكاره للنساء، وغنى معهم الآلاف من المتظاهرين هناك، ثم مرة أخرى خارج فندق ترامب الدولي. ثم أصبحت هذه الأغنية، التي أدتها النساء خلال الاحتجاجات الأخيرة في شيلي ضد النظام القمعي، الأبوي، نشيداً عالمياً للمرأة.

 

تقارير حول بعض الاحتجاجات:

 

بوفالو، نيويورك

 

تمركز المتظاهرون في مهب الرياح والثلوج المتساقطة حول مبنى (مجلس مدينة بوفالو)، وقد نُظِمَ هذا الحدث بمساعدة (مركز السلام في غرب نيويورك)، وشارك في رعايته العشرات من الجماعات. وكان هناك متحدث باسم فرقة (تحالف بافالو المناهض للحرب) يحمل ثلاثة رايات وقد وزّع نشرات إعلانية تحت عناوين (لا للحرب على إيران)، و(الولايات المتحدة خارج منطقة الشرق الأوسط!) ونشرات تحمل (عقوبات قتل النساء) مكتوبة على الجانب الخلفي من اللافتات، وكانت المجموعات التي تحمل خطاب “انظر! ألستُ امرأة!” * تسعى لإلغاء نظام العمل (24 ساعة في اليوم) للعاملات في الرعاية المنزلية. وقامت مجموعة (كوين سيتي) النسوية بترديد أغنية المرأة التشيلية احتجاجًا على العنف الجنسي.

 

مدينة نيويورك

 

تجمع حوالي خمسمائة شخص في مسيرة في ميدان فولي. وكان لحملة (مناهضة العقوبات والحرب الاقتصادية) مجموعة ضخمة من المتظاهرين رافعين شعارات تدين التأثير المروع للعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على النساء في 39 دولة. وقاموا بتوزيع مئات المنشورات التي توضح كيف أن هذه العقوبات تعتبر أسلحة حرب اقتصادية تؤدي إلى المجاعة والمرض والفقر ونقص مزمن في الاحتياجات الأساسية.

 

وكان هناك العديد من النقابات، بما في ذلك مجلس المقاطعة 9 لاتحاد الرسامين (IUPAT)، ومجلس المقاطعة 37 للاتحاد الأمريكي لموظفي الولايات والمقاطعات والبلديات، وخدمة الموظفين المحلية BJ. 32.

 

وعلى الرغم من برودة الطقس المميتة، كان هناك شعور بالدفء جراء تضامن ومساندة بعضهم البعض، حيث دعا المشاركون إلى إنهاء العنف ضد المرأة، والعدالة الإنجابية، وحقوق العمال، والمهاجرين، والعرقيات المختلفة، ومثليي الجنس، والأفراد ذوي الإعاقة، ووقف أزمة المناخ.

 

كان متظاهرو (منظمة العمل الدولية) يحملون لافتة شعبية تقول: (التضامن مع المرأة الفلسطينية ليس معاداة للسامية). وقام (حزب العمال العالمي) بتوزيع نشرات في افتتاحية بعنوان “معاً نتضامن – نحو الاشتراكية”. وكتُبَ على إحدى اللوحات الخاصة بحقوق المرأة “العدالة الإنجابية الآن للنساء والمضطهدين بين الجنسين”.

 

فيلادلفيا

بالرغم من برودة الطقس والرطوبة؛ فقد جلبت المسيرة العالمية للنساء الآلاف من المتظاهرين إلى طريق بنيامين فرانكلين باركواي، وقد تجمع المشاركون من جميع الأعمار في حي لوغان سيركل تحت شعار (عام المرأة)  للقيام بمسيرة قصيرة في الطريق إلى متحف فيلادلفيا للفنون.

 

وعلى الرغم من أن منظمي المسيرات والمتحدثين، وخاصة السياسيين، حاولوا قصر التركيز على مشاركة المرأة في الانتخابات الرأسمالية المقبلة، إلا أن لافتات المتظاهرين تناولت مجموعة واسعة من القضايا، منها حقوق الإجهاض، وحملة #MeToo ضد سوء السلوك الجنسي في مكان العمل، وحقوق متساوية لمجتمع المثليين، والمساواة العرقية، والمساواة في الأجور للمرأة، والشواغل البيئية.

 

تعلو موجات التظاهر النسائية يوماً بعد يوم، أشبه بكرة ثلج متدحرجة تكبر كلما انحدرت  لتلامس قاع المجتمع بكل ما فيه من مشاكل، وتتصدر المشهد الإنساني العالمي نساء يحملن لافتات بكل لغات العالم خرجن ليقلن إن حقوق المرأة  إنسانية أيضاً.

هامش:

*انظر! ألستُ امرأة!: هو عبارة عن خطاب قُدّم بشكل ٍارتجالي من قبل سورجورنر تروث، التي ولدت في العبودية في ولاية نيويورك. وقد أصبحت تروث لاحقاً متحدثة معروفة حول قضايا مناهضة العبودية بعد حصولها على الحرية عام 1827 بفترة من الزمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »