هالة الحسن
تمتلك المرأة قوة وتأثيراً أكبر عندما تعمل بشكل جماعي. وبما أن هناك منافسة كبيرة على وظائف القمة، يتوجب عليها التنسيق مع قريناتها للحصول على المزيد من تلك الوظائف، وبذلك يتم تغيير معادلة هيمنة الذكور على الوظائف المهمة.
في تجربة تم تطبيقها على أكثر من (17500) سيدة من سيدات الأعمال والمشاريع، وذلك بهدف عكس الصورة النمطية التي لا تدعم فيها النساء الأخريات، أظهرت نتائج تلك التجربة أن النساء يستفدن بشكل خاص من التعاون القائم على المنافسة، فالنساء اللاتي يدعمن النساء أكثر نجاحًا في الأعمال التجارية.
كما وجد بحث جديد في مجلة هارفارد بيزنس ريفيو أنه في حين يستفيد كل من الرجل والمرأة من وجود شبكة من الأقران المتصلين جيدًا عبر مجموعات مختلفة، فإن النساء اللاتي لديهن دائرة داخلية من الاتصالات النسائية الوثيقة من المرجح أن يحصلن على مناصب تنفيذية ذات سلطة أكبر بأجور مرتفعة، في حين لا يوجد رابط لنجاح الرجال من حيث التكوين بين الجنسين في دوائرهم الداخلية.
السبب؟ تواجه النساء اللاتي يحاولن الصعود إلى القيادة عقبات ثقافية وقانونية تجعل من الصعب عليهن التقدم، مثل التحيز اللاشعوري. تشير الدراسة إلى أن إحدى طرق التغلب على بعض هذه العقبات تتمثل في تكوين روابط وثيقة مع نساء أخريات، بحيث يمكنهن تبادل خبرات النساء اللواتي كن هناك، والوصول إلى مراتب قيادية تناسب مواهبهن الفريدة.
فيما يلي نصيحة من القيادات النسائية حول كيفية إيجاد وتنمية شبكة وثيقة من المهنيات.
تقول غيل تيفورد، كبيرة مسؤولي العلامات التجارية في شركة ويت ويتشرز: “نصيحتي للنساء هي إعادة صياغة ماهية الشبكات، إن وجود كلمة “عمل” بمفردها يخلق ضغوطًا على النساء، حيث يشعرن أنه واجب يتعين عليهن القيام به، مجرد وضع نفسك في بيئات توفر لك الفرصة للقاء نظرائك والتعرف وتبادل الخبرات يمكن أن يكون بمثابة تغيير في اللعبة. والفرصة تكمن في إجراء اتصالات ذات مغزى، فهي التي سوف تستمر مدى الحياة”.
إعطاء الأولوية لبناء العلاقات
أنت لا تتعاملين مع شركة، بل تتعاملين مع أشخاص تحبينهن وتثقين بهن، لذا يجب تخصيص الوقت الكافي لصديقاتك. تقول إيريكا كيسوين، مؤلفة كتاب (أحضر الإنسان إلى العمل): “لإقامة هذه الروابط، عليك أولاً أن تسألي نفسك: هل العلاقات مهمة ولماذا؟ يمكن أن يكون ذلك بسبب رغبتك في وظيفة جديدة، أو التقدم في حياتك المهنية. حددي وقتًا لذلك”.
اعلم أن بناء الاتصال لا يقتصر على أمر واحد، حيث يمكنك مصافحة شخص ما ومنحه بطاقة عمل. ما وقع ذلك عليك؟ مع كومة من بطاقات العمل على مكتبك. العلاقة، من ناحية أخرى، تمس قلبك وتخلق شراكة أبدية. للحفاظ على الاتصالات على قيد الحياة، يجب رعايتها.
لا تترددي في الثناء على النساء الأخريات، ومحاولة تلميعهن، فعندما تساعدين امرأة أخرى على النهوض، يترك ذلك أثراً جميلاً لدى الجميع، ويساعد في بناء النساء الأخريات، وهو تطبيق يتمحور حول التمكين الذاتي للنساء: إذا رأيت زميلتك في العمل تقوم بعمل رائع، فامنحيها الثقة … أخبري رئيسك أو زملائك الآخرين في العمل.في البداية، قد يبدو الأمر أنك تقومين بلفت النظر إلى شخص ما بعيدًا عن نفسك، لكنك في الواقع تُظهرين أنك لاعبة جيدة ضمن فريق وداعمة وقائدة ملهمة وواثقة بنفسك، لذا لا تترددين في كيل المديح للآخرين”.
ابحثي عن المجموعة الخاصة بك – وركزي عليها. مجموعة من النساء يقفن معك في الحالات الطارئة، أو عندما تحتاجين إلى نصيحة صادقة، أو كنت تريدين التقدم لمنصب مهم، فعندما يتعلق الأمر ببناء العلاقات، فإنك تحصلين غالبًا على ما ترغبين به.
تشارك بام كوفمان، رئيسة شركة نيكلودين غلوبال هذه النصيحة التي تلقتها ذات مرة: “سألتني ريشيل بارهام، المديرة التنفيذية السابقة لشركة eBay التي تتصدر أفضل المبيعات، من هم أعضاء فريقك؟”، لم تكن تعني الأشخاص الذين أقوم بإدارتهم، ولكن من لدي في حياتي المهنية بمثابة شبكة دعم”. أخذت بنصيحة ريشيل وبدأت في بناء فريقي – الأشخاص الذين أستطيع تبادل الأفكار معهم أو طلب المشورة، أو مساندتي عندما أكون بحاجة إلى دفعة. اليوم، فريقي مهم للغاية بالنسبة لحياتي المهنية واليومية. نحن لا ندعم بعضنا البعض فقط، ولكننا نعمل كصلة وصل بين مختلف الأشخاص ومحاولة تأمين الفرص. كلما صادفت إحدانا فرصة عظيمة، نرسلها على الفور إلى بعضنا البعض. إنه لأمر مدهش أن تكوني جزءًا من مجموعة من النساء اللواتي يرغبن في أن تكونين أفضل ما لديهن وأن يساعدنك بنشاط في تحقيق النجاح”.
نحن أفضل معًا. كما قالت مادلين أولبرايت، “هناك مكان خاص في الجحيم للنساء اللاتي لا يساعدن النساء الأخريات.” كما نقول من التجربة الشخصية، “هناك مكان خاص في الجنة للنساء اللاتي يدعمن النساء الأخريات”.
المصدر: