ترعرعت السيدة هيام الشيروط في دمشق ونالت شهادة جامعية في الأدب العربي من جامعة دمشق قسم اللغة العربية. عملت في المجال التعليمي في عدة مدارس في سوريا منذ عام 1981و لغاية عام 1991.
في عام 1991 هاجرت هيام الى النرويج بسببب اضطرار زوجها العراقي الاصل للهجرة القسرية، وفي عام 1993 بدأت العمل في تعليم اللغة الام للطلاب العرب في مدينة لارفيك، حيث تابعت دراساته العليا في معهد المعلمين.
حصلت هيام على عدة جوائز تكريمية، مثل جائزة العدالة والمساواة على مستوى المحافظة الشرقية وجائزة المرأة المثالية على مستوى النرويج لعملها التطوعي في مدينة لارفيك والمحافظة، وخاصة من اجل اعلاء دور المرأة الأجنبية في النرويج وتغيير نظرة الغرب عن المرأة العربية التي تُتهم دائما انها غير متعلمة ومضطهدة في حقوقها باسم الدين والعادات والتقاليد.
هيام عضوة في الحزب اليساري الاشتراكي، وكانت أول امرأة من أصول عربية تدخل المعترك السياسي على مستوى المحافظة ووصولها الى منصب عضو في مجلس مدينة لارفيك من عام 2007 ولغاية 2011 . تعد هيام من الوجوه السياسية المعروفة في مدينة لارفيك والمحافظة وفي عام 2013 فازت في انتخابات مجلس الشعب وجاءت في الترتيب الثالث.
بحكم وجودها في الحزب اليساري الاشتراكي كان لها شرف الاشراف على اختتام دورات نسائية للمرأة الفلسطينية لتمكينها من الانخراط في العمل السياسي وقد انتج هذا المشروع حزباً نسائياً اسمه حزب فدا… حيث قامت هيام بزيارة فلسطين مع وفد نرويجي لتقييم المشروع على أرض الواقع.
تقوم الان هيام بالتعاون مع منظمات نرويجية باقامة دورات توعية للمرأة الأجنبية للتعايش في المجتمع الجديد… بالاضافة الى تحفيزها للدخول في العمل السياسي لأن المرأة الأجنبية شبه غائبة … وان لها دورا كبيرا في التأثيرعلى العملية الانتخابية. عضوة في بعض المنظمات النسائية في النرويج ومن ضمنها نساء من أجل السلام.
قامت هيام بعدة حملات تبرع من اجل سورية بالتعاون مع المنظمات التطوعية الموجودة في النرويج مثل الصليب الأحمر، منظمة حماية الأطفال ومنظمة الاغاثة النرويجية والان لديها تعاون مع منظمة نرويجية لمساعدة اللاجئين السوريين. وهي بصدد المشاركة مع شباب سراقب ( الحراك السلمي) مع مدير المشروع الشهيد قاسم الحماد من اجل الاعداد لمشروع المدرسة الفاضلة.
هيام مستعدة لاي عمل من أجل خدمة بلدها سوريا، ومساعدة النساء سواء في الداخل السوري أو في المخيمات.
استطعنا اجراء هذا الحوار الشيق مع السيدة هيام الشيروط
1: كيف خضت التجربة السياسية في النرويج ؟
ج: بدايتي في السياسة كانت منذ عام 2000 تقريباً .. اهتمامي بالسياسة دفعني لقراءة برنامج الأحزاب السياسية التسعة الموجودة في النرويج.. السياسة كانت بالنسبة لي التعرف على المجهول الذي كان محظوراً علينا في سوريا بسبب الحزب الواحد. ما أعجبني في الحزب اليسار الاشتراكي هو شعار الحزب: أناس مختلفون لهم نفس الامكانيات وهذا مما حدا بي للتعرف عليه عن كثب…
2: ماهي الأسباب التي ساهمت لتصبح ابنة معرة النعمان قائدة سياسية ونقابية في حزب اليسار الاشتراكي بالمنطقة الغربية وفي مدينة لارفيك؟
ج: من خلال صداقاتي لبعض الصديقات النرويجيات بدأت أتعرف أكثر على الحزب وأهدافه من خلال الاجتماعات التي كنت أحضرها، فقد وجدت نفسي كواحدة منهم وأن هذا الحزب يمثلني بحيث أعطوني حيزاً كبيراً من الاهتمام لكوني أجنبية فهذا الحزب يدافع عن الأقليات الموجودة في النرويج ويُطالب بالحفاظ على حقوقهم بغض النظر عن الدين والعرق والانتماء.. الدعم الذي نلته لا يُوصف من قبل مجموعة الحزب في المدينة، طبعاً أنا كنت نشيطة في عدة مجالات بحيث أثرت انتباههم من خلال نشاطاتي في مدينة لارفيك ووجهي كان معروفاً في المجالات الثقافية والتعليمية على مستوى المدينة والمحافظة.
3– كيف نلت جائزة العدالة والمساواة على مستوى المحافظة الغربية في عام 2007؟
ج: نشاطي في مدينة لارفيك معروف للجميع سواء للنرويجيين أو الأجانب وخاصة في الأعمال الخيرية والأعمال الثقافية التي تًبرز الأجانب بصورة مشرقة من خلال النشاطات على مستوى لارفيك والمحافظة ولتميزي كامرأة نشيطة ودوري الايجابي في المجتمع الجديد وتحفيز أخواتي النساء الأجنبيات على الاندماج في المجتمع النرويجي. فقد كنت رئيسة مشروع ثقافي اسمه “مزيج الألوان” في عام 2007، حاولت أن أعطي فرصة لكل الأجانب في منطقتنا للظهور اللائق لتمثيل بلدهم في النرويج من خلال الغناء، الموسيقى، الرقص ¸الأكل والندوات الأدبية والمعارض التي تُركز على حضارات هذه الشعوب. قمت بعدة نشاطات ثقافية واجتماعية للنساء المهاجرات وأولادهن، بالإضافة إلى تدريسي للغة العربية يوم الأحد تطوعاُ لأبناء الجالية العربية ودروس في السباحة والرياضة يوم الجمعة للنساء.. وكوني أول امرأة عربية تدخل معترك السياسة وأول رئيس دولي من أصول أجنبية عن المحافظة الغربية..
4: نريد سماع قصة نيلك جائزة المرأة المثالية على مستوى النرويج في عام 2009.
ج: هذه الجائزة تٌعتبر بالنسبة لي علامة مميزة، لأنني خضت معركة بين 10 نساء من أصول أجنبية على مستوى النرويج.. فقد قامت جريدة اسمها “أتروب” التي تٌعنى بأمور الأجانب باستطلاع عن أفضل 10 نساء قمن بأعمال مميزة في النرويج وبعد بحث دقيق استمر 3 أشهر، وقع الاختيار على ونلت الجائزة في عيد المرأة العالمي في 8 آذار عام 2009. هذه الجائزة وسام أضعه على صدري وأهديه بدوري لكل امرأة سورية تجاهد في ظل الثورة ولبلدي الأم سورية…
5: أنت كشخصية نسائية سورية وتعملين في الشأن العام كيف تقرأين وضع المرأة السورية بعد سنتين ونصف من عمر الثورة؟
ج: أنا أرى أن المرأة السورية كما عهدتها قوية، مثقفة، واعية ولكنها في ظل الثورة أثبتت وجودها أكثر في تحمل المسؤولية وايجاد الحلول بعقلانية .. المرأة السورية أٌلقي على عاتقها حمل ثقيل فقد فقدت زوجها، ابنها، أخيها، أبوها ورغم ذلك نجدها صابرة تتحدى كل التحديات حولها..
المرأة السورية كانت جنباُ الى جنب الرجل في دعم الثورة فكم من نسائنا السوريات المعتقلات في سجون النظام . نسائنا السوريات فخر لكل نساء العالم بشهادة كثير من المنظمات الدولية لمساهمتهن في العمل المدني والحل السلمي في فض النزاعات في المناطق الساخنة…
6: هل تستطيع المؤسسات المدنية والجمعيات النسائية أن تجد لها مكاناً في سورية الجديدة وشبح الجماعات الإسلامية يخيم فوق سماء سورية؟
ج: نعم لقد نجحت هذه المؤسسات والجمعيات بشكل ملحوظ في الداخل والمخيمات.. فأنا لدي صديقات سوريات يقمن بالعمل المدني ومنها جمع التبرعات وايجاد مشاريع صغيرة للنساء وقد التقيت بنساء سوريات سواء في استوكهولم أو القاهرة وقد انبهرت من حماسهن وعطائهن اللامحدود في المساهمة في هذا العمل بتفان . كنت أفتخر انني امرأة سورية ولكنني افتخر الان اكثر كوني واحدة منهن .. كل الاحترام لكل امرأة سورية ساهمت وتساهم في بناء سورية الغد…
بالنسبة للجماعات الإسلامية لدي تخوف وخاصة على وضع المرأة الذي سيحد من نشاطها ويمارس عليها سياسة الاضطهاد وتطبيق الشريعة الاسلامية وتزويج البنات في سن صغيرة ..
ولكن ثقتي بقدرة نساء سوريا بأنهن قادرات على اثبات وجودهن والوقوف بوجه هذه الجماعات والمثال الأكبر وقوف المرأة جنباً الى جنب الرجل في المظاهرات والمعتقلات والتصدي لجماعات داعش في الرقة…
7: نسمع قصصاً كثيرة عن نساء تعرضن للاغتصاب أو تلك العبارات المقيتة التي تتكرر على أجهزة الإعلام السوري ” زواج النكاح” برأيك لماذا دائماً تكون المرأة ساحة انتقام في الحروب والثورات؟
ج: جرائم الاغتصاب هي أسلوب يُمارس منذ القدم في الحروب ضد المرأة والرجل، ونظامنا لن يكون بأفضل من غيره.. المرأة دائماً هي الطرف الأضعف في النزاعات لأنها مصدر الشرف للأسرة وعندما يُدنس شرف المرأة يُدنس شرف العائلة بكاملها مما يؤثر على الناحية النفسية لكل أفراد العائلة، الاغتصاب يؤدي بدوره إلى معاناة المرأة من حالات نفسية واجتماعية خطيرة لا تحتمل، بما تحمله من خصوصية منطلقة من مكانتها الاجتماعية وقيمة العرض والشرف النبيلة في مجتمع مثل المجتمع السوري المحافظ، وكم من حالات الاغتصاب التي تتم دون الاعلام عنها خوفاً من القتل بسبب العادات والتقاليد في بلدنا.. النظام أدرك مدى تأثير اعتقال واستخدام العنف الجسدي عليها وحساسيته لذلك عمد إلى استخدامه محاولاُ وهن نفسية الثائر السوري ومنعه من الالتحاق بالثورة، إضافة إلى محاولة عزل المرأة وإبعادها عن الثورة وهو يعلم مكانتها في المجتمع وهي الحرة والمربية والحاضنة للأسرة والثورة .. على الرغم من كل هذا كانت المرأة قوية، صلبة، صابرة وصوتها تخطى حدود سوريا ليصل الى المحافل الدولية ..
أما عن رأي في زواج النكاح فهذا أمر فظيع وكله باسم الدين، مع الأسف يعود هذا إلى جهابذة الدين الذين افتوا بهذا الزواج مما جعله أمراً مشروعاً للكثيرين وللجاهلين أمور دينهم ونسوا لغة العقل ولم يفكروا بنتائج هذا الزواج، وهذا ما نراه واضحاً الآن بعد عودة النساء التونسيات إلى بلادهن وهن حبالى ممن لا يعرفون..
8: هل تحدثينا عن تجربتك الانتخابية؟
ج: تجربتي الانتخابية حلم تحقق، حلم أن أعيش أجواء الديموقراطية وأمارسها على أرض الواقع في عًقر دار النرويج وأخوضها جنباً إلى جنب المرشح النرويجي .. والناخب الذي يعطيني صوته يمنحني إياه ليس لما أملك وإنما للعمل الذي أقوم به من أجله وثقته بي كشخص فعال في المجتمع الذي أنا جزء منه. أنا والنرويجي على قدم المساواة في كل الحقوق، فهنا لا مكان للرشوة لشراء الأصوات وشراء الذمم… حزبي يقوم بتكاليف الحملة الانتخابية، كل ما يجب علي القيام به هو أن أكون حاضرة في وسائل الاعلام، الندوات، نشاطات سياسية مكثفة خاصة الشهر الأخير من الانتخابات.. فأنا كنت أول عضو من أصول أجنبية، امرأة مسلمة ومن أصول عربية في مجلس مدينة لارفيك عام 2007 وقد أثبتت جدارتي ونلت احترام الجميع لتمكني من تكتيكات السياسة بسرعة قصوى … وهذا بشهادة الأحزاب المعارضة .. فالنظرة المعروفة عن المرأة العربية وللأسف في المجتمعات الغربية، أنها ضعيفة ومضطهدة وغير متعلمة … والحمد استطعت أن أُغير هذه النظرة…
في هذه السنة كنت مرشحة رقم 3 على مستوى المحافظة الغربية في البرلمان النرويجي وهي تجربة أكثر من رائعة لما قمت به أنا والوزيرات من جولات ميدانية في أرجاء المحافظة وتعريف الناخب علينا عن كثب والاستماع لأراء الناخب وما يريده منا كوننا ممثلين له في البرلمان بالاضافة الى دوري في توعية الجالية الأجنبية عن دورهم في ممارسة حقهم الانتخابي ومدى تأثير صوتهم في تمثيل الحزب الذي يأتي الى الحكم … هذه التجربة التي أحلم أن تنعم بها نساء سورية قريباُ في سورية بعد سقوط النظام..
9: أنت كعضوة في اللجنة السياسية في شبكة المرأة، ما هي تطلعاتك كإمرأة طموحة وقوية،وكيف تستطيعين أن تساهمي مع باقي العضوات في تفعيل اللجنة السياسية؟
ج: أتمنى أن تتاح لي الفرصة لنقل خبرتي إلى أخواتي السوريات في العمل الديموقراطي، فقد كان لي شرف الأشراف على مشروع تعاون مع المرأة الفلسطينية في فلسطين المحتلة للمساهمة في تطوير مهاراتها في العمل السياسي والذي نتج عنه حزب نسائي اسمه حزب فدا مما أدى إلى وصول عدد من النساء الى مركز وزيرة ومنهن كانت وزيرة الثقافة سهام البرغوثي وعدد من القياديات ..
حلمي العودة إلى سورية لتشكيل حزب نسائي سأطلق عليه اسم “زنوبيا”… فأنا أعشق زنوبيا لأنها رمز الأنوثة والقوة والتي عندما نقول اسمها نحس بالحضارة السورية ماثلة أمامنا..
لدي تعاون وثيق في الفترة الأخيرة مع عضوات لجنة المشاركة السياسية وأنا جداً سعيدة لأننا صوت المرأة السورية ولدينا مواهب مُذهلة تُبشر بالخير وخاصة الشابات منهن.. سورية محتاجة إلى جهودنا في بناء سورية الغد…. يداً بيد نكون أقوى… هكذا سورية تقوى بنا ….
خاص لموقع شبكة المرأة السورية
الاعداد والحوار : أمينة بريمكو
One Response
الاستاذة هيام اريد مكالمتك ضروري كيف الوصول اليك